عمّال صناعة الملابس حول العالم يصنعون كل شيء، من حقائب اليد الفاخرة إلى السراويل الضيقة العصرية، لكننا لا نعرف الكثير عن حياتهم، وطبيعة الظروف التي يعملون بها. إليكم بعضاً من قصصهم في هذا التقرير الذي نشرته صحيفة The New York Times الأمريكية.
رومسينا، 44 عاماً
الوظيفة: صناعة السحابات في مصنع PT. Fajarindo Faliman Zipper، والتي تركز بشكل أكبر على العلامات التجارية المنزلية
المكان: تانجيرانغ، إندونيسيا
تقول رومسينا: "معظم زملائي من العاملين قدامى في المكان"، مشيرةً إلى عملها 26 عاماً في نفس المصنع. وأضافت: "إنه مصنع جيد، لذا لا يغادر أحد. ونادراً ما تكون هناك أي وظيفة شاغرة، إلا إذا تقاعد أحد العاملين".
تحصل رومسينا على 3.4 مليون روبية، أي ما يعادل 241 دولاراً أمريكياً شهرياً. وتقول إنه مرتب ضعيف بالنسبة لها لأنها أم عزباء، أنهى ابنها مؤخراً دراسته الثانوية. وقالت: "لا يمكن لابني أن يعمل معي في المصنع لعدم وجود فرص أو وظائف شاغرة. وهو يريد أن يُصبح معلماً، ولكني لا أمتلك المال الكافي لإرساله إلى الجامعة".
وبالرغم من صعوبة عملها، تقول رومسينا: "كل الأعمال والوظائف مرهقة. على الأقل أحصل على راحة في عطلات نهاية الأسبوع، كما أن ساعات العمل ليست بالغة السوء".
وحيد، 38 عاماً
الوظيفة: حياكة الشراشف والستائر في مصنع نسيج
المكان: باكستان
وحيد، الذي يُعرف باسمه الأول فقط، يعمل في مجال المنسوجات منذ 20 عاماً ويعمل سبعة أيام أسبوعياً لإعالة زوجته وابنيه، الذين يتشاركون السكن مع والديه، وإخوته وأخواته.
يقول وحيد: "معظم المصانع تضع الكثير من القيود على عمال الملابس. بمجرد وصولهم إلى وردياتهم في حوالي الثامنة صباحاً، لا يعرفون متى سيسمح لهم المشرفون بالرحيل. قد يكون الانصراف في الثامنة مساء أو العاشرة مساءً".
وقال إن العاملين في مصنعه لا ينظرون إلى ذلك على أنه أمر سيئ. وقال: "لهذا السبب بقيت هنا لما يجاوز 10 سنوات، إنه مكان رائع. ولكن لا يتوفر في المصنع بعض الموارد التي يحتاج إليها العاملون بشدة، مثل مستلزمات الإسعافات الأولية وراتب التقاعد".
وقال وحيد: "من الشائع جداً أن تُصاب وتُجرح أصابعك، أحياناً تخترق إبر الحياكة إصبعك وتصل إلى العظام إذا وجدت يدك طريقها بالخطأ نطاق عمل الماكينات. عندئذ تضطر إلى الذهاب للمستشفى وعمل أشعة سينية على يدك، على مسؤوليتك ونفقتك الخاصة".
وأضاف: "يصبح ذلك صعباً للغاية بالنظر إلى الراتب الذي نتقاضاه. تبلغ نفقاتي اليومية حوالي 2,000 روبية (13 دولاراً أمريكياً)، وتتضمن تكلفة ملابس أطفالي، وتعليمهم، والبقالة وغيرها من الالتزامات. ولكني أجنّي بالكاد نصف ذلك المبلغ".
سيك هونغ، 36 عاماً
الوظيفة: حياكة الملابس والحقائب في مصنع Horizon Outdoor
المكان: خوم لونغفيك، كامبونغ تشنانغ، كمبوديا
تستيقظ هونغ في تمام الساعة 4:35 فجراً على مدار ستة أيام أسبوعياً لكي تلحق بالشاحنة من قريتها وتصل إلى عملها. تبدأ ساعات العمل في السابعة صباحاً وتستمر تسع ساعات عادة، مع راحة للغداء. وخلال موسم الذروة، الذي يستمر نحو شهرين إلى ثلاثة أشهر، تعمل هونغ حتى الثامنة والنصف مساءً.
تعمل هونغ في مجال الملابس منذ 22 عاماً. وتحصل تقريباً على ما يعادل 230 دولاراً أمريكياً شهرياً، وتُعيل أباها، وأختها، وأخاها (الذي يعاني من إعاقة) وابنها البالغ من العمر 12 عاماً.
وتأمل ألا ينتهي المطاف بابنها في المصنع أيضاً، ولكنها تدرك أن كلفة التعليم الجيد، حوالي 20 دولاراً شهرياً، بعيداً عن استطاعتها. وبينما تعمل هونغ، تدير أختها شؤون المنزل، وتعتني بمزرعة الثيران وتزرع الأرز على أرضهم لتوفير الطعام.
وتقول هونغ: "أشعر بالتعب، ولكن لا خيار لديّ سوى مواصلة العمل".
يوراني تاسكون، 34 عاماً
الوظيفة: متابعة الإنتاج اليومي في مصنع Supertex، الذي يعمل مع كبرى العلامات التجارية للملابس الرياضية.
المكان: يومبو، كولومبيا
قالت تاسكون: "إنهم يدللوننا كثيراً هنا. إنها وظيفة تحظى باستقرار جيد". يصدح مكان عملها بالموسيقى، السالسا أو الموسيقى التقليدية، من سماعات كبيرة على مدار اليوم بينما يصنع العاملون المعاطف، وملابس السباحة والملابس الرياضية.
وفي الساعة 11 صباحاً، يحصل العاملون على راحة من الموسيقى.
سارجيمين، 39 عاماً
الوظيفة: يصنع الأحذية للعلامة التجارية للأحذية المريحة في PT. Dwi Naga Sakti Abadi
المكان: تانجيرانغ، إندونيسيا
يعمل سارجيمين في نفس المصنع منذ حوالي 12 عاماً. وظيفته مستقرة نسبياً، ومكان عمله فسيح، ومضيء، ويتمتع بوسائل الأمان.
يكسب سارجيمين ما يعادل 250 دولاراً شهرياً، وتعمل زوجته أيضاً في مصنع. لذا يتمكنان من إرسال أطفالهما، 13 عاماً و9 أعوام، إلى مدارس جيدة. وتمكنوا مؤخراً من شراء جهاز كمبيوتر لابنهم الأكبر، الشغوف بالتقنية.
وبدأ سارجيمين مشروعاً جانبياً منذ ستة أشهر لتوفير أموال البقالة والمستلزمات الغذائية لعائلته. إذ وضع سمكة سلور في برميل فارغ ضخم آملاً في بدء مشروع مزرعة أسماك. ولديه الآن برميلان يحوي كل منهما 300 سمكة، ويبيعها إلى أصدقائه وعائلته وجيرانه.
ويأمل سارجيمين، في يوم ما، أن يتفرغ تماماً لتربية سمك السلور بدوام كامل. ويقول: "سمعت ذات مرة أنك يجب أن تتحلى بالجرأة من أجل الحلم، عندئذ يصبح تحقيقه مسألة وقت. أحب دائماً أن أتذكر تلك الكلمات".
سيّدة، 38 عاماً
الوظيفة: عاملة على ماكينة حياكة في مصنع Pinehurst Manufacturing، الذي يعمل مع كبرى العلامات التجارية للملابس الرياضية
المكان: سان بيدرو سولا، هندوراس
المصنع الذي تعمل فيه سيدة على مدار الاثني عشر عاماً الماضية هو أحد المصانع القليلة في المنطقة. وتكسب سيدة تقريباً على ما يعادل 331 دولاراً شهرياً. وتقول: "لا يغطي هذا المرتب كل النفقات. إننا نعيش في كبت".
وتعيش سيدة مع أمها وابنتها، 19 عاماً، التي تذهب إلى المدرسة. وقالت سيدة: "أنا من أنفق على كل شيء في المنزل. الإيجار، والمياه والكهرباء. نضطر إلى التوقف عن شراء بعض الأشياء لكي نتمكن من تغطية الأساسيات".
وحدتها في المصنع لديها حالياً عميل رئيسي، علامة تجارية كبيرة للملابس الرياضية. ويعد ذلك مصدر قلق كبير لها ولزملائها في العمل، إذ يخشون من تسريح العمالة بشكل جماعي إذا توقف العميل عن العمل مع الشركة. وتقول: "من الصعب حقاً أن تعتمد على عميل واحد".
بوي تشي ثانغ، 35 عاماً
الوظيفة: حياكة قماش الدنيم للعلامات التجارية التي تركز على الاستدامة في مصنع Saitex International
المكان: بين هوا، فيتنام
يعمل بوي في مصنعه الحالي منذ سبع سنوات. ويقول: "إنه يناسب قدراتي، والمرتب يكفي عائلتي". وحصل بوي تقريباً على ما يعادل 3,880 دولاراً سنوياً، يعيل بها أمه وزوجته وابنه.
ويقول: "يبلغ متوسط ساعات العمل اليومية حوالي 9 ساعات، يمكنني أن أنهي فيها 1,000 إلى 1,200 قطعة، بناء على درجة الصعوبة".
سانتياغو، 48 عاماً
الوظيفة: حياكة الأبازيم والسحابات على الفساتين، والقمصان النسائية، والسراويل في أحد المصانع
المكان: لوس أنجلوس
يقول سانتياغو: "أنا من غواتيمالا، وأعمل في مجال الملابس منذ 16 عاماً. بدأت العمل بالملابس لأنه كان الأمر الوحيد الذي أعرفه بعد أن غادرت موطني. جئت إلى هنا بسبب عدم توافر الكثير من الفرص في بلدي، ومع وجود ستة أطفال، يصبح هناك الكثير من النفقات التي عليك تغطيتها".
على مدار السنوات الخمس الأخيرة، عمل سانتياغو في خمسة إلى ثمانية مصانع. ويقول: "غالباً ما تكون أماكن العمل بلا نوافذ وقذرة، وبلا تهوية".
عندما انتقل سانتياغو إلى لوس أنجلوس، عمل في البداية ورديات تدوم حتى 11 ساعة، سبعة أيام أسبوعياً. وهو الآن يعمل حوالي 50 ساعة أسبوعياً، يجني فيها ما يصل إلى 350 دولاراً. ومعظم زملائه في العمل، حوالي 30 شخصاً آخر، يتحدثون الإسبانية، من غواتيمالا والسلفادور والمكسيك.
وقال: "وظيفتي هي حياكة ومواءمة الأطراف والنهايات. أحاول دائماً التوصل إلى طرق لتوفير المال، وكيفية شراء الطعام، وكيفية عدم تناول الطعام خارج المنزل كثيراً". ومع ذلك، يقول إن ذلك أفضل مما كان يجنيه في غواتيمالا.
ماريا فالدينيتي دا سيلفا، 46 عاماً
الوظيفة: خياطة، تعمل لحسابها
المكان: كاروارو، البرازيل
آخر مصنع عملت فيه دا سيلفا كان يُنتج الملابس الرجالية. قضت هناك ثمانية أعوام، تحيك فيها الوصلات الجانبية معاً في خط التجميع، بحصة معينة كل ساعة.
وتقول: "بعض الشركات، مثل التي كنت أعمل بها، لم يعد لديها عمال داخل المصنع ويعمل فيها الخياطون من منازلهم. يؤسسون مجموعات صغيرة، مصانع صغيرة، ويحصلون على أجورهم بالقطعة، وبذلك تحصل تلك المصانع على نفس الإنتاج بدون أي تكاليف للإنتاج، سوى أجور العمالة".
ومن أجل الحصول على الحد الأدنى للأجور، تقول دا سيلفا إن العاملين مضطرون إلى العمل من الصباح حتى الليل.
