سوندار بيتشاي.. لم يمتلك حاسوباً في طفولته والآن أصبح المدير التنفيذي لأكبر شركتين في العالم

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/12/06 الساعة 09:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/12/06 الساعة 09:45 بتوقيت غرينتش
سوندار بيتشاي / رويترز

أصبح سوندار بيتشاي بلا منازع واحداً من أقوى الشخصيات في وادي السيليكون بالولايات المتحدة. 

إذ أعلن مؤسسا شركة Google لاري بيدج وسيرغي برين، الثلاثاء، 3 ديسمبر/كانون الأول 2019، أنَّ بيتشاي سيشغل منصب المدير التنفيذي للشركة الأم Alphabet، إلى جانب منصبه الحالي مديراً تنفيذياً لشركة Google. وكتب المؤسسان، في خطاب، أنَّ بيتشاي "سيكون هو المسؤول التنفيذي عن قيادة Google وإدارة المحفظة الاستثمارية لـAlphabet المتمثلة في Other Bets"، بحسب تقرير لشبكة CNN الأمريكية. 

وتعكس هذه الخطوة صعود بيتشاي من بيئة متواضعة في الهند، وارتقائه في المناصب في واحدة من أعلى الشركات قيمة وتأثيراً في العالم.      

من يكون بيتشاي؟

ونشأ بيتشاي في مدينة تشيناي الهندية، حيث كانت الهواتف المحمولة نادرة، ناهيك عن الإنترنت والحواسيب. لكن هذه النشأة هي التي أظهرت له مدى القوة التي يمكن أن تتمتع بها التكنولوجيا.    

واضطرت عائلة بيتشاي الانتظار 5 سنوات لحين الحصول على هاتف محمول. وحين فعلت أخيراً، كان الجيران يذهبون إلى منزلهم لإجراء مكالمات.  

وفي مقابلة حصرية مع بوبي هارلو من شبكة CNN الأمريكية في وقت سابق من العام الحالي ضمن حلقات برنامج Boss Files، قال بيتشاي: "أصبح شائعاً أن يأتي الناس إلى منزلنا للحديث مع أبنائهم عبر الهاتف. وأظهر هذا لي القوة الكامنة في التكنولوجيا".  

ولم يصبح لدى بيتشاي حاسوب خاص به إلى أن انتقل إلى الولايات المتحدة، حيث حصل على منحة للالتحاق بجامعة ستانفورد. وما آلت إليه حياته بعدها معروف للجميع.    

إذ تخرج بيتشاي في ستانفورد بدرجة ماجستير في الهندسة، ثم حصل بعدها على ماجستير إدارة الأعمال من كلية وارتون في جامعة بنسلفانيا.  

وعمل بيتشاي في شركتي Applied Materials وMcKinsey الأمريكيتين قبل انضمامه إلى Google في عام 2004. وهناك شغل العديد من الوظائف، بما في ذلك الإشراف على Chrome ومدير منتجات Google ورئيس نظام التشغيل Android، إلى أن أصبح في عام 2015، المدير التنفيذي لشركة Google.

أرض الفرص

وحين سُئِل عمّا إذا كان يعتقد أنَّ الحلم الأمريكي لا يزال حياً، قال بيتشاي إنه يعتقد إلى الآن أنَّ أمريكا هي "أرض الفرص". 

وأضاف: "ما زلت إلى يومنا هذا أعتقد أنَّ هذا صحيح. لكنني أعتقد أنَّ علينا العمل بجد لضمان أن يصبح حقيقة".      

جزء كبير من ذلك هو ضمان أن يكون للمهاجرين طريقٌ للنجاح. وقد دعا بيتشاي الكونغرس لحماية المستفيدين من برنامج داكا (الإجراء المؤجل للقادمين في مرحلة الطفولة) وأيَّد هجرة ذوي المهارات العالية.

وقال بيتشاي: "إذا نظرت إلى صناعة التكنولوجيا.. جميع الشركات الرائدة، تأسس الكثير منها على يد مهاجرين. ريادتنا في مجال التكنولوجيا تنبع من قدرتنا على جذب أفضل علماء الحاسوب، والباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي. أعتقد أنه من المهم أن نواصل القيام بذلك".

ووصف بيتشاي الوصول لمنصب المدير التنفيذي لشركة Google بأنها "فرصة العمر"، لكنها لم تكن شيئاً سعى إليه، بل دُهِش -على حد تعبيره- حين تحدث إليه مؤسسا الشركة لاري بيدج وسيرغي برين في هذه المسألة.   

