التاريخ الإيراني شهد إسقاط طائرة مدنية بظروف مماثلة.. فمن كان المسؤول وهل دفع تعويضات للركاب؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/01/12 الساعة 20:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/01/12 الساعة 20:45 بتوقيت غرينتش
حطام الطائرة الأوكرانية التي سقطت في إيران/رويترز

قاد توقيت تحطم الطائرة الأوكرانية قرب طهران يوم الأربعاء 8 يناير/كانون الثاني –بعد ساعات فقط من إطلاق إيران صواريخ على قواعد عسكرية عراقية تستضيف قوات أمريكية- على الفور إلى شكوك بأنَّ الطائرة قد أُسقِطَت بصاروخ.

تأكدت تلك الشكوك يوم أمس السبت 11 يناير/كانون الثاني، حين تحمل المسؤولون الإيرانيون مسؤولية إسقاط الطائرة التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية من طراز بوينغ Boeing 737-800، قائلين إنَّ الأمر كان حادثة ناتجة عن خطأ بشري. يتضمَّن الضحايا الـ176 الكثير من الشباب الإيرانيين، وكذلك كنديين وأفغان وأوروبيين من بلدان عدة.

المفارقة المأساوية أن إيران عرفت في تاريخها حادثاً مماثلاً منذ عقود، ولكن الفاعل كان جهة أخرى، حسب صحيفة The New York Times الأمريكية.

قصة السقوط المروع للطائرة الإيرانية التي تشبه تحطم الطائرة الأوكرانية

فقد حدثت عملية إسقاط لطائرة مشابه على نحوٍ يبعث على الدهشة في الأراضي الإيرانية وسط أعمال عدائية قبل أكثر من 30 عاماً، في الأيام الأخيرة من الحرب الإيرانية العراقية. 

ففي يوم 3 يوليو/تموز 1988، حين كانت القوات الأمريكية والإيرانية تتقاتل في مياه الخليج، أسقطت البحرية الأمريكية بالخطأ طائرة ركاب إيرانية، رحلة الخطوط الجوية الإيرانية رقم 655، المتجهة إلى دبي.

وأفادت وسائل الإعلام الإيرانية آنذاك بأنَّ 290 شخصاً كانوا على متن الطائرة، بينهم 66 طفلاً. ولم يكن هناك ناجون.

روحاني يذكر ترامب بالمأساة

وأشار الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى هذه المأساة يوم الإثنين 6 يناير/كانون الثاني حين كان يرد على تهديدٍ من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمهاجمة مواقع ثقافية.

كان ترامب قال السبت الماضي 4 يناير/كانون الثاني على تويتر إنَّ إدارته أعدَّت قائمة بـ52 موقعاً إيرانياً –تمثل الرهائن الـ52 الذين اختطفتهم إيران عام 1979- ستتعرَّض "للضرب بسرعة وقوة شديدة" في حال وقع أي هجوم إيراني.

ورداً على ذلك، كتب روحاني: "أولئك الذين يشيرون إلى الرقم 52 يجب أيضاً أن يتذكروا الرقم 290".(في إشارة لعدد ضحايا الطائرة).

من المسؤول عن إسقاط الطائرة؟ تشابه لافت للظروف 

انطلقت رحلة الخطوط الجوية الإيرانية رقم 655، التي أشار إليها روحاني بالهاشتاغ #IR655، متجهة إلى دبي من مدينة بندر عباس الساحلية الواقعة على الجانب الإيراني من الخليج العربي. 

وفي الوقت نفسه من صباح ذاك اليوم في شهر يوليو/تموز، اشتبكت Vincennes، وهي طرادة صواريخ أمريكية، في معركة مع الزوارق الإيرانية في الخليج.

إسقاط الطائرة جرى في ظروف مواجهة بين إيران وأمريكا كما حدث بعد مقتل سليماني/رويترز

قالت البحرية الأمريكية لاحقاً إنَّها خلطت بين طائرة الركاب إيرباص Airbus A300 ومقاتلة F-14 معادية تابعة لإيران.

وقال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الأدميرال وليام كرو، إنَّ الطائرة الإيرانية كانت تحلق على ارتفاع منخفض ولم ترد على التحذيرات أو ترسل إشارات رادارية تُعرِّف عن نفسها باعتبارها طائرة مدنية. وأُسقِطَت الطائرة بصاروخ أرض-جو.

المحققون يلومون القبطان وأمريكا تكافئه

أصدر الرئيس الأمريكي آنذاك رونالد ريغان بياناً من منتجع كامب ديفيد، يقول فيه إنَّ الولايات المتحدة تأسف للخسائر في الأرواح لكنَّه يدافع كذلك عن قرار الرُبَّان، الكابتن ويل روجرز. ودعم تحقيقٌ لاحق لوزارة الدفاع الأمريكية إجراءاته، ولو أنَّ التقرير أشار إلى أنَّه حصل على معلومات غير دقيقة فيما كانت الطائرة تقترب.

وألقى المحققون كذلك باللوم على إيران بسبب سماحها بتحليق طائرة في منطقة صراع نشط.

وفي منعطفٍ غريب، وفي مارس/آذار التالي، كانت زوجة الكابتن روجرز، شارون لي روجرز، تقود سيارتها قرب مركز تسوق بمدينة سان دييغو الأمريكية حين انفجرت ما يُعتَقَد أنَّها قنبلة أنبوبية في سيارتها. خرجت شارون من الحادثة بلا إصابات. واعتقد المحققون في البداية أنَّ الأمر كان عملاً إرهابياً مرتبطاً بدور الكابتن روجرز في سقوط القتلى، لكن لاحقاً "استُبعِد هذا الاحتمال تقريباً" بحسب صحيفة The Los Angeles Times الأمريكية.

حصل الكابتن روجرز لاحقاً على وسام الاستحقاق لخدمته في الخليج العربي، وأشاد تنويه مصاحب للوسام بـ"القيادة المفعمة بالحيوية" للكابتن و"حكمه المنطقي".

ألقى تقريرٌ صدر في ديسمبر/كانون الأول 1988، عن لجنة دولية من خبراء الطيران باللوم على البحرية الأمريكية لعدم تطبيقها إجراءاتٍ لإبعاد الطائرات المدنية عن مناطق الصراع. ودفعت الولايات المتحدة فيما بعد الملايين لتسوية قضية رفعتها إيران بخصوص المسألة لدى محكمة العدل الدولية.

تحميل المزيد