وتصنع دا سيلفا الآن الملابس النسائية، تنتج منها عدداً أقل من القطع وتبيعها محلياً. تقول إنها تجني "ربما نصف" الحد الأدنى للأجور، ولكنها تفضل العمل بتلك الطريقة، بوتيرتها الخاصة. وتقول: "أحب عملي وما أفعله الآن، لم أعد أطيق شعور الجلوس أمام الماكينة طوال اليوم أفعل نفس الشيء".
وتخطط دا سيلفا للحصول على دورات تدريبية في مجال تصميم الأزياء قريباً. وقالت: "الأيدي العاملة هي العنصر الرئيسي في سلسلة إنتاج الأزياء، نحن من نُخرج التصميم النهائي إلى النور. ومع ذلك ترى نفسك مضطراً إلى الجلوس طوال اليوم أمام ماكينة الحياكة لتوفّر أساسيات الحياة لعائلتك".
أنطونيو ريباني، 72 عاماً
الوظيفة: مراقب جودة الجلود في شركة Tod's Group
المكان: كاسيت ديتي، إيطاليا
يعمل ريباني، الذي بدأ العمل في مجال الجلود منذ كان بعمر الرابعة عشرة، في شركة Tod's منذ أكثر من 40 عاماً، ويتولى تقييم جودة الجلود التي تصل من الناحية العملية.
ويقول ريباني: "أصبح من الصعب أن أتولى وحدي العمل بالكامل، لذا لديّ مجموعة من الشباب أعلمهم كل ما تعلمت بعد كل تلك السنوات".
وقال ريباني إنه لا يجني الكثير، ولكنه يعمل وفق جدوله الزمني الخاص، وغالباً ما يعمل من 8 إلى 12 ساعة يومياً. ولديه مساعدون وحصل على جوائز بفضل عمله المتخصص للغاية.
وقال: "المرتب ليس كبيراً، ولكنني هنا لأننا عائلة واحدة. عندما بدأت العمل هنا، كان لديّ شعر طويل، ولكني الآن أصلع".
روكسانا، 48 عاماً
الوظيفة: حارسة أمن في شركة Sitara Textile Industries
المكان: فيصل آباد، باكستان
بدأت روكسانا عملها في مجال الملابس بعد وقت قصير من وفاة زوجها، منذ سبع سنوات. وتعمل سبعة أيام أسبوعياً.
وتقول روكسانا: "أصعب ما في العمل في مصنع النسيج أنه يعزلك تماماً عن العالم الخارجي خلال ساعات عملك. إذا اتصل بك أي شخص من المنزل، لخبر جيد أو سيئ لا يمكنك استقبال المكالمة ولا تخبرك الإدارة حتى نهاية اليوم".
وتتذكر روكسانا: "منذ عامين، توفي ابن أخي في حادث عندما كنت في العمل. حاول أخي الاتصال بي مراراً، ولكن الإدارة لم تخبرني إلا في نهاية اليوم، وكانت العائلة تولت أمور الجنازة بالفعل. شعرت بإحباط شديد، وتركت وظيفتي".
وتقول روكسانا: "أعمل الآن في الأمن، وأدرك ما الذي يعنيه عندما يأتي شخص ما إلى المصنع ليحاول التواصل مع أحد العاملين بالداخل. ومع ذلك لا تسمح لي الإدارة بإخبار العامل بمحاولة أقاربه الوصول إليه".
وتضيف: "الأمر ليس صعباً فحسب، بل من المستحيل أن تتمكن من تدبير أمورك بمرتب مصنع النسيج فقط. هل من المفترض أن نختار بين شراء الطعام والخبز أو شراء الملابس والدواء؟ وهناك دائماً الإيجار الذي يأتي قبل كل شيء".
قال متحدث باسم المصنع في مقابلة هاتفية إن العاملين يحتفظون بهواتفهم في خزانة قبل بدء العمل، ولا يُسمح لهم بمغادرة المصنع بدون موافقة كتابية من المدير.
