عندما تظهر أو تتطور الخصائص الجنسية للبلوغ، قبل المعتاد يكون ذلك هو البلوغ المبكر، وهو يحدث بسبب اضطراب هرموني يؤثر على نوعية حياة الطفل الذي يعاني منه، مما يؤثر أيضاً على تكيفه النفسي والاجتماعي.
البلوغ المبكر هو ظهور أي من الصفات الجنسية الثانوية قبل العمر الطبيعي (يعتبر العمر الطبيعