أيهما أقوى، الجيش المصري أم الإثيوبي، وهل تستطيع القاهرة شن حرب ضد إثيوبيا رغم المسافة بين البلدين؟ بات هذا التساؤل يطرح بقوة، بعد تصاعد أزمة سد النهضة خاصة بعد تلويح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالانتقام من إثيوبيا بسبب مواقفها في الأزمة، والمناورات المصرية المشتركة مع السودان.
وسبق أن وجّه الرئيس المصري تهديداً واضحاً إلى إثيوبيا، فُهم منه أنه يحمل تلويحاً بإمكانية قيام القاهرة بعمل عسكري أو استخباراتي ضد أديس أبابا، بسبب تهديدها لحصة مصر في مياه النيل.
وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الثلاثاء 30 مارس/آذار 2021، إن استقرار المنطقة بأسرها سيتأثر برد فعل مصر في حالة المساس بإمداداتها من المياه بسبب سد النهضة الإثيوبي.
السيسي أضاف في التصريح الذي أدلى به خلال مؤتمر صحفي "أنا مبهددش حد، وعمرنا ما هددنا، وحوارنا رشيد جداً"، وتابع "محدش هيقدر ياخد نقطة مياه من مصر، واللي عاوز يجرب يجرب.. وإلا هيبقى في حالة من عدم الاستقرار في المنطقة لا يتخيلها أحد، ومحدش يتصور إنه يقدر يبقى بعيد عن قدرتنا".
في المقابل، سبق أن قال رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد، قد قال إنه إذا اضطرت بلاده إلى خوض حرب بشأن سد النهضة فيمكن لها أن تحشد الملايين من أجل المواجهة.
وجاءت تصريحات آبي أحمد خلال جلسة استجواب في البرلمان الإثيوبي، بشأن أزمة سد النهضة في نهاية 2019، قال فيها إن "البعض يتحدث عن استخدام القوة من جانب مصر، لكن يجب التأكيد على أنه لا توجد قوة يمكن أن تمنع إثيوبيا من بناء السد".
وفي هذا التقرير سنحاول إجراء تحليل يجيب على السؤال التي تثيره هذه الأزمة بشأن أيهما أقوى الجيش المصري أم الإثيوبي وشكل أي نزاع محتمل بينهما؟
أيهما أقوى الجيش المصري أم الإثيوبي؟
المقارنة الرقمية البسيطة بين الجيشين المصري والإثيوبي تظهر تفوقاً واضحاً للجيش المصري.
يحتل الجيش الإثيوبي المرتبة رقم 47 بين أقوى 137 جيشاً في العالم، بينما يصنف الجيش المصري ضمن أقوى 12 جيشاً في العالم.
وأورد موقع "غلوبال فير بور" الأمريكي، مقارنةً بين الجيشين المصري والإثيوبي، تشمل العديد من معايير القوة، بينها القوة البشرية والمساحة والعتاد العسكري.
إذ يصل تعداد سكان مصر إلى 99.4 مليون نسمة، بينما يتجاوز تعداد سكان إثيوبيا 108 ملايين نسمة، بحسب ما ذكره الموقع الأمريكي.
وتمتلك الدولتان قوة بشرية متاحة للعمل، تزيد عن 40 مليون نسمة، إلا أن عدد من يصلحون للخدمة العسكرية في مصر يتجاوز 36 مليون نسمة، مقابل 25.5 مليون نسمة في إثيوبيا.
ويصل إلى سن التجنيد سنوياً 1.5 مليون شخص، مقابل 1.9 مليون شخص في إثيوبيا.
ولا يتجاوز عدد قوات الجيش الإثيوبي 140 ألف شخص، وليس لديهم قوات احتياطية، بينما يصل تعداد القوات العاملة في الجيش المصري إلى 440 ألف فرد، إضافة إلى 480 ألف جندي في قوة الاحتياط.
