القرار الصعب.. مسؤولون: أمريكا ترددت كثيراً في اغتيال سليماني ، لكن التفكير الجدي بتصفيته بدأ في صيف 2019

عربي بوست
تم النشر: 2020/01/04 الساعة 11:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/01/04 الساعة 12:26 بتوقيت غرينتش
مسؤولون أمريكيون: مسؤولون: أمريكا بحثت كثيراً اغتيال سليماني وترددت أكثر/ Mehr

قال مسؤولون أمريكيون سابقون وحاليون إن أجهزة الأمن الأمريكية رصدت القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني على مدى أعوام وبحثت في مناسبات عديدة التخلص منه لكنها ترددت دوماً في التحرك.

لكن في الساعات الأولى من أمس الجمعة في بغداد قتلت ضربة جوية أمريكية سليماني الذي يرأس الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني ويعتبر ثاني أهم رجل في إيران بعد الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي. 

وقال مسؤولون إن الأمر الذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقتل سليماني جاء بعد سلسلة من المناقشات رفيعة المستوى على مدى الأسبوع الماضي تشمل اجتماعاً مع أهم أعضاء فريقه للأمن القومي يوم الأحد أثناء قضاء ترامب العطلة في منتجع مار الاجو في فلوريدا.

العملية التي أمر بها ترامب، اختار الرؤساء الأميركيون السابقون تجنبها، إذ كان أسلاف ترامب يخشون من أن يتسبب اغتيال قاسم سليماني، بحرب جديدة في المنطقة في وقت كانت القوات الأميركية موجودة على الأرض في كل من أفغانستان والعراق.

حسم القرار الصعب

قرار توجيه الضربة الجوية، بعد اختيار مسؤولين أمريكيين من قبل الامتناع عن ذلك، نبع مما وصفه مسؤولون بارزون بأنه معلومات مخابراتية تستوجب التحرك بأن سليماني (62 عاماً) يخطط لهجمات وشيكة ضد دبلوماسيين أمريكيين والقوات المسلحة في العراق ولبنان وسوريا وأنحاء أخرى من الشرق الأوسط. ولم يذكروا سوى القليل من التفاصيل بشأن الأهداف المحتملة.

ولم يتضح كيف تغلب ترامب ومساعدوه على المعارضة السابقة لمثل هذا الهجوم بدعوى أنه يهدد بتورط الولايات المتحدة في حرب جديدة بالشرق الأوسط قد تمتد للمنطقة بأسرها.

ويأتي قتل سليماني بعد فترة وجيزة من عودته من دمشق حسبما أفاد البيت الأبيض، في نهاية أسبوع من العداء المتصاعد على نحو سريع بين الولايات المتحدة وإيران.

ثقة مفرطة

وعلى مدى أعوام سافر سليماني في أنحاء المنطقة، غالباً تحت نظر الجيش الأمريكي وأجهزة المخابرات، دون أن يعبأ على ما يبدو باحتمال أن ينتهي به الأمر في مرماهم بينما يساهم في بناء جماعات مسلحة تحارب بالوكالة، وهو ما أثار قلق حلفاء للولايات المتحدة ومنهم إسرائيل والسعودية ومصر.

وقال مسؤول سابق في الإدارة الأمريكية لرويترز، إن سليماني أبدى ثقة مفرطة "بشكل فج" خاصة بعد أن قتلت كتائب حزب الله المدعومة من إيران متعاقداً أمريكياً في قاعدة بشمال العراق، وهو ما أدى لضربات جوية أمريكية أودت بحياة 25 شخصاً. وقال المسؤول السابق: "تم منحنا ذريعة لاتخاذ القرار".

"تصفية الهدف"

قال مسؤولون لرويترز، طلبوا عدم نشر أسمائهم إن قرار التخلص من سليماني اتخذ بعد الاجتماع الذي تم الترتيب له على عجل لترامب في مار الاجو يوم الأحد مع وزير الخارجية مايك بومبيو، ووزير الدفاع مارك إسبر، ومستشار الأمن القومي روبرت أوبريان، ورئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي.

وقال أحد المسؤولين إن الأمر النهائي "لتصفية الهدف" جاء بعد اقتحام مقاتلين موالين لإيران محيط السفارة الأمريكية في بغداد يوم الثلاثاء.

وأضاف المسؤول أن الخيارات كانت تشمل استهداف قادة قوات الحشد الشعبي وهجمات إلكترونية، لكن القرار استقر في النهاية على استهداف سليماني. وقال أوبريان للصحفيين: "كان تحركاً دفاعياً، اتخذ الرئيس قراراً واضحاً لا لبس فيه".

"هجمات في المراحل النهائية من التخطيط"

من جانبه، قال مسؤول أمريكي آخر إن سليماني كان يسافر في أنحاء المنطقة لتوجيه أوامر بشن هجمات تستهدف الأمريكيين تعتقد المخابرات الأمريكية أنها كانت "في المراحل النهائية" من التخطيط.

وقال مسؤولون أمريكيون لرويترز إن سليماني كان دائماً يعتبر عدواً تلطخت يديه بدماء أمريكيين منهم المئات من الجنود الذين قتلوا في حرب العراق التي بدأت في 2003 بعبوات ناسفة إيرانية الصنع. لكن حتى الآن ظل الأمريكيون يميلون لعدم التخلص منه.

التفكير باغتياله بدأ في الصيف

وركزت إدارة ترامب على سليماني قبيل أحدث موجة عنف. ويقول مسؤولون أمريكيون إن التفكير في تنفيذ ضربة تستهدفه بدأ في الصيف بعد سلسلة هجمات في المنطقة اتهمت إيران بالمسؤولية عنها.

لكن التخطيط للضربة بلغ ذروته بعد مقتل متعاقد أمريكي في الأسبوع الماضي اتهمت الولايات المتحدة إيران بالمسؤولية عنه بينما نفت الأخيرة تورطها.

وقال كبار الديمقراطيين في مجلس النواب الأمريكي إنه لم يجر إطلاعهم على الأمر كما جرت العادة قبل مثل هذه التحركات العسكرية المهمة. وينتقد الكثير من الديمقراطيين ترامب ويصفونه بالطيش، مشيرين إلى أنه عزز احتمال تصاعد العنف في منطقة محفوفة بالمخاطر. لكن ترامب أصر أمس الجمعة على أنه أمر بقتل سليماني "لوقف حرب" وليس لإشعالها.

تحميل المزيد