وقال إن أفراد العائلة يمكنهم الوصول إلى العاملين عبر هواتفهم المحمولة أو عبر الاتصال بالمصنع مباشرة، وعلى حد علمه، لا توجد أي سوابق لمنع أو تأخير تواصل أفراد العائلة مع العاملين في حالات الطوارئ.
فو هوانغ قوان، 21 عاماً
الوظيفة: حياكة القمصان الرسمية لتجار التجزئة في شركة TAL Apparel
المكان: بينه زوين، فنه فو، فيتنام
قضى فو آخر أربعة أعوام يعمل على خط إنتاج مع حوالي 30 عاملاً آخر، يشرف كل منهم على أجزاء من عملية الحياكة. وفي المتوسط، يحصل فو على ما يعادل حوالي 432 إلى 518 دولاراً أمريكياً شهرياً، يرسل معظمها إلى عائلته.
ويقول فو: "وقتي المفضل هو الساعة الثالثة عصراً، عندما يكون لدينا جلسة تدريب. نظل في مكان العمل، ولكننا نتوقف عن العمل، ونصطف جانباً، ونتبع تعليمات قادة الفريق".
وشارك فو مؤخراً في عرض مواهب استضافته الشركة، أدّى فيه الرقص الحديث. وقال: "ليست لدي خطط حالية لمغادرة وظيفتي قريباً. أنا راض تماماً عن عملي".
كاثرين غاميت، 48 عاماً
الوظيفة: حرفي المصنوعات الجلدية في شركة Louis Vuitton
المكان: سان-بوركاين-سور-سيول، فرنسا
بدأت غاميت العمل مع الجلود عندما كانت بعمر السادسة عشرة ووُظفت في شركة Vuitton لمدة 23 عاماً. وقالت: "شغفي هو صناعة الحقائب وكل هذه المنتجات، والحياكة خلف الماكينة، وصناعة المنتجات اليدوية. وهكذا دخلت إلى هذا المجال".
ويعمل حوالي 800 عامل في سان-بوركاين، منتشرين في أربعة مواقع. وقالت غاميت إن الورشة منظمة جيداً، وساطعة الإضاءة وعصرية، وإنهم لا يشعرون بوقت العمل.
"س"، 33 عاماً
الوظيفة: خياطة سراويل وجوارب للعلامات التجارية للملابس السريعة والرياضية في شركة Shahi Exports
المكان: الهند
تبدأ وردية عمل "س" في التاسعة صباحاً. وهي تشعر بالكثير من الضغط من المشرفين للوصول إلى حصة إنتاج حوالي 90 إلى 120 قطعة في الساعة، وقال العديد من العاملين إنهم يخافون من أخذ أي فترات استراحة أو الذهاب إلى المرحاض لأن ذلك سوف يُعتبر وقتاً مهدراً.
تقول "س" إن العاملين الذين لا يمكنهم المواصلة وتحقيق الهدف المطلوب يُسحبون جانباً في نهاية كل ساعة، ويصيح بهم المشرفون ويوبخونهم بطريقة مهينة. وقالت إن العديد من العاملين يقضون راحة الغداء، 30 دقيقة، في محاولة إنهاء المزيد من القطع لتعويض حصيلة الإنتاج المتوقعة.
وقالت "س": "ليس مسموحاً لنا حتى بشرب المياه"، مضيفةً أن الإدارة لا تسمح للعاملين بجلب زجاجات المياه معهم.
بدلاً من ذلك، يتولى المصنع توزيع المياه على العاملين. في ربيع 2018، كانت المياه التي يوفرها المصنع تُمرض العاملين، وعندما قدّم العاملون خطاباً للإدارة يحتوي على مطالبهم الأساسية، ومن بينها المياه النظيفة، كان الرد هو الضرب. مُزقت ملابسهم، وسُلبت منهم العديد من المتعلقات النفيسة، مثل الهواتف والمجوهرات.
وصعّد العاملون شكواهم إلى وزارة العمل. وحُلّت المشكلة بعد ثلاثة أشهر من الواقعة، بعدما واجه المصنع ضغوطاً عامة من تقرير أعدته مجموعة رقابة أمريكية، والوسائط الاجتماعية والعلامات التجارية التي تعمل مع المصنع.