وتصل ميزانية الدفاع المصرية، وفقاً للموقع إلى 4.4 مليار دولار، مقابل 340 مليوناً للجيش الإثيوبي.
وبينما تمتلك مصر 1092 طائرة حربية، لا تمتلك إثيوبيا سوى 82 طائرة حربية.
وتتكون القوة الجوية المصرية من نحو 300 مقاتلة اعتراضية، و341 طائرة هجومية، و59 طائرة نقل عسكري، و388 طائرة تدريب، و293 مروحية، و46 مروحية هجومية.
بينما تتكون القوة الجوية الإثيوبية من 26 مقاتلة اعتراضية، و16 طائرة هجومية، و9 طائرات نقل عسكري، و33 مروحية، و8 مروحيات هجومية.
ويوجد في إثيوبيا 57 مطاراً في الخدمة، مقابل 83 مطاراً في مصر.
وتمتلك مصر 2160 دبابة، وأكثر من 5700 مدرعة، وفقاً لما ذكره الموقع، (هناك مصادر أخرى تتحدث عن أعداد أضخم بكثير للدبابات والعربات المدرعات في الجيش المصري)، بينما تمتلك إثيوبيا 800 دبابة، و800 مدرعة.
ويمتلك الجيش المصري 1000 مدفع ذاتي الحركة، و2189 مدفعاً ميدانياً، و1100 راجمة صواريخ، مقابل 85 مدفعاً ذاتي الحركة، و700 مدفع ميداني، و183 راجمة صواريخ في الجيش الإثيوبي.
وبينما تصل قوة الأسطول الحربي المصري إلى 319 سفينة، بينها حاملتا طائرات، و4 غواصات، و9 فرقاطات، و31 كاسحة ألغام، فإن إثيوبيا لا تمتلك أي قوة بحرية، لأنها دولة حبيسة.
ولكنها مقارنة مضللة.. إليك حقيقة فارق القوة بينهما
الواقع أن مثل هذه المقارنات الرقمية البسيطة التي تنشرها وسائل الإعلام ويتلقفها نشطاء التواصل الاجتماعي في الأغلب لا تقدم صورة دقيقة، بل أحياناً مضللة.
فالأرقام تكذب أحياناً، فقد تتساوى دولتان في عدد الدبابات أو الطائرات، ولكن قد تكون إحداهما تمتلك دبابات تعود إلى الخمسينات وأخرى حديثة.
كما أن التحديثات التي تدخل على الأسلحة، وأنواع الذخائر والصواريخ المستخدمة، بالأخص في الطائرات، قد تكون أهم من عدد الطائرات أو جيلها.
فلا يمكن المساواة بين إف 16 بلوك 15 وبلوك 50.
وفي حالة مصر وإثيوبيا تبدو المقارنة غير دقيقة تماماً.
فنوعية الأسلحة التي تمتلكها توسع الفجوة بشكل هائل
فبعيداً عن عدد الدبابات فإن نوعيتها أهم، ومصر تتفوق بشكل لافت، ليس فقط في عدد الدبابات، ولكن في نوعيتها.
إذ تعتبر مصر ثاني أكبر دولة في العالم امتلاكاً للدبابة إم 1 أبرامز ( M 1 – Abrams) بعد الولايات المتحدة، وهي بطبيعة الحال واحدة من أفضل دبابات القتال الرئيسية في العالم، إذ تمتلك مصر أكثر من 1100 دبابة من هذا الطراز الذي تقوم بتجميعه محلياً، بينما معظم الدبابات التي تمتلكها إثيوبيا هي دبابات سوفيتية طرازات تي 55 وتي 62 التي تعود للستينيات، واستخدمتها مصر في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.
كما تمتلك إثيوبيا عدداً محدوداً من الدبابات السوفيتية تي 72، التي تعود للثمانينات، وقد اختبرت هذه الدبابات أمام الإبرامز في حرب تحرير الكويت، حيث مثلت نخبة الدبابات العراقية آنذاك، ولكنها سحقت أمام الدبابات الأمريكية من طراز أبرامز.
