هاجمت إيران في وقت مبكر من صباح الأربعاء 8 فبراير/كانون الثاني 2020 قاعدتين عسكريتين في العراق تضمان قوات أمريكية، رداً على اغتيال الجنرال قاسم سليماني الجمعة الماضية. إليك كل ما نعرفه حول هذا الهجمة:
ماذا حدث؟
نفذت إيران بالفعل تهديداتها للولايات المتحدة الأمريكية على خلفية قتلها القائد السابق لفيلق القدس، وأعلن الحرس الثوري الساعة 2:00 فجراً بتوقيت بغداد، عن قصفه بعشرات الصواريخ البالستية -يرجح أنها من سلسلة (فاتح)- قاعدة عين الأسد العسكرية في محافظة الأنبار، والتي تتمركز فيها غالبية القوات الأمريكية بالعراق، وقاعدة جوية أخرى في أربيل بكردستان العراق.
هل وقعت أي خسائر؟
البنتاغون أعلن أنه تم إطلاق أكثر من 10 صواريخ باليستية على القاعدتين، لكنه قال إنه لا يزال يقيم الضرر. في حين قال ترمب معلقاً على عدم وقوع أي خسائر بشرية في القصف الإيراني على القاعدتين: "كل شيء على ما يرام".
وفي حين أعلن التلفزيون الإيراني وقوع عشرات الأمريكيين بين قتيل وجريح، دحض مسؤول أمريكي هذه المزاعم في تصريح لوكالة أسوشيتد برس، في حين ذكرت وسائل إعلام أمريكية كـ CNN في وقت مبكر، وقوع إصابات بين العراقيين فقط.
ما التبعات الأولية للهجوم؟
– إيران
- قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إن بلاده بالهجوم الصاروخي "وجهت صفعة على وجه الولايات المتحدة"، مؤكداً أن العمل العسكري ضد واشنطن "ليس كافياً". وفي كلمة متلفزة قال خامنئي: "الهجوم الصاروخي على القاعدتين الأمريكيتين في العراق ناجح".
- في حين، غرد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بالقول إنّ "الضربة الصاروخية التي شنّتها بلاده فجر الأربعاء ضد القوات الأمريكية في العراق هي إجراء انتقامي متكافئ مع اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني بضربة أمريكية في بغداد قبل أيام"، مشيراً إلى أن "طهران ستكتفي بهذا الرد ولا تسعى لتصعيد".
- أما الحرس الثوري الإيراني، فقد الولايات المتحدة برد "أكثر عنفاً وسحقاً" إذا ردت قواتها على الهجوم الذي شنته قوات الحرس على القاعدتين الأمريكيتين بالعراق، كما توعدت طهران حلفاء واشنطن من أي تحرك عسكري.
– أمريكا
- أعلن الرئيس الأمريكي بعد اجتماعات مكثفة في البيت الأبيض مع مجلس الأمن القومي ووزيري الدفاع والخارجية عقب الهجوم، أن التقييم الأولي للأضرار الناجمة عن هذا القصف يشير إلى أنّ "كل شيء على ما يرام". وقال ترامب في تغريدة على تويتر: "كل شيء على ما يرام! لقد أطلقت صواريخ من إيران على قاعدتين عسكريتين في العراق. تقييم الخسائر والأضرار جارٍ الآن. حتى الآن كل شيء على ما يرام! لدينا الجيش الأكثر قوة والأفضل تجهيزاً في العالم، وبفارق شاسع! سأدلي بتصريح صباح الغد".
– إسرائيل
- حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن بلاده سترد بقوة على أي هجوم، وأكد تأييده لمقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني الأسبوع الماضي. مضيفاً: "كل من يحاول مهاجمتنا سيواجه أقوى ضربة". وأضاف أن إسرائيل "تقف تماماً" إلى جانب قرار الرئيس الأمريكي، وأنه ينبغي تهنئة ترامب على تحركه "بسرعة وجرأة وحزم".
– حلفاء واشنطن
- نددت بريطانيا وألمانيا بالهجوم الإيراني، في حين دعت دول أخرى إلى ضبط النفس. أما فرنسا فقد أعلن مصدر حكومي فيها لرويترز إن باريس تعتزم سحب قواتها البالغ قوامها 160 جندياً من العراق بعد الضربات الصاروخية الإيرانية. كما أعلنت إسبانيا على لسان نائب رئيس الوزراء أنها تنقل بعض قواتها من العراق إلى الكويت.
كم عدد القوات الأمريكية الموجودة في العراق؟
اعتباراً من شهر ديسمبر/كانون الأول، كان هناك حوالي 6000 جندي أمريكي منتشرين في العراق. وبعد مقتل الجنرال سليماني، صوت البرلمان العراقي لطرد القوات الأمريكية من البلاد، الأمر الذي هدد ترامب مواجهته بفرض عقوبات على العراق.
وأمرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بإرسال 4500 جندي إلى الشرق الأوسط مؤخراً، يضافون إلى 50 ألف جندي تقريباً منتشرين بين دول الخليج والعراق وسوريا والأردن.
ما الأهمية الاستراتيجية للقاعدتين اللتين قصفتهما إيران؟
- قاعدة عين الأسد
- تعتبر قاعدة عين الأسد من أهم القواعد بالنسبة للأمريكيين في العراق نظراً لاحتوائها على أكبر عدد من القوات الأمريكية، وخلال العامين الماضيين، قام ترامب ونائب الرئيس مايك بنس بزيارات غير متوقعة للقاعدة، التي تقع في محافظة الأنبار على بعد حوالي 135 ميلاً من الحدود السورية. في وقت زيارته، التي غادرها ليلة عيد الميلاد في عام 2018، وصف ترامب الرحلة بأنها "مروعة وتحت عباءة الظلام".
- في عام 2015، صدت قوات الأمن العراقية هجوماً على القاعدة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). في حين، تقول وسائل إعلام أمريكية إن القوات الأمريكية المتبقية في القاعدة تساعد في تدريب قوات الأمن العراقية.
2. قاعدة أربيل
- لعبت قاعدة أربيل الجوية دوراً كبيراً في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث انطلقت منها عملية قوات الكوماندوز الأمريكية لاغتيال زعيم داعش، أبوبكر البغدادي في سوريا. حيث أقلعت 8 طائرات هليكوبتر أمريكية، من طراز CH-47 Chinooks من القاعدة نحو سوريا، ونفذت العملية التي تابعها ترامب مباشرة.