الحشد وكتائب حزب الله وفيلق بدر.. إليكم أبرز القوى الموالية لإيران التي يترصدها الأمريكيون في العراق

عربي بوست
تم النشر: 2020/01/04 الساعة 13:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/01/04 الساعة 13:38 بتوقيت غرينتش
عناصر من كتائب حزب الله العراقي في استعراض عسكري سابق/ رويترز

في عام 1980 أسست إيران، التي كانت تسعى إلى اكتساب نفوذ دولي وسط التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط، قوة شبه نظامية لشن الحروب عبر استغلال وكلائها، سمتها "فيلق القدس"، التي برز نجمها وتوسع نفوذها بشكل كبير، بعد أن تزعمها الجنرال قاسم سليماني، الذي اغتالته أمريكا الجمعة 3 يناير/كانون الثاني 2020 في بغداد.

يقول موقع Business Insider الأمريكي، على مدار 40 عاماً، ارتبط فيلق القدس بمخططات وهجمات عنيفة ضد الولايات المتحدة وحلفائها باعتباره فرعاً خاصاً في الحرس الثوري الإيراني، قوة البلاد العسكرية القوية التي تقدم تقاريرها مباشرة إلى المرشد الأعلى.

ومن الطرق التي يستخدمها فيلق القدس لتوسيع نفوذه في الشرق الأوسط استخدام المساعدات العسكرية والتمويل لعديد من الوكلاء في المنطقة. وداخل العراق، درَّب فيلق القدس الجماعات المسلحة التي هاجمت الولايات المتحدة باستخدام أسلحة مختلفة على مدار سنوات. فيما يلي بعض القوى التي تدعمها إيران والتي تعتبرها الولايات المتحدة وحلفاؤها خطراً يجب مواجهته:

قوات الحشد الشعبي

قوات الحشد الشعبي هي ميليشيا عراقية تأسست عام 2014 بعد أن دعا القادة الشيعة المتطوعين لوقف انتشار داعش في العراق.

وقُدر عدد أعضاء هذه المجموعة، التي تتألف من عشرات الخلايا المسلحة، بحوالي 122 ألف مقاتل، وفقاً لمسؤولين عراقيين عام 2018. واعترفت الحكومة العراقية رسمياً بقوات الحشد الشعبي عام 2016، رغم مخاوف القادة السنة الذين حذروا من أنها "تبدو مثل الحرس الثوري الإيراني".

وفي حين أن المبدأ التأسيسي لأصول قوات الحشد الشعبي، وهو القضاء على داعش، كان ما يزال متماشياً مع الحكومة العراقية والمصالح الأمريكية، حذرت الولايات المتحدة من أنها ستشكل تهديداً قريباً مع تضاؤل مساحة الأراضي التي تسيطر عليها داعش.

مقاتلون من الحشد الشعبي خلال معركتهم مع داعش في العراق/ Getty
مقاتلون من الحشد الشعبي خلال معركتهم مع داعش في العراق/ Getty

كان فيليب عطا الله من معهد أبحاث السياسة الخارجية في واشنطن قد كتب حينها قائلاً: "الآن، دون عدو مشترك، ليس لهذه الميليشيات غرض صريح، لكن معظمها يرفض نزع سلاحه والتخلي عن سيطرته على المناطق الخاضعة له. ومستقبل هذه الميليشيات غير واضح، والحكومة العراقية بحاجة للسيطرة عليها أو أنها ستخاطر بفقدان سلطتها لصالح قادة الميليشيات الذين يعملون وكلاء لإيران وأمراء حرب إقليميين لديهم جيوش خاصة".

ويدين العديد من هذه المجموعات الفردية التي تتألف منها قوات الحشد الشعبي بالولاء لإيران وحصلت على دعمها المباشر. وبعد أن أطلقت إحدى كتائب قوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران أكثر من 30 صاروخاً على قاعدة عراقية، ما أسفر عن مقتل مقاول أمريكي وإصابة أربعة جنود أمريكيين، ردت الولايات المتحدة بشن غارات جوية على خمس قواعد، ما أسفر عن مقتل حوالي 25 مقاتلاً.

واندلعت احتجاجات عنيفة بعد فترة وجيزة من الغارة الجوية الأمريكية، واحتشد أمام السفارة الأمريكية في بغداد أفراد من قوات الحشد الشعبي. وفي النهاية، أدرجت الولايات المتحدة قادة المنظمة في القائمة السوداء لدورها في الهجوم على السفارة الأمريكية في العراق.

منظمة بدر

تعتبر منظمة بدر، أو فيلق بدر، واحدة من أكبر الميليشيات التي تتألف منها قوات الحشد الشعبي. تشكلت المنظمة الإيرانية في الأصل من المنشقين الشيعة عام 1982 رداً على الحرب العراقية الإيرانية. وأصبح لديها حزبها السياسي لاحقاً.

