انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتفاقاً مدته خمسة أيام لوقف القتال في ليبيا، واختلف مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل علناً، حول جدوى الاتفاق. إذ قال إن خليفة حفتر، أحد الطرفين المتحاربين الرئيسيين في ليبيا، لم يلتزم بالهدنة، وينبغي أن يتجنَّبه الزعماء الذين اجتمعوا في برلين يوم الأحد الماضي، للعمل على وقف دائم لإطلاق النار في الحرب الأهلية في البلاد.
ميركل تُقر بـ "وقوع انتهاكات فردية"
الزعيم التركي قال للصحفيين في إسطنبول، الجمعة 24 يناير/كانون الثاني 2020، إلى جانب أنجيلا ميركل التي جاءت لإجراء محادثات: "من الصعب أن نفهم كيف تعترف بعض الدول بحفتر".
بحسب وكالة Bloomberg الأمريكية، فقد ظهرت هشاشة التزام مؤتمر برلين أيضاً حين اختلف الزعيمان حول رفض حفتر التوقيع رسمياً على اتفاق لوقف إطلاق النار. وأقرت أنجيلا بحدوث انتهاكات "فردية" للهدنة في الأيام الأخيرة، لكنها قالت إن مستوى العنف "انخفض بشكل كبير" بصفة عامة.
جدال علني
وتدخّل أردوغان قائلاً: إن حفتر لم يوقّع أي شيء، لكنه وافق على الهدنة شفهياً فحسب، وهذه ليست "موافقة كاملة". وردّت أنجيلا بالقول إن هناك التزاماً شفهياً واتفاقاً على طرح خمسة أسماء، لتشكيل لجنة لمناقشة شروط وقف أطول لإطلاق النار.
وردّ أردوغان قائلاً: "سيدتي المستشارة، قُبلت الهدنة ولكن لم تُوقَّع، هذا ما أود توضيحه". وقالت أنجيلا، متفقة على أنه لا يوجد توقيع: "أعتقد أننا أسأنا فهم بعضنا قليلاً، أنت على حق".
هل بات من الصعب إنهاء هذه الحرب؟
بحسب بلومبيرغ، يوضح هذا الجدال بين الزعيمين صعوبة إنهاء هذه الحرب بالوكالة، التي شهدت دعم تركيا وروسيا للطرفين المتصارعين في الحرب، وتصارُع الدول الخارجية على الاستفادة من الطاقة. وقد احتدم الصراع في ليبيا لسنوات، وأسفر عن مقتل الآلاف وتعطيل إنتاج البلاد من النفط.
ووافق حفتر، الذي قاد هجوماً طويلاً دام لأشهر على العاصمة طرابلس، ورئيس الوزراء الليبي المعترف به دولياً فايز السراج، الذي يدعمه أردوغان، بدرجات متفاوتة، على هدنة، وتعهد بطرح أسماء لتأمين وقف أطول لإطلاق النار. وقال أردوغان: "لن نترك السراج وحيداً".