مع أن أمريكا تجنبتها مع إيران.. إليك 4 أماكن قد تشهد شرارة اندلاع الحرب العالمية الثالثة

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/01/18 الساعة 14:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/01/18 الساعة 14:40 بتوقيت غرينتش
صورة تعبيرية لصاروخ نووي

بينما تستعد الولايات المتحدة للانتخابات هذا العام، ما زالت احتمالات الاستقرار العالمي غير أكيدة، كما تقول مجلة The National Interest الأمريكية المختصة في الشؤون الدفاعية والاستراتيجية. إذ كانت سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخارجية مختلفة عن الذين سبقوه، وعلى الأغلب سيكون هذا محور جدل في الانتخابات. عند هذه المرحلة، ربما تظهر عدة أزمات قد لا تقلب الانتخابات فقط، بل من الممكن أن تبدأ صراعاً عالمياً أوسع.

إليك 4 أماكن قد تنطلق الشرارة منها لحرب عالمية في عام 2020، مع العلم أن اندلاع الحرب في أي من هذه الأماكن ليس مرجحاً على وجه الخصوص، لكن أي منها يحتاج لشرارة وحسب، وستندلع الحروب على الفور، بحسب ناشيونال إنترست:

1- إيران-إسرائيل

تشن كل من إيران وإسرائيل بالفعل حرباً منخفضة الحدة في الشرق الأوسط. تدعم إيران الوكلاء والأصدقاء المعادين لإسرائيل في غزة، ولبنان وسوريا، وأماكن أخرى، ولا تجد إسرائيل حرجاً في ضرب القوات الإيرانية في أنحاء المنطقة. تأخذ إسرائيل منذ فترة خطوات قوية لبناء ائتلاف معاد لإيران على المستوى الدبلوماسي، بينما استثمرت إيران بكثافة في بناء روابط مع الجماعات المسلحة والأطراف الفاعلة غير الحكومية. 

وليس من الصعب تخيل سيناريوهات ربما ينتج عنها حرب أشرس. إذا صممت إيران على إعادة الشروع في برنامجها النووي، أو قررت تهذيب المملكة العربية السعودية بعنف أكبر، فربما تشعر إسرائيل بإغراء للانخراط في ضربات أكبر، أو في ضربات موجهة ضد الأرض الإيرانية. مثل هذا الصراع يمكنه أن يجتر مضاعفات أوسع، ويهدد إمدادات النفط العالمية، وعلى الأغلب يغري الولايات المتحدة وروسيا بالتدخل.

2- كشمير

على مدار العقد الماضي، اتسع الفارق في القوة التقليدية بين الهند وباكستان، حتى إن باكستان حاولت معالجة هذا الفارق بالأسلحة النووية. على الرغم من هذا، وربما بسببه، ظلت التوترات بين الخصمين تغلي على نار هادئة حتى اتخذ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي خطوات لتقليل استقلالية إقليم كشمير، ولتغيير سياسات المواطنة في بقية الهند. هذه الخطوات سببت بعض الاضطرابات في الهند، وألقت الضوء على التوترات طويلة الأمد بين دلهي وإسلام آباد.

قد توحي زيادة الاضطرابات الداخلية في الهند لباكستان (أو لجماعة متشددة في باكستان) بفكرة أنهم لديهم الفرصة، وربما حتى أن عليهم مسؤولية، للتدخل بطريقة ما. وبينما من المستبعد أن يبدأ هذا بفعل عسكري تقليدي، قد يتخذ شكل هجمات إرهابية دولية، في كشمير، أو في أنحاء العالم. وإذا حدث هذا، قد يشعر مودي بأنه مضطر للرد بطريقة ما، مما سيؤدي إلى سلسلة من التصعيد قد تدفع الدولتين إلى حافة صراع خطير. وبالنظر إلى الموقف الصيني الذي يظهر في المدى، والعلاقة المتنامية بين دلهي والولايات المتحدة، فإن هذا النوع من الصراع ربما يكون له آثار دولية كارثية متلاحقة على نحوٍ ملحوظ.