وينطبق الأمر على الطائرات، إذ تعتبر مصر رابع دولة في العالم امتلاكاً للطائرات إف 16 الأمريكية بعد الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا، (تمتلك نحو 218 من هذا الطراز ولكن أغلبها قديم نسبياً) إضافة إلى امتلاكها لأكثر من 24 مقاتلة فرنسية من طراز رافال، التي أضافت للقوات الجوية المصرية قدرات جديدة في مجال القصف الجوي بعيد المدى، كما تعاقدت القاهرة مع فرنسا على 30 طائرة رافال أخرى.
كما اشترت القاهرة 46 طائرة روسية من طراز ميغ 29، وتعاقدت على أكثر من 25 طائرة سوخوي 35 الروسية الشهيرة، ويعتقد أن خمساً منها قد وصلت لمصر بالفعل.
في المقابل تمتلك إثيوبيا عدداً محدوداً من الطائرات، أغلبها طائرات روسية قديمة تعود للعهد السوفيتي، من طرازات ميغ 21 وميغ 25 وسوخوي 25.
كما تمتلك أديس أبابا عدداً محدوداً من طائرات سوخوي 27 (SU 27) الأحدث قليلاً من الطرازات السابقة، وهي طائرات مشهورة بقدرتها على المناورة، خاصة مناورة الكوبرا الشهيرة التي أدهشت الغرب، وكانت هذه الطائرة أساساً لتطوير جديد مشهور من الطائرات الروسية المعروفة باسم سوخوي 30 و34 و35، ولكنها تظل متأخرة في قدرات الرادار والذخائر.
ولكن حتى هذه الطائرة اضطرت إثيوبيا للجوء لطيارين روس لقيادتها خلال الحرب مع إريتريا.
وينطبق ذلك على كل المجالات، فهناك تفوق نوعي مصري، وليس عددياً فقط على إثيوبيا في كل المجالات العسكرية تقريباً.
ولكن هل يعني ذلك أن الجيش المصري قادر على هزيمة نظيره الإثيوبي بنفس الفارق في القوة بينهما.
إنها ليست مباراة كرة قدم
الحقيقة أن إجابة سؤال: أيهما أقوى الجيش المصري أم الإثيوبي، والتي هي لصالح مصر تماماً، لا تعني بالضرورة أن الحرب ستكون سهلة للقاهرة.
إذ تفترض هذه المقارنة أن الحرب هي مثل مباراة كرة القدم، يلتقي فيها فريقان في ظروف قياسية متشابهة، يشجعهما جمهور متحمس، وكل فريق لديه نفس المميزات التي لدى الفريق الآخر.
ولكن الحرب هي عكس ذلك تماماً، فالظروف الجغرافية والمناخية والسياسية والدينية والنفسية والبشرية قد تكون أهم من السلاح.
هذه الظروف هي التي دفعت أكبر دولة في العالم، وهي أمريكا، للتفاوض مع طالبان، التي يستخدم مقاتلوها أسلحة بسيطة، لتأمين الخروج الأمريكي من جبال أفغانستان الوعرة.
وإثيوبيا لا تقل وعورة عن أفغانستان، ولكنها أكبر مساحة وسكاناً.
الحرب خيار الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي
وتتحدث كثير من الدوائر الشعبية في مصر عن الحرب مع إثيوبيا كخيار وحيد لتدمير سد النهضة، والقضاء على خطر تعرض مصر للعطش.
ويشجعهم على هذا التفكير (الذي لم تتبناه الدولة رسمياً قبل تصريح السيسي الأخير)، المقارنات التي تظهر على الإنترنت بين قدرات الجيش المصري الذي يصنف أحياناً كأقوى جيش في إفريقيا والحادي عشر أو الثاني عشر على مستوى العالم، والذي تظهر فارقاً هائلاً عن قدرات نظيره الإثيوبي.
