فلترقد شركة الخطوط الجوية Flybe في سلام.. إذ بعد شهورٍ من مواجهتها المشكلات، استسلمت شركة الخطوط الجوية البريطانية الصغيرة والتي تعد أكبر خطوط جوية إقليمية في أوروبا، الخميس 5 مارس/آذار، للآثار المترتبة على مرض كوفيد-19. وفي بيان انتشر على نطاق واسع، قالت الشركة إن تحدياتها المالية "تفاقمت بسبب انتشار فيروس كورونا، الذي كان له أثر كبير على الطلب على مدار الأيام القليلة الماضية". وكانت شركة الطيران الاقتصادية التي تبلغ 40 عاماً، تُقِلُّ السياح البريطانيين إلى وجهاتٍ إقليمية في أوروبا.
سقوط مفاجئ
يتساءل مجال الطيران حالياً عن الشركة التالية. يقول موقع Quartz الأمريكي، بالنسبة للمستثمرين، فقد تغيَّرَت مثارات القلق لديهم بينما الفيروس ينتقل عبر العالم. قال سيث كابلن، محلل جوي في مؤسسة Kaplan Research: "في البداية، كان المستثمرون يشغلهم سؤال من الأكثر تعرضاً للصين؟ لكنهم الآن يفكرون فيمن يملك أفضل ميزانية؟".
وهكذا، فإن شركات الطيران المُعرضة للخطة أكثر من غيرها هي الشركات التي كانت عرضة للصدمات بالفعل، مثل Flybe، التي كان سقوطها مفاجئاً بعض الشيء. يقول كابلن: "عندما تنظر حول العالم، فالبداية هي: ما الشركات التي لم تكن تحقق أرباحاً كثيرة بالفعل، أو ما الشركات التي كانت ميزانياتها ضعيفة بالأساس؟". وقد يضم ذلك شركات جوية مثل Norwegian Air، التي بدأ حالها يتحسن بعد سنواتٍ من القرارات السيئة، أو شركات أصغر وأضعف تُثقلها الديون، مثل شركة SriLankan Airlines.
ما الشركات التي ستصمد أمام عاصفة كورونا؟
يُرجَّح أن تصمد شركات الطيران في الولايات المتحدة، التي تُعد بين الشركات الأقوى في العالم، على نحوٍ جيد. ويقول كابلن إنه على الرغم من خدمات النقل المباشر التي تُقدمها شركة Delta إلى روما وميلان والبندقية، وشراكتها مع شركة Korean Air، فهي مهيأة تماماً للوقوف أمام العاصفة بصفتها شركة شديدة الربحية.
في بعض الحالات، يكون فشل شركات الطيران من عدمه مسألة سياسية وليست اقتصادية. إذ لطالما عانت شركة الخطوط الجوية الإيطالية Alitalia من الديون، وربما كانت لتتوقف عن العمل تماماً منذ وقتٍ طويل لولا دعم الحكومة الإيطالية لها. أما شركات الطيران الخليجية، على غرار شركة الاتحاد للطيران والخطوط الجوية القطرية، التي تعتمد على الرحلات الدولية، فقد أُصيبت بأضرارٍ بالغة، حسبما يفيد كابلن: "لكنها ستكون بخير طالما يستمر أصحاب حكومات بلادها في دعمها".
الحكومات تتدخل
وقد تدخلت الحكومات بالفعل في بعض الحالات: إذ تمت حيازة شركة Hainan Airlines، رابع أكبر خطوط جوية في الصين، من جانب الحكومة الإقليمية في خضم تزايد الديون. وهي مستمرة في الرحلات حتى الآن، على الرغم من احتمال بيعها.
ويبقى السؤال عن درجة تضرر هذا المجال مفتوحاً، إذ في النهاية، لا يدري أحد إلى أي مدى سيؤثر فيروس كورونا على سكان العالم، أو لأي وقت. وبدايةً من هذا اليوم، يُقدر الاتحاد الدولي للنقل الجوي أن تصل الخسائر اللاحقة بشركات الطيران بـ 113 مليار دولار في المبيعات، إذا استمر فيروس كورونا في الانتشار.
غير أن السفر الداخلي في الصين بدأ يزداد مرة أخرى، بحسب كابلن، وهكذا فثمة ما يدعو لبعض التفاؤل. يقول كابلن: "بعد شهرين من الآن، لن يكون القضاء على الفيروس قد انتهى تماماً. لكن إن كان قد استقر، فقد يقول الناس لأنفسهم: "منطقياً، أنا مُعرض أكثر للإنفلونزا العادية، ويمضون قدماً ويعودون لحجز التذاكر".