ربيع العرب ضد إيران، يبدو أن هذا الوصف الأدق الذي يمكن أن يطلق على موجة الاحتجاجات التي تشهدها لبنان والعراق، فهل يؤدي هذا الربيع إلى انتهاء النفوذ الإيراني بالمنطقة أم تنتصر إرادة الولي الفقيه على الشعوب العربية مجدداً.
حينما قام الربيع العربي خاصة في مصر وتونس هللت إيران له ورحبت به، وحاولت أن تربط بين قيام الثورة في مصر تحديداً وبين مواقف حسني مبارك المناوئة لها وكذلك توقيع مصر لاتفاقية كامب ديفيد.
قهروا الربيع العربي الأول
عندما انتقل ربيع الثورات العربية إلى سوريا أصبحت إيران تصفه بمؤامرة كونية غربية على المقاومة، متجاهلة طائفية نظام الأسد ووحشيته وأنه أسوأ بكثير من نظام مبارك الذي أيدت الثورة ضده.
ولكن إيران لم تكتف بتشويه الثورة السورية بل سارعت لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين الشيعة أغلبهم من دول عربية أخرى لتقضي على الثورة السورية مما ساعد على انحراف قطاع منها للتشدد الديني والطائفي في مواجهة التدخل الإيراني.
وتدريجياً أصبحت إيران الثورية هي قائدة الثورة المضادة في العالم العربي.
ففي اليمن استغل الحوثيون الموالون الثورة اليمنية أسوأ استغلال، فبعد أن لعبوا دوراً محدوداً في عزل علي عبدالله صالح، نظموا إضرابات على تخوم صنعاء لأسباب فئوية ثم استغلوها لينقضوا على الحكم منهين محاولة اليمنيين لإدارة المرحلة الانتقالية بعد صالح والتي كانت تهدف إلى إقامة حكم ديمقراطي يحتوي الجميع ولكن الحوثيين انقلبوا على المحاولة الديمقراطية اليمنية الوليدة متحالفين مع خصمهم السابق الدكتاتور علي عبدالله صالح، لتتدخل السعودية ويقع اليمن في أتون حرب أهلية مروعة.
وفي العراق، قهرت الحكومة التي تقودها الطبقة الشيعية الحاكمة الموالية لإيران السنة خلال فترة الربيع العربي مثلما في فض اعتصام الأنبار ثم أحكمت إيران سيطرتها على العراق عبر تشكيل الحشد الشعبي بدعوى التصدي لخطر داعش.
يمكن القول إنه بينما كانت السعودية والإمارات هما العدو الأول للربيع العربي، فإن إيران هي الفائز الأكبر منه.
فقد انتهى بأنها قد أحكمت سيطرتها على أربع عواصم عربية كما يقول المسؤولون الإيرانيون أنفسهم دمشق بغداد بيروت صنعاء.
ولكن الإيرانيين رغم المكاسب الجغرافية والعسكرية والسياسية التي حققوها فإنهم تعرضوا لخسارة استراتيجية.
ولكنهم خسروا معركة القلوب في العالم العربي
قبل الربيع العربي وبالأخص قبل الأزمات الطائفية في العراق، احتفظت إيران بصورة إيجابية لدى قطاع ليس قليلاً من الرأي العام العربي خاصة الإسلامي غير السلفي والقومي واليساري.
نبعت هذه النظرة من الطابع الثوري للنظام الإيراني المعادي للتدخل الأمريكي في المنطقة والمؤيد للمقاومة ضد إسرائيل.
وفي فترة من الفترات كان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ينظر له كرمز في المنطقة من قبل كثير من المعارضين نظراً لدوره في المقاومة.
ولكن اليوم أصبح ينظر له كرمز طائفي أنقذ واحداً من أسوأ المستبدين في المنطقة من السقوط (بشار الأسد) وها هو اليوم يلمح لإمكانية استخدام القوة ليكرر الشيء ذاته في لبنان.