ويتحدث الكثيرون عن أن الرئيس المصري أنور السادات هدد بقصف إثيوبيا إن بنت سداً على النيل، وفي روايات أخرى متداولة أنه قصف بالفعل إثيوبيا، وهي روايات ليس لها سند.
ولكن الحروب ليست مجرد أرقام وعدد أسلحة، ولكنها جغرافيا وظروف مناخية وطبيعة بشرية.
فإثيوبيا هي واحدة من أكثر البلدان الجبلية على وجه الأرض، وكانت الهضبة الإثيوبية قلعة عصية دوماً على الغزاة، وقد حاربت مصر إثيوبيا مرتين في عهد الخديوي إسماعيل في القرن التاسع عشر، وهُزمت في كلتيهما، علماً أن مصر كانت في ذلك الوقت أكثر تقدماً بكثير من إثيوبيا، التي كانت تسمى الحبشة آنذاك، كما أن الجيش المصري كان يقوده ضباط أوروبيون.
وبينما تمكن الجيش المصري في القرن التاسع عشر من السيطرة على السودان، ذي الطبيعة السهلية، إلا أن الهضبة الإثيوبية وقفت أمامه كحائط صد.
ولقد حاولت إيطاليا غزو إثيوبيا وفشلت، في القرن التاسع عشر، رغم أنها كانت تحتل الصومال وإريتريا المجاورتين، ثم نجحت بتكلفة كبيرة في تحقيق ذلك في ثلاثينات القرن العشرين قبل الحرب العالمية الثانية. وكان الفارق هائلاً بين جيش إثيوبيا البدائي وبين الجيش الإيطالي الحديث.
والجيش السعودي فشل في تحقيق أي تقدم في اليمن، الذي يشبه طبيعته الجغرافية إثيوبيا، رغم أن لديه واحداً من أفضل القوات الجوية في المنطقة، ولديه حلفاء على الأرض، كما أن اليمن أقل سكاناً ومساحة من إثيوبيا.
والجيش الأمريكي أقوى جيش في العالم، فشل في هزيمة طالبان في أفغانستان التي تشبه إثيوبيا في جبلِيَّتها، وإن كانت أقل في المساحة.
إضافة إلى وعورة الجغرافيا الإثيوبية، فإن المشكلة الأكبر أمام الجيش المصري في هذه الحرب هي أنه لا حدود مباشرة تنطلق منها عملياته، كما أن إثيوبيا ليست لديها سواحل، بحيث يمكن قصفها من البحر.
وبالتالي لا قيمة لحاملتي المروحيات اللتين اشترتهما مصر من فرنسا؛ لأن إثيوبيا لا تمتلك سواحل أصلاً.
وبالطبع لا يمتلك الجيش المصري إمكانيات للقيام بعملية إنزال جوي لمحاربة إثيوبيا، وفي الغالب لا يمتلك أي جيش في العالم قدرة على غزو بلد بحجم ووعورة وعدد سكان إثيوبيا عبر إنزال جوي.
وهذا يعني أن أي حرب تستلزم تعاوناً سودانياً، لتكون السودان محطة للتحرك ضد إثيوبيا، وبالتالي فإن تعاون الخرطوم هو ضرورة لتنفيذ تهديد السيسي وتجدر الملاحظة أن العلاقات المصرية السودانية تحسنت بشكل كبير في الفترة الأخيرة، ووصلت إلى إجراء عدة مناورات مشتركة بين الجانبين آخرها مناورة حماة النيل.
ورغم أن السودان لديها خلافاتها الخاصة مع إثيوبيا إضافة إلى أزمة سد النهضة، بسبب الصراع حول منطقة الفشقة، ودعم أديس أبابا للمتمردين في السودان، وهي الخلافات التي أدت إلى مناوشات محدودة بين البلدين الجارين مؤخراً، إلا أن السودان سوف يظل حذراً في التورط في أي حرب واسعة مع أديس أبابا بالنظر إلى فارق القوة لصالح الأخيرة.
