هل بالفعل محمد بن سلمان هو مَن اخترق هاتف مالك أمازون، وماذا وجد فيه؟ 6 أسئلة تحتاج إلى إجابة في قضية القرصنة

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/01/22 الساعة 14:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/01/22 الساعة 14:58 بتوقيت غرينتش
لقاء مؤسس أمازون جيف بيزوس مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال زيارة للأخير إلى الولايات المتحدة/وكالة الأنباء السعودية

نشرت صحيفة The Guardian تقريراً صادماً، الثلاثاء 21 يناير/كانون الثاني 2020، يشير إلى أن وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اخترق هاتف الرئيس التنفيذي لشركة أمازون جيف بيزوس.

ووفقاً للتقرير، يُعتقد أن هناك رسالةً مرسلةً في مايو/أيار 2019 من رقم هاتف محمد بن سلمان لهاتف بيزوس عبر تطبيق واتساب تحتوي على "ملف خبيث" اخترق هاتف الرئيس التنفيذي لشركة أمازون. وكان بيزوس ووليّ العهد السعودي تبادلا من قبل بعض الرسائل الودّية عبر التطبيق، وفقاً للتقرير. ولكن خلال ساعات من استلام هاتف بيزوس ملف الفيديو في شهر مايو/أيار، بدأ الهاتف في إرسال قدر كبير من البيانات خلسة.

وبعد شهور، اتُّهمت السعودية بالقتل الوحشي للصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي الذي كان يعمل كاتب عمود بصحيفة The Washington Post، التي يمتلكها جيف بيزوس.

وفي يناير/كانون الثاني 2019، كتبت صحيفة National Enquirer عن علاقة بيزوس بالمذيعة التلفزيونية لورين سانشيز، وسُرّبت صور حميمية للثنائي ورسائل نصية أرسلها بيزوس إلى سانشيز.

ووصفت السفارة السعودية في الولايات المتحدة مزاعم الاختراق بـ "السخيفة" في تغريدة يوم الثلاثاء، 21 يناير/كانون الثاني.

ويبدو أن تقرير الاختراق الذي ارتكبه ولي العهد السعودي يملأ الكثير من فراغات مخطط المكيدة والخدعة التي خُطط لها. ولكن لا يزال هناك الكثير من الأشياء لا نعرفها. إليكم بعضاً من أبرز الأسئلة المطروحة التي لم يُجب عنها بعد، بحسب تقرير لموقع Business Insider الأمريكي:

ما البيانات التي تمكَّن المخترق من الوصول إليها على هاتف بيزوس؟

تظل طبيعة البيانات المسروقة من هاتف بيزوس غير معروفة بالنسبة للمحققين الأمريكيين الذين يحققون في أمر الاختراق، وفقاً لتقرير صحيفة The Guardian. بينما يشير تقرير لاحق لصحيفة The Financial Times، نقلاً عن مصادر من داخل التحقيق الذي أجراه بيزوس، إلى أن حجم الاختراق كان كبيراً، ما سمح للمخترقين بالوصول إلى "عشرات الغيغابايت".

هل السعودية هي مَن سرّبت صور بيزوس الحميمية مع عشيقته؟

يقول تقرير صحيفة The Guardian إن المحققين الدوليين لم يحددوا بعد إن كانت الصور والرسائل الخاصة بالرئيس التنفيذي لأمازون سُرّبت إلى صحيفة National Enquirer عن طريق الحكومة السعودية.

لكن هناك تكهنات بأن حكومة أجنبية هي المسؤولة عن هذا التسريب. نشر جيف بيزوس منشوراً على منصة Medium في فبراير/شباط 2019 يتهم فيه شركة AMI، الشركة الأم لصحيفة National Enquirer، ورئيسها التنفيذي ديفيد بيكر بـ "التهديد والابتزاز"، ما لم يتوقف عن الإشارة إلى التسريبات بأنها "مدفوعة سياسياً". وألمح إلى العلاقات بين المؤسسة الإعلامية وحكومة السعودية. ونشر مستشار الأمن والحماية بشركة أمازون، غافين دي بيكر، على حساب شخصي في موقع Daily Beast استنتاجات تشير إلى أن الحكومة السعودية اخترقت هاتف بيزوس وتمكنت من الوصول إلى معلوماته الخاصة قبل نشر صحيفة National Enquirer الأخبار والصور.