وأصبحت إيران في نظر قطاع كبير من العرب السنة هي العدو الحقيقي حتى أن البعض يراها أخطر من إسرائيل.
ربيع العرب ضد إيران يقوده الشيعة
ولكن الربيع العربي الثاني أو ربيع العرب ضد إيران أو ربيع شيعة العرب الذي اندلع في العراق ولبنان يحمل مفاجأة أخرى، هذه المرة جزء كبير من الانتفاضة العربية ضد إيران يأتي من الشيعة العرب في العراق ولبنان (في لبنان كل الطوائف منخرطة بدرجات متساوية).
خسرت إيران في الربيع العربي الأول معركة قلوب السنة العرب تماماً ولم تعد تراهن عليها.
فعندما صدرت الأوامر لحزب الله بالتدخل في سوريا لحماية الأسد كان الإيرانيون يعلمون أنهم يحرقون آخر الجسور مع أغلب السنة العرب في المنطقة، وأصبح رهانهم الوحيد على الشيعة العرب، الذين تقدم طهران نفسها لهم على أنها حاميتهم.
ولكن هاهم الشيعة في العراق يتظاهرون ضد نفوذها ويحرقون مقرات الحشد الشعبي الموالي لها.
لم تفهم إيران أن علاقة التبعية التي تحاول نسجها مع الشيعة العرب لا يمكن أن تستمر.
فبينما تدمج الدولة الإيرانية الحديثة بين الانتماء الديني المذهبي والقومية الفارسية تنكر هذا الحق على الشيعة العرب.
إنهم ليسوا اتباعاً.. حقيقة الشيعة العرب التي تتجاهلها طهران
تحاول إيران أن تجعل الشيعة العرب مجرد جماعات ملحقة بها معزولة عن محيطها الوطني والعربي لا انتماء لها سوى مذهبها الشيعي.
نعم إنهم شيعة، نعم قد يتعاطفون مع إيران إذا تعرضت لعدوان أمريكي أو هجوم نظام عربي مستبد كصدام حسين.
ولكن لا يعني ذلك أنهم سيكونون أتباعاً للأبد.
يتجاهل الإيرانيون عن عمد حقيقة أن الشيعة العرب جزء من أمة عريقة.
تتجاهل أن الإسلام هو دين عربي وأن أولى الشيعة في العالم كانوا عرباً، وأن آل البيت الذين تقدم نفسها حاملة لوائهم كانوا عرباً وليسوا فرساً.
تتجاهل أن شيعة العرب قد يقلد بعضهم مراجع فارسية ولكنهم يقرأون كتباً طبعت في بيروت ويسمعون أغاني سجلت في مصر، ويشجعون منتخب الجزائر في كأس الأمم الإفريقية، ويتعلمون النحو بطريقة المدرسة البصرية، وأنهم يأكلون الشاورمة على الطريقة السورية، وأن أنسابهم تأتي من نجد والحجاز وليس مشهد أو تبريز.
إنهم عرب ولبنانيون وعراقيون ويمنيون وبحرانيون، قد يكونون غاضبين من الحكام المستبدين الذين كانوا أغلبهم من السنة، وقد يستجيبون للتحريض الإيراني فيحاولون تعزيز نفوذهم في بلادهم، ولكنهم في النهاية فطرتهم الوطنية والقومية تنفر من فكرة التبعية لإيران.
العراق تصدى للهيمنة الفارسية لألف عام
وبدا هذا واضحاً في العراق، ففي الوقت الذي هيمنت فيه الطبقة الشيعية العراقية الموالية لإيران على الحكم، انتفض العراقيون الشيعة بشكل حاد تجاه هذه الطبقة، مهددين الحلم الإيراني التقليدي بالسيطرة على العراق.
يتجاهل الإيرانيون أن الطبيعة العراقية لن تسمح للعراقي أن يكون تابعاً.
العراق الذي خضع أكثر من ألف عام للإمبراطوريات الفارسية المتعاقبة لم يتفرس واحتفظ بلسانه الآرامي السامي (لغة قريبة للعربية) إلى أن جاء الفتح العربي الإسلامي ليعيد له استقلاله ودوره القيادي، ويصبح معقلاً للحضارة العربية ولينتقل اللسان العراقي بسلاسة من اللغة الآرامية إلى ابنة عمتها العربية الفتية.
كان العراق ومازال الحد الشرقي والشمالي الصلب للأمة السامية القديمة من آشوريين وبابليين وسريان وعرب.
العراق برفضه للتفريس رغم الميزات الجغرافية لإيران في مواجهته، دليل على عمق العروبة التي تأسست على هوية هذه الأمم السامية المتعاقبة والتي كانت تتشابه في اللسان والطباع ولكنها تتباين بشكل قاطع مع المحيط الإيراني وكذلك التركي ومن قبله اليوناني والبيزنطي.
يعرف حكام إيران هذه الحقائق أكثر من غيرهم، ولكنهم يصرون على النجاح فيما فشل فيه أكاسرة فارس.
أدوات إيران الفاسدة
والمشكلة التي تزيد صعوبة مهمتهم أن أدواتهم وحلفاءهم في المنطقة فسدة وسيئو السمعة.
ففي العراق، التحالف الشيعي الحاكم للبلاد منذ الاحتلال الأمريكي، أثبت سوء إدارة لا نظير له لدرجة أن المرجع الشيعي علي السيستاني نفسه قارن بين قدرة العراق في عهد صدام حسين على إعادة إعمار البنية الأساسية بعد الدمار الذي أصابها بعد حرب تحرير الكويت رغم الحصار وبين فشل حكومات ما بعد الغزو الأمريكي في تحقيق ذلك رغم أنه لا يوجد حصار بل أموال متدفقة من النفط بكميات هائلة لا يعرف أحد أين ذهبت.
حزب الله يدافع عن نظام لم يؤسسه
وفي لبنان، ربط حزب الله حليف إيران نفسه بنظام طائفي أقدم منه، وتحول إلى عرابه والمدافع عنه، في وقت يحاول مؤسسوه الحقيقيون التبرؤ منه مثلما يفعل الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.
ويصر حزب الله على التحالف مع العماد ميشال عون وصهره جبران باسيل الذي يعد واحداً من أكثر الشخصيات المكروهة في لبنان.
وبينما كان تقليدياً الاتهامات الموجهة للفساد للحزب أقل من غيره من الأحزاب الطائفية اللبنانية، فإن مواقف الأمين العام للحزب المدافعة عن النظام الحالي، جعلته يتحمل الجزء الأكبر من سخط اللبنانيين.
والنتيجة بدأ الحزب يفقد من شعبيته في وسط الطائفة الشيعية وكذلك شعبيته في الطوائف الأخرى، إذ كان جزءاً ليس بقليل من السنة ينظر للحزب باحترام بسبب دوره في المقاومة وتورطه بشكل أقل في الفساد، ودعمه للأسد (هناك قطاع كبير من الناصريين اللبنانيين السنة يؤيد الأسد رغم جرائمه بحق سنة لبنان).
وعلى عكس معظم الأماكن التي يرفرف عليها علم إيران في العالم العربي، حكم حزب الله البلاد بالاعتماد على شعبية حقيقية من الطائفة الشيعية، وترتيبات تحمل طابعاً سياسياً بالتنسيق مع الطوائف والأحزاب اللبنانية الأخرى بما في ذلك قدر من الشعبية والعلاقات مع أوساط شعبية غير شيعية.
وهي ترتيبات سمحت لحزب الله بتقديم نفسه الأخ الأكبر الأنضج مقارنة بباقي فرقاء الحالة السياسية اللبنانية والمترفع عن الطائفية والفساد والمساومات التي تميز النظام اللبناني.
ولكن نصرالله تصدر مشهد التصدي للثورة اللبنانية وسارع لاتهامها بأن لها بعداً خارجياً رغم أنه يعلم كجميع اللبنانيين أن مقدار الفساد وسوء الإدارة في لبنان لا يمكن أن يتحملهما بشر.