3- شبه الجزيرة الكورية

منذ عام، ظل أمل أن المباحثات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية قد تنجح في تقليل التوترات في شبه الجزيرة على نحو مستدام. لسوء الحظ، وقفت مشكلات جوهرية في الشؤون الداخلية لكلا الدولتين، إلى جانب المشكلات الاستراتيجية المحيرة، أمام إبرام أي اتفاق. والآن، فالتوترات بين الدولتين لا تزال مرتفعة مثلما كانت في أي وقت في عام 2017، والانتخابات الأمريكية الوشيكة قد تُعقّد العلاقات أكثر.

تستمر إدارة ترامب في التظاهر بالتمسك بالأمل في أن اتفاقاً مع كوريا الشمالية قد يحسن فرصتها في الانتخابات المزمعة في نوفمبر/تشرين الثاني. لكن كوريا الشمالية ليست مهتمة بالشروط التي يقدمها ترامب، وأصبحت تزيد تأكيدها على توضيح عدم اهتمامها. مؤخراً، توعدت كوريا الشمالية بتقديم "هدية عيد ميلاد"؛ يقلق الكثيرون في الولايات المتحدة من أنها قد تكون اختباراً لصاروخ نووي. 

اتضح بعد ذلك أنها ليست شيئاً من هذا القبيل، لكن إذا قررت كوريا الشمالية اختبار صاروخ عابر للقارات أو إجراء اختبار نووي وهو الأسوأ، فربما تشعر إدارة ترامب بالحاجة للتدخل بقوة. وقد تتدخل أمريكا على الأخص لأن ترامب معروف بشخصنة السياسات الخارجية إلى حد بعيد، وربما يشعر بالخيانة من الزعيم الكوري كيم، مما سينتج عنه موقف أكثر غموضاً بكثير.

4- بحر جنوب الصين

تقف العلاقات الصينية-الأمريكية عند نقطة خطرة. يبدو أن أحد الاتفاقات التجارية بين البلدين خفف بعض التوترات، لكن التنفيذ ما زال محل شك. قلصت المشكلات الاقتصادية في الصين بعضاً من تمويل برنامج بناء الأسطول البحري، بالضبط مثلما قلل خفض ميزانية الدفاع في الولايات المتحدة من طموحات بناء السفن. وفي الوقت نفسه، عملت الصين بدأب لتوثّق علاقاتها بروسيا، بينما أثارت الولايات المتحدة خلافات مع كوريا الجنوبية واليابان، الحليفين الأقرب لأمريكا في المنطقة.

في ظل هذه الظروف، يبدو من المستبعد أن تخاطر إحدى الدولتين بالدخول في صراع. لكن الرئيس ترامب خاطر بالكثير أثناء رئاسته في سبيل المواجهة مع الصين، وربما يشعر بإغراء لتصعيد الموقف في العام القادم. ومن جهته، يواجه الرئيس الصيني شي، احتمالات مستمرة لحدوث اضطرابات في الداخل الصيني، سواء في وسط الدولة في هان أو في تشجيانغ. وبالتالي كلا الجانبين لديهما دوافع للتصعيد الدبلوماسي والاقتصادي، والذي ربما يؤدي إلى مواجهة عسكرية، في مناطق مثل بحر جنوب الصين، أو بحر شرق الصين.

ماذا يحمل لنا المستقبل في 2020؟

احتمال اندلاع صراع عالمي في عام 2020 منخفض. فالجميع ينتظر نتيجة الانتخابات الأمريكية، وينتظر اتجاهاً متفهماً أفضل في السياسة الخارجية الأمريكية في السنوات الأربع القادمة. لكن ما زالت كل مشكلة تسير وتتطور وفق منطقها الخاص، وربما تشعر أي دولة، سواء باكستان أو الهند أو الصين أو إسرائيل أو إيران بأنها مضطرة للتحرك، فالتركيز على الانتخابات لا يمنع الاحتكاكات بين الدول التي قد تؤدي دور الشرارة للحرب القادمة.

تحميل المزيد