أما التعاون مع إريتريا والصومال فقد فات أوانه، إذ تركت مصر الدولتين فريسة لهجوم إثيوبي خلال العقود الماضية، دون أن تدعمهما حتى سياسياً.
بل إن حسني مبارك أبدى تفهمه لغزو إثيوبيا للصومال، وإنهائها لحكم اتحاد المحاكم الإسلامية الذي كان قد فرض استقراراً نسبياً في البلاد، وأدى هذا الغزو إلى عودة التطرف للصومال.
صحيح أن مصر احتفظت بصلات سرية بشيخ شريف أحمد، رئيس اتحاد المحاكم الإسلامية آنذاك، الذي جاء مصر تحت حماية الأجهزة الأمنية المصرية، حسبما قال مصدر مطلع لـ "عربي بوست".
ولكن السياسة المصرية كانت دوماً منذ عهد الرئيس عبدالناصر تميل إلى إرضاء إثيوبيا، حتى لو كان على حساب الدول والأقليات الإسلامية المجاورة، بسبب مياه النيل، وها هي مياه النيل مهددة، ولم تنفع سياسات إرضاء إثيوبيا، بل إنها أضعفت النفوذ المصري في هذه المنطقة.
لذا فإنه من الصعب أن تطلب مصر من هذه الدول الآن التعاون معها ضد أديس أبابا، خاصة أن أريتريا أبرمت اتفاق سلام مع إثيوبيا، والصومال تعاني من أزمات داخلية.
التفكير في قصف السد من بعيد
الاكتفاء بقصف السد دون التورط في معركة على الأرض، قد يكون خياراً أنسب من الحرب الشاملة من وجهة نظر البعض.
ولكن من الناحية العسكرية قصف السدود عملية معقدة، تحتاج لذخائر متطورة، ويزيد من تعقيد الغارة المحتملة بُعد المسافة.
كما أن إثيوبيا أعلنت عن شراء صواريخ مضادة للطائرات، والصواريخ الباليستية من إسرائيل لحماية السد.
ولكن أصبح امتلاك مصر لطائرات رافال الفرنسية، يتيح لها إمكانية قصف السد، رغم وجود مخاطر في ظل قلة عدد الطائرات المصرية التي تستطيع الوصول لإثيوبيا.
كما أن قصف القاهرة لسد النهضة يحتاج مرور مقاتلاتها عبر الأجواء السودانية، وقد تنتقم إثيوبيا من السودان، وفي هذه الحالة ستحتاج الخرطوم لدعم عسكري مصري واسع النطاق لسد الفجوة في القوة مع إثيوبيا التي هي في صالح الأخيرة.
ولكن تبقى أكبر مشكلة بالنسبة لهذا الخيار تتمثل في الردود الدولية والإفريقية المتوقعة، كما أن تدمير السد قد يثير عداء الشعب الإثيوبي، ويقوي سلطة آبي أحمد وقد يطلق ردود فعل غير متوقعة من أديس أبابا تجاه ميل النيل.
فسيظل النيل يأتي من إثيوبيا حتى لو تم تدمير السد، وقد تثأر أديس أبابا بتلويث أو منع مياه النيل التي تأتي لمصر.
كما أن من شأن هذه العملية إذا كانت ممكنة وقف أي احتمال لتفاوض مستقبلي بين البلدين.
تبدو تكلفة الحرب أكبر كثيراً من تكلفة نقص المياه الذي يتهدد مصر، فلا شيء أغلى من الحرب.
ولكن بين الحرب والمفاوضات هناك خيارات أخرى يمكن أن تلجأ إليها مصر، قد تكون أقل تكلفة ولا تقل كثيراً في الفاعلية.