وتحسنت بعض ظروف العمل، وأصبح العاملون يحصلون على مياه معدنية الآن. ولكن لا تزال الأجور سيئة، وتقول "س" إن مساحة العمل الرئيسية ليس بها أي نوافذ أو أجهزة تكييف هواء أو أجهزة تدفئة.
وقالت: "نريد أن نطلب زيادة في الراتب، ولكننا نخاف بعد ما حدث عندما طالبنا بذلك في العام الماضي".
في رسالة إلكترونية، أقر المتحدث باسم شركة Shahi Exports بالواقعة التي تعود إلى عام 2018 وأرسل رابطاً للبيان الذي يحدد التدابير الوقائية التي اتخذتها الشركة منذ ذلك الوقت.
وفي رسالة إلكترونية منفصلة، قال المتحدث باسم الشركة إن الحالات التي يتعرض فيها موظفون للتوبيخ بأي طريقة تعتبرها الإدارة "إساءة تصرف"، وعندما تعلم الإدارة بحدوث أي واقعة تسترعي انتباهها فإنها "تبدأ في اتخاذ إجراءاتها" ضد المُعتدي.
وقال: "بينما نسعى جاهدين لتحقيق الكفاءة والفاعلية في الأداء، ليس هناك أي مجال لتوبيخ أو مضايقة أي عامل بسبب ضعف الأداء". وأضاف المتحدث باسم الشركة أن "التهوية غير الكافية" في مكان العمل وفي المصنع بالكامل "تتوافق مع القوانين المعمول بها".
ويُذكر أن "س" أم عزباء تعمل في عمل إضافي مساءً، إلى جانب أنها تأخذ بعض القروض لإعالة نفسها وابنتها. وتقول: "هناك الآلاف من الأشخاص في المدينة يعيشون نفس الحال، وقصتي مجرد واحدة من بين آلاف القصص المماثلة".
فول بانو، 38 عاماً
الوظيفة: خياطة في Friends Factory
المكان: نويدا، الهند
تعمل بانو خياطة منذ حوالي 22 عاماً وتعمل في مصنع تقدمي يصنع دفعات صغيرة من الملابس إلى العلامات التجارية المستقلة الراقية. ويحتوي المبنى على بعض الكماليات الفارهة مثل أجهزة تنقية الهواء.
وقالت بانو: "العمل رائع هنا. المكان نظيف، وهناك بعض النباتات والأشجار أيضاً، من هذا النوع المخصص للزينة".
هيلينا لوسيا سانتوس دا كونسيساو دا سيلفا، 54 عاماً
الوظيفة: خياطة في Fantasia D!kas Roupas
المكان: نوفا فريبورغو، البرازيل
تقول دا سيلفا: "لطالما كنت أعتبر نفسي خياطة، حتى إنني صنعت فستان ابنتي بتصميم يشبه البتلات المتداخلة. إنه أكبر فخر لي".
وتقول دا سيلفا إن عملها يبدأ في السابعة صباحاً. وتقول: "نصنع كل شيء: السراويل، والسراويل القصيرة، والسترات. أعمل ثماني ساعات يومياً من الإثنين إلى الجمعة مع ساعة واحدة للغداء. إنها شركة صغيرة تضم خمسة خياطين آخرين إلى جانبي. لا نلتزم بحصة معينة، فإنهم يهتمون بالجودة على حساب الكمية. ولا أعلم متوسط عدد القطع التي أصنعها يومياً. إننا لا نُسجل ذلك من الأساس".
ولا تجني دا سيلفا ما يكفي من المال من وظيفتها، لذا تعمل بشكل خاص في العطلات والمساء لصالح عملاء آخرين، وتعمل أحياناً حتى العاشرة مساء.
وتقول: "أفضّل العمل لهذا المصنع لأنني أحصل على راتب ثابت، ويحق لي الحصول على إجازات. الوضع أكثر أماناً هكذا، ولكن حلمي هو أن أمتلك ورشتي الخاصة في المنزل".