وبعد وفاة صدام حسين، عاد أعضاء منظمة بدر السابقون من المنفى وانضموا إلى صفوف الحكومة والشرطة العراقية، وأشعلوا حالات عنف طائفية متطرفة، منها "استخدام مثقاب آلي لخرق جماجم.. الخصوم"، وفقاً لإحدى برقيات وزارة الخارجية الأمريكية عام 2009.

عناصر من قوات بدر في استعراض ببغداد، أرشيفية/ مواقع التواصل
عناصر من قوات بدر في استعراض ببغداد، أرشيفية/ مواقع التواصل

وقالت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات غير الحزبية في دراسة: "منظمة بدر شديدة الالتزام بالمذهب الثوري الشيعي في إيران". وقال رئيس المنظمة، هادي العامري، عام 2015 إن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي "هو زعيم الأمة الإسلامية وليس إيران فحسب".

وقد شاركت المنظمة، التي ما تزال موالية لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، في مناوشات ضد القوات الأمريكية في البلاد خلال حرب العراق. وكثيراً ما أعلن أعضاء المنظمة عن استخدامهم أسلحة أمريكية الصنع، مثل دبابات إم 1 أبرامز والمركبات المدرعة المضادة للكمائن والألغام.

كتائب "حزب الله" 

في أبريل/نيسان عام 2007، تشكلت كتائب حزب الله، وهو لواء آخر تابع لقوات الحشد الشعبي بدعم من إيران، من خمس مجموعات شيعية صغيرة ظهرت بعد الغزو الأمريكي للعراق، وهي لواء أبو الفضل العباس، كتائب كربلاء، كتائب زيد بن علي، كتائب علي الأكبر، كتائب السُّجاد.

وتتبنى هذه المنظمة القادة الإيرانيين وأيديولوجيتهم، وتعهدت بتشكيل حكومة مماثلة لحكومة طهران. وقُتل قائد كتائب حزب الله ونائب قائد قوات الحشد الشعبي، أبومهدي المهندس، في الغارة الجوية نفسها التي قتل فيها قائد فيلق القدس قاسم سليماني يوم الخميس. وسبق أن وصف المهندس سليماني بأنه "شهيد حي".

وقال المهندس عام 2018، وفقاً لوسائل إعلام عراقية: "لن أخجل من الإشارة إلى دعم جمهورية إيران الإسلامية لنا بالأسلحة وتقديم المشورة والتخطيط".

صنفت وزارة الخارجية الأمريكية كتائب حزب الله منظمة إرهابية أجنبية عام 2009/ Getty
صنفت وزارة الخارجية الأمريكية كتائب حزب الله منظمة إرهابية أجنبية عام 2009/ Getty

وفي منتصف أكتوبر/تشرين الأول، التقى سليماني سراً مع قادة الميليشيا وأمر كتائب حزب الله بالإشراف على حملة هجمات صاروخية ضد القوات الأمريكية في القواعد العراقية، وفقاً لتقرير صادر عن وكالة رويترز الجمعة.

وبحسب رويترز، قال مسؤولون أمريكيون إن الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية، قبل الهجوم، كان لديها أسبابها للاعتقاد بأن سليماني منخرط في "المراحل الأخيرة" من التخطيط لاستهداف الأمريكيين، حيث قال مسؤول أمريكي كبير إن سليماني زوَّد "كتائب حزب الله" بأسلحة متطورة. إذ قال أحد قادة الميليشيات، لرويترز، إنَّ سليماني أخبرهم أنَّ مثل هذه المجموعة "سيصعُب على الأمريكيين رصدها". 

صنفت وزارة الخارجية الأمريكية كتائب حزب الله منظمة إرهابية أجنبية عام 2009. إلا أن الجماعة استمرت في استعداء الولايات المتحدة وتهديدها بمحاربة "المحتلين الأمريكيين" في العراق.

يُشار إلى أن عملاء كتائب حزب الله قتلوا خمسة جنود أمريكيين خلال هجوم صاروخي في بغداد عام 2011. ووفقاً لوزارة الخارجية الأمريكية، صورت المجموعة كمائنها ضد أهداف أمريكية وعراقية، ومن ذلك هجمات القنص والهجمات بالعبوات الناسفة.

ويُقدر عدد مسلحي الكتائب بسبعة آلاف عنصر، وفقاً لأرقام غير رسمية. ويُعتبر أسلوب عملها شبيهاً بأسلوب حزب الله اللبناني، كما أشرفت على تدريبها قيادات إيرانية ولبنانية أبرزهم عماد مغنية الذي قُتل في سوريا 2015، بحسب مصادر أمريكية.

تحميل المزيد