كيف يصل خبراء الأرصاد لتوقعات الطقس، ومتى يجب ألا نصدقهم؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/02/18 الساعة 23:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/02/18 الساعة 23:56 بتوقيت غرينتش
تمثل نشر الأرصاد الجوية أهمية بالغة بالنسبة للنشاط البشري/رويترز

كيف يصل خبراء الأرصاد إلى توقعات الطقس، ولماذا يخطئون أحياناً؟

عندما يتوقع خبراء الأرصاد الجوية تلك الأحداث فإنهم يساعدون الأشخاص للاستعداد لها، ولكن كيف يصلون إلى توقعاتهم تلك؟ ولماذا لا تكون دائماً دقيقة؟

تقرير لموقع هيئة الإذاعة البريطانية BBC شرح كيف يصل خبراء الأرصاد إلى توقعات الطقس، ومتى يجب ألا نعتمد على توقعاتهم.

كيف يصل خبراء الأرصاد إلى توقعات الطقس؟

يتوقع الخبراء حالة الطقس عن طريق جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن حالة الطقس الحالية وحالة الغلاف الجوي.

وتُجمع الملاحظات، مثل درجة الحرارة والضغط والرطوبة وسرعة الرياح من جميع أنحاء العالم، ثم تغذى بأجهزة كمبيوتر فائقة لاستخلاص النتائج والتوقعات.

في بريطانيا، على سبيل المثال، حصل مكتب الأرصاد الجوية للتو على مساعدة جهاز كمبيوتر فائق تبلغ تكلفته 1.5 مليار دولار أمريكي.

العامل الرئيسي الذي يحدّ من إمكانية الوصول إلى توقعات دقيقة هو مدى سرعة تلك الأجهزة في معالجة كل المعلومات المتوفرة.

ويراقب خبراء الأرصاد الجوية ظروف الطقس الحالية للتأكد من أن توقعات الأرصاد تسير على النحو المخطط له، ولإجراء تعديلات إذا لزم الأمر.

لماذا تُخطئ توقعات الأرصاد الجوية؟

يحدث هذا الخطأ بسبب الطبيعة الفوضوية للغلاف الجوي، حتى أقل التغيرات التي تحدث في المحيطات يكون لها تأثير هائل على الطقس، من حيث القوة والموقع، عندما تصل إلى الأرض.

الغلاف الجوي شاسع الاتساع ومعقد، ويستحيل مراقبة كل جزء منه بدقة، لذا لا مفر من وجود بعض الهفوات فيما يجري رصده.

ونتيجة لذلك، من الممكن عدم ملاحظة ظاهرة ما أو عدم رصدها بدقة كافية.

أخطاء خبراء الأرصاد تنعكس على حياة الناس/رويترز

على سبيل المثال، أي توقع لحالة الطقس بعد سبعة أيام من الآن سوف يتغير على الأرجح قبل الوصول إلى ذلك اليوم.

ولكن مع تحسّن فهمنا للغلاف الجوي، إلى جانب التقدم التقني، سوف تصبح توقعات الأرصاد الجوية في المستقبل أكثر دقة.

قال مكتب الأرصاد الجوية في بريطانيا إن توقعات الأرصاد الجوية لأربعة أيام مقبلة في الوقت الحالي تماثل دقة التوقعات الجوية ليوم واحد منذ 30 عاماً.

ولا يزال من الممكن الاستعانة بتوقعات الأرصاد الجوية للفترات الأطول التي تكون بمثابة مؤشر عام لحالة الطقس، لمعرفة إن كان الطقس أكثر رطوبة أو جفافاً من المتوسط على سبيل المثال.

ويمكننا أيضاً استخدام أجهزة الكمبيوتر لتصميم نموذج يُظهر كيف سيبدو المناخ في المستقبل، بعد عدة عقود.

هل جميع أنماط الطقس متماثلة؟

هناك بعض أنماط الطقس تمثّل تحدياً خاصاً عندما يتعلق الأمر بالوصول إلى توقعات دقيقة لحالة الطقس في مكان معين.

الأمطار مثلاً من الظواهر المناخية محدودة النطاق، ومن الصعب توقع موقع هطولها بدقة.

قد تعتقد أن توقعات الأرصاد الجوية أخطأت لأنك تتوقع هطول أمطار ولم يحدث ذلك، بينما على مسافة بضعة كيلومترات منك حدثت عاصفة رعدية وسقطت أمطار غزيرة.

لماذا نحصل على توقعات أرصاد جوية مختلفة؟

هناك أكثر من إجابة واحدة عن سؤال "كيف سيكون طقس الغد؟".

هناك العديد من المؤسسات المختلفة في أنحاء العالم تُصدر توقعاتها لحالة الطقس، تستخدم برامج وأجهزة مختلفة للوصول إلى تلك التوقعات.

قد يتوقع البعض هطول الأمطار على منطقة ما بحلول الساعة التاسعة مساءً، بينما يتوقع آخرون هطول الأمطار بعد منتصف الليل.

وتتلقى أيضاً وسائل الإعلام المختلفة المعلومات المتعلقة بتوقعات الأرصاد الجوية من جهات مختلفة، وبناءً على الجهة المفضلة لكل منفذ إعلامي، قد ترى اختلافات إذا قارنت كل تنبؤ بالآخر.

وهناك أيضاً عدد متزايد من تطبيقات الطقس تحصل على معلوماتها من جهات مختلفة تستخدم طرقاً متفاوتة للوصول إلى توقعاتها لحالة الطقس.

إذا كان هناك احتمال هطول الأمطار بنسبة 30%، قد يختار أحد التطبيقات عرض رمز الأمطار بينما يختار تطبيق آخر وضع رمز الغيوم الجزئية، لأن احتمال عدم هطول الأمطار لا يزال 70%.

ماذا يحمل المستقبل لتوقعات الأرصاد الجوية؟

مع تطور التقنيات الحاسوبية، وسرعة معالجة البيانات على وجه التحديد، سوف نتمكن من تضمين المزيد والمزيد من المعلومات والظواهر التي يجري رصدها.

وسوف ينتج عن ذلك معادلات أكثر تعقيداً، نحصل منها على توقعات الأرصاد الجوية للمناطق الأصغر نطاقاً بوتيرة أسرع.

وسوف يؤدي ذلك إلى توقعات أكثر دقة في المستقبل.

علامات:
تحميل المزيد