اعتبرت مجلة parismatch.be البلجيكية أن حصول النساء في المملكة العربية السعودية على جواز السفر دون موافقة ولي الأمر أو الوصي عليها لا يعني حريتهن في التنقل، إذ لا تزال هناك ثغرة في القانون قد يستغلها الرجال.
وفي أغسطس/آب الماضي، سمحت السعودية للنساء فوق سن الـ21 عاماً بالحصول على جواز سفر، والسفر إلى الخارج، دون موافقة مسبقة من ولي الأمر، وعادة ما يكون الأب أو الزوج أو أحد أقربائه المقربين. هذا التغيير، الذي بدأه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي يريد تطوير صورة بلاده، أنهى قيوداً طويلة الأمد دفعت الكثير من النساء السعوديات إلى الفرار من بلدهن.
لكن رغم هذا القرار لا يزال هذا الإصلاح غير كافٍ، بل إنه يُمثل "ثغرة هائلة"، وفقاً لما ذكره دبلوماسي غربي.
الثغرة الموجودة في القانون
وبحسب المجلة البلجيكية، فإنه في حين أن الرياض خففت من القيود المفروضة على سفر النساء، إلا أنه لم يلغِ نظام "التغيب" الذي يسمح للوصي بالحد من تحركاتهن أو إجبارهن على العودة إلى منازلهن أو وضعهن في مراكز استقبال. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن إيمان الحسين -باحثة سعودية متخصصة في شؤون الخليج ومنسقة بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية- أن "الوصي" يمكنه دائماً إبلاغ الشرطة بغياب إحدى السيدات، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى اعتقالها وإمكانية وضعها في دار الرعاية (ملجأ للسيدات).
وقال دبلوماسي غربي: "لا يمكن للسعوديين منع بناتهم من الحصول على جواز السفر، لكن لا يزال بإمكانهم الإبلاغ عن اختفائهن للشرطة التي ستعيدهن إلى المنزل". في العام الماضي، أوصى أعضاء مجلس الشورى بأن تتوقف وزارة العدل عن قبول نظام "التغيب"، ولكن يبدو أنه تم تجاهل التوصية.
وحذرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" من إمكانية قيام الأقارب الذكور بمحاولة الالتفاف على حصول النساء على جواز السفر عبر السعي لاستصدار "أمر قضائي" يقيد سفر النساء.
ويمكنهم أيضاً تقديم شكوى "بعدم الطاعة" ضد النساء البالغات، والتي قد تؤدي إلى الحبس.
هذه الدور.. إنها الجحيم
تستمر النساء، اللائي سُمح لهن بقيادة السيارات، منذ يونيو/حُزيران 2018، في طلب إذن ولي الأمر بالزواج أو مغادرة الملجأ، وقالت سعوديتان أمضتا ما يقرب من عام في أحد هذه المراكز بسبب فرارها من أهلها لسوء المعاملة، بحسب زعمها، لوكالة الأنباء الفرنسية، إنه تتم مراقبتهن طيلة الوقت عبر كاميرات وُضِعت في الغرف. كما تعرَّضن أيضاً للجلد كعقوبة من قِبَل الرجال.
وروت إحداهما أن مسؤولي دار الرعاية في الرياض احتفظوا أيضاً بجدول لتسجيل مواعيد الحيض للفتيات، وهو ما أكدته "هيومن رايتس ووتش" من أجل عدم تأديتهن للصلاة.
واطلعت وكالة AFP على وثيقة من المؤسسة، وُصفت فيها إحدى السيدات بأنها "متمردة" وترغب في تلطيخ سمعة عائلتها.
وقالت إيمان إن "بعض النساء قد يبقين في دور الرعاية لفترات طويلة في حال لم يأتِ ولي أمرهن لإحضارهن. وهو حال تلك السعوديتين اللتين أجرتا حواراً مع وكالة الأنباء الفرنسية.
ونُقلت الفتاتان بعد فترة من عدم مجيء عائلتهما لتسلّمهما إلى ملجأ آخر يدعى "دار الضيافة".
وهذا المكان يعج بنساء مصابات بالاكتئاب، لأن عائلاتهن لم تطالب باسترجاعهن منذ سنوات، وتحاول بعضهن الهروب رغم التشديدات الأمنية.
وفي الكثير من الأحيان، يُعد المخرج القانوني الوحيد هو الزواج. وتؤكد الباحثة في منظمة "هيومن رايتس ووتش" روثنا بيغوم أنّ "الكثير من النساء عالقات هناك منذ سنوات في انتظار قدوم شخص ليتزوجهن، ويأتي الرجال إلى هذه المراكز مع تحديد المواصفات التي يرغبون بها، مثل: أريد فتاة طويلة".
ولم تردّ السلطات السعودية على طلبات متكررة للدخول إلى تلك الملاجئ.