ماذا كان يحتوي ملف الفيديو الذي أرسله محمد بن سلمان إلى بيزوس؟

على الأرجح، نوعاً ما من البرمجيات الخبيثة، ولكن لا نعرف على وجه التحديد إلى الآن. يذكر تقرير صحيفة The Guardian أن تحليلات الخبراء الرقميين وجدت أنه من "المحتمل جداً" تعرض هاتف بيزوس للاختراق بعدما نقر على ملف فيديو "مصاب" أُرسل إليه عن طريق حساب محمد بن سلمان على تطبيق واتساب. ومع ذلك، لا نعرف نوع البرمجيات الخبيثة التي كان يحملها الملف، وبالتالي، لا نعرف نوع المعلومات التي يمكن للمخترق الوصول إليها.

هل محمد بن سلمان نفسه هو من أرسل الرسالة المشبوهة؟

هذا غير واضح. يقول تقرير The Guardian إن مقطع الفيديو أُرسل من الحساب الشخصي لمحمد بن سلمان على تطبيق واتساب، لكن ذلك لا يُثبت أن ولي العهد هو من أرسل الفيديو بنفسه على نحو قطعي. ربمّا خوّل محمد بن سلمان شخصاً آخر لإرسال مقطع الفيديو نيابة عنه. أو ربما تمكنت جهة أخرى غير مصرّح لها بالوصول إلى حساب بن سلمان وإرسال البرمجيات الخبيثة من خلاله، بالرغم من عدم وجود مؤشرات حتى الآن تشير إلى أن شخصاً ما اخترق هاتف محمد بن سلمان من أجل اختراق هاتف بيزوس.

هل كانت شركة الاستخبارات الإلكترونية الإسرائيلية NSO Group مسؤولة عن الاختراق؟

لا نعلم حتى الآن. ولكن شركة الاستخبارات التكنولوجية الإسرائيلية، NSO Group، لديها تاريخ في بيع البرامج التي تخترق الهواتف باستخدام تطبيق واتساب. وهناك ما يربط الشركة بالفعل بجريمة اغتيال السعودية لصحفي The Washington Post جمال خاشقجي.

فقد رفع المعارض السعودي المقيم في مونتريال عمر عبدالعزيز دعوى قضائية يتهم فيها شركة NSO بمساعدة حكومة السعودية في التجسس على اتصالاته مع الصحفي جمال خاشقجي في ديسمبر/كانون الأول 2018. ونفت NSO كل المزاعم التي تشير إلى أن برامجها ساعدت على مقتل خاشقجي، حسبما ذكرت وكالة Associated Press

جيف بيزوس أغنة امرأة في العالم أغنة طلاق في العالم
مؤسس أمازون جيف بيزوس وطليقته/رويترز

وبعد عام تقريباً، رفعت شركة فيسبوك، الشركة الأم لشركة واتساب، دعوى قضائية على الشركة الإسرائيلية. فقد استغلت شركة NSO Group بعض الثغرات في نظام مكالمات الفيديو على تطبيق واتساب لإرسال البرمجيات الخبيثة إلى أجهزة أكثر من 1400 مستخدم، ما سمح للحكومات والمؤسسات الاستخباراتية بالتجسس على هؤلاء المستخدمين، بحسب مزاعم فيسبوك في أكتوبر/تشرين الأول 2019.

هل هناك أحد آخر اتهم محمد بن سلمان بالاختراق؟

تبادل بيزوس ومحمد بن سلمان أرقام هواتفهما خلال زيارة ولي العهد السعودي إلى الولايات المتحدة في أبريل/نيسان 2018، خلال الرحلة التي التقى فيها ولي العهد السعودي العديد من المسؤولين والمستثمرين البازرين في مجال التقنية، من بينهم الرئيس التنفيذي لشركة أبل تيم كوك، والرئيس التنفيذي لشركة ألفابت المالكة لشركة جوجل ساندار بيتشاي، والمستثمر بيتر ثيل.

وبالرغم من عدم وجود أدلة على وجود محاولات اختراق أخرى لأجهزة هؤلاء المسؤولين التقنيين، ذكرت صحيفة The Financial Times أن هناك العديد من التقارير التي تشير إلى محاولات اختراق أجهزة عدد من المنشقين السعوديين في نفس الوقت الذي بدأ فيه نقل وتسريب البيانات من هاتف بيزوس.

تحميل المزيد