نصب نصرالله نفسه فعلياً قائداً للثورة المضادة في لبنان خاصة مع تحرشات أتباع الحزب بالمتظاهرين.
والآن يفقد الحزب بهذه التصرفات ورقة التوت الأخيرة في لبنان، ويتعرى أمام كثير من أنصاره الشيعة ومحبيه من غير الشيعة، خاصة أن اليسار اللبناني يلعب دوراً في هذه المظاهرات هو تقليدياً مؤيد لخط المقاومة الذي يمثله الحزب، وبالتالي يخاطر الحزب بفقدان بقية الاحترام الذي يحظى به في أوساط المثقفين أيضاً.
وحتى إذا تمكن النظام السياسي الطائفي من وأد المظاهرات أو احتوائها فالخسارة المعنوية لحزب الله كبيرة، وشعبيته تتراجع.
أصبح المشهد وكأن الحزب ذا المسحة الدينية الشيعية الزاهدة قد تحول إلى فتوة متدين يعمل بلطجياً أو قبضاياً لأصحاب ملهى ليلي.
قد لا يسكر في هذا الملهى بل يترك نوبة الحراسة ليصلي الفجر ولكنه يحميه ويستفيد من أمواله ليحقق أغراضه ذات الطابع الديني!.
الإمبراطورية الإيرانية تنحدر.. حزب الله يتحول إلى نموذج الحشد الشعبي
وبينما كانت خطة إيران محاولة تلميع الحشد الشعبي وتحويله إلى نموذج براق باعتباره حزب الله جديد، فإن ما يحدث على الأرض أن حزب الله هو الذي يتحول إلى حشد شعبي جديد.
تدريجياً يتحول الحكم الإيراني للعراق ولبنان، من حكم يستغل الثغرات الديمقراطية مع استخدام القوة ضد الخصوم فقط (مثلما حدث مع السنة في اقتحام حزب الله لبيروت في 7 مايو/أيار 2008) إلى حكم أمر واقع يستخدم القوة ضد الجميع حتى الحلفاء والحاضنة الشعبية الشيعية.
كانت الهيمنة الإيرانية في العراق ولبنان تقوم على حماس شيعي وتقبل نسبي من جزء من الطوائف الأخرى (الأكراد في العراق جزء من المسيحيين في لبنان خاصة أتباع عون) واستياء مقموع من العرب السنة.
ولكنه تدريجياً يتحول إلى حكم يستند فقط إلى دعم المجموعات الحاكمة الفاسدة المستفيدة من هذين النظامين المهترئين.
ربط الإيرانيون أنفسهم في النظامين بالطائفيين الشيعة وبالفسدة من أبناء الطوائف الأخرى.
والآن الفساد أفضى إلى طريق مسدود، والطائفيون الشيعة تحول سلاحهم لأبناء جلدتهم.
كان شيعة البلدين العراق ولبنان يظنون أن سلاح حزب الله والحشد لن يستخدم إلا ضد السنة المارقين، إلا أن ما يحدث في العراق من قتل للمحتجين وتلميحات نصرالله تشير إلى أن لا أحد محصن ضد السلاح الميليشياوي الذي يحمي النظام الطائفي المركب الضعيف.
المعادلة الإيرانية الجديدة.. هي نعم النظامان الطائفيان في لبنان والعراق هشين وخلفهما جيشان ضعيفان، وشرطة أضعف، يبكي جنودهما عندما تخاطبهم السيدات المتظاهرات اللاتي في مثل أعمار أمهاتهم.
ولكن النظامين لديهما ميلشيات تأتمر بأوامر الولي الفقيه لن تتسامح مع أي من يهدد نفوذ هذا الولي حتى لو كان من أبناء نفس الطائفة.
فعلى غرار النظام الداخلي في إيران، مهمة الجيش الإيراني حماية البلاد، ومهمة الحرس الثوري والباسيدج حماية النظام ولهما اليد العليا فوق الجيش، وهذه هي شكل العلاقة حالياً بين الحشد الشعبي وحزب الله من جهة وبين الجيشين اللبناني والعراقي.