وأوضح: "كنت منهمكاً في بناء منتجات، ولم أتوقع إلى أين قد يأخذني هذا". 

تحدياته في google 

أثناء عمله مديراً تنفيذياً لشركة Google، واجه بيتشاي بعض التحديات الخطيرة، بما في ذلك المخاوف المتعلقة بخصوصية المستخدم ومشكلات متعلقة بالنوع والتنوع في الشركة، وإضراب الموظفين. وأدلى بشهادته كذلك أمام الكونغرس حول الخصوصية، وبصفته مديراً تنفيذياً لكل من Google وAlphabet، سيواجه التدقيق المستمر بهدف مكافحة الاحتكار.

وفي هذا الصدد، قال بيتشاي: "إنَّ مهمة المدير التنفيذي هي أن يكون كبير مسؤولي الأخلاقيات، وبالنظر إلى النطاق الذي تؤثر فيه التكنولوجيا على المجتمع، أعتبر ذلك جزءاً محورياً من دوري. لكنني أعتقد أنَّ الالتزام بأخلاقيات العمل يجب أن يحدث على جميع المستويات داخل المنظمات".

ومع زيادة اهتمام الناس بخصوصية البيانات، قال بيتشاي إنَّ Google تبحث عن طرق لتسهيل خفض المستخدمين للمعلومات المتاحة عنهم، والحصول على مزيد من التحكم في بياناتهم. على سبيل المثال، أعلنت الشركة عن طريقة جديدة تُمكِّن المستخدمين من حذف سجل المواقع وأنشطة تصفح الويب الخاصة بهم تلقائياً، بحسب الشبكة الأمريكية.

وأضاف: "لا أعتقد أنَّ المستخدمين لديهم الحس الجيد حول كيفية توظيف بياناتهم. لقد ألقينا عبئاً كبيراً في هذا الشأن عليهم".  

ويتولى بيتشاي أيضاً مسؤولية التعامل مع التحديات داخل الشركة. ففي العام الماضي، نظَّم موظفو Google في جميع أنحاء العالم إضرابات احتجاجاً على ما يقولون إنها ثقافة منتشرة في مكان العمل تغض الطرف عن التحرش الجنسي والتمييز.

وأعرب بيتشاي عن اعتقاده بأنَّ هذه الإضرابات جعلت الشركة مكاناً أفضل. 

ماذا حدث في الإضرابات؟

وأضاف: "من الواضح أنَّ موظفينا تحدثوا في وقت لم تكن فيه الشركة قد استوعبت ذلك بشكل صحيح. أعتقد أنه جزء جيد من ثقافتنا أن نتمكن من الاعتراف بشيء علناً، ثم العمل بجد لتحسين سير الأمور".

وأكد أنَّ من أهم القرارات التي اتخذتها الشركة نتيجة لتلك الإضرابات هي إنهاء شرط التحكيم القسري للموظفين. ومع ذلك، أعرب بعض منظمي الإضرابات عن شعورهم بأنَّ الشركة تبدي بعض الردود الانتقامية.          

ففي الآونة الأخيرة، أقالت Google العديد من العمال الصريحين بسبب انتهاكهم لسياسات أمان البيانات. وفي  المقابل، اتهم بعض الموظفين الشركة بمحاولة قمع منتقديها، مع تسليط الضوء على التوترات المتصاعدة بين الموظفين والإدارة. وقال بيتشاي، في مقابلة مع شبكة CNN في وقت سابق من هذا العام: "عندما تدير شركة على نطاق واسع، من المهم للغاية ألا يكون هناك أي انتقام في الشركة. أنا آخذ الأمر على محمل الجد. لدينا عمليات صارمة للغاية يرافقها فرض رقابة على مستويات متعددة للتعامل مع أية مسألة من هذا النوع. وهذا أمر مهم".

وقال بيتشاي إنَّ أهم درس تعلمه في شركة Google هو الاستماع لوجهات نظر الآخرين. 

وأشار: "ما تفكر به داخلياً لا يكفي وحده، بل عليك أن تستمع لآراء خارجية وتكون منفتحاً على ما يجري من حولك؛ لفهم تأثير منتجاتك، والتعلم، والعمل بجد لتحسين ذلك".

تحميل المزيد