جريمة سوريا تتكرر في كربلاء
يواجه شيعة العراق اليوم الوجه الذي أظهرته إيران لسنة سوريا بعد ثورتهم على الأسد.
ولكن اللافت أنه في سوريا أراقت إيران أكبر قدر من الدماء العربية غير أن النتيجة مخيبة للآمال بالنسبة لها.
فإذا كانت إيران تمكنت ببراعة من وأد الثورة السورية بوحشية منهجية، فيبدو أنها فعلت ذلك لتهدي سوريا على طبق من فضة للرئيس الروسي فلاديمر بوتين الذي نادراً ما تعامل مع طهران كحليف.
دخل الإيرانيون سوريا تأييداً للأسد وهم يعلمون أنه نظام انتهازي يمكنه الغدر بهم، مثلما فعل بحركة أمل وحزب الله من قبل في لبنان وغيرهم من حلفائه.
ولكن غريزتهم الطائفية كانت أقوى والآن، أصبحت إيران فعلياً قوة درجة ثانية في سوريا، والترتيبات الأمريكية الروسية التركية لا دور لهم فيها تقريباً.
وحتى قوافلها وقواعدها أصبحت ضحية دائمة لغارات إسرائيل ولا يُعلم هل الروس يقومون بدور المسهل لهذه الغارات أم يساعدون الإيرانيين على تقليل خسائرهم؟ أم يتقلبون بين هذا الدور وذاك؟.
وبلغ الأمر إلى أن قادة الوحدات السورية يرفضون أن يقترب الإيرانيون وحلفاؤهم من قواعدهم خوفاً من استهدافها من قبل إسرائيل.
اليمن يتحول إلى إحدى مدن الخيال العلمي الخربة تحت حكم الحوثيين.. فما مصير البقية؟
وفي اليمن رغم أن الحوثيين تحققت لهم اليد العليا في الشمال اليمني بعد أن قضوا على حليفهم السابق علي عبدالله صالح، وأفشلوا هجوم السعودية وحلفائها.
إلا أنه ليس أمامهم أي أفق آخر، فهم يحكمون أطلال بلد على شفا المجاعة وليس في يدهم شيء إلا أن يؤرقوا مضاجع السعوديين، ولكنهم حتى لو سلمت لهم الرياض مفاتيح ما تبقى من البلاد، فإنهم لن يستطيعوا إدارتها وطهران البخيلة أصلاً كانت مقترة معهم حتى قبل فرض العقوبات الأمريكية عليها.
يتحول اليمن تحت حكم الحوثيين الموالين لإيران إلى بلد خرب أشبه بمدن أفلام الخيال العلمي التي تقدم سيناريوهات متشائمة للمستقبل والتي تظهر فيها أطلال المباني يتصاعد منها الدخان ويحكمها زعيم عصابة مجنون يريد استمرار هيمنته حتى لو مات الناس جوعاً وفقراً.
تحقق هذا في دمشق، ويتحقق في اليمن.
ومع أن العراق ولبنان لم يصلا إلى هذا المصير إلا أن استمرار فشل النخب الحاكمة وتصاعد الخيار القمعي من قبل المواليين لإيران مع غياب أفق أي حل قد ينحدر بالبلدين.
وقد ينتهي الأمر إلى أن الإمبراطورية الإيرانية في العالم العربي ستتحول إلى مجرد هيمنة على أطلال.
فالوضع الاقتصادي والسياسي في الدول العربية الخاضعة للنفوذ الإيراني، والحصار الأمريكي على إيران يشير إلى أن أوضاع هذه الدول تسير نحو الأسوأ.
وحتى لو فشل ربيع العرب الحالي ضد إيران أو ما يمكن أن نسميه ربيع شيعة العرب، فإن الثابت أن إيران تفقد حالياً شرعيتها لدى الشيعة العرب مثلما خسرت كل ما لديها لدى السنة العرب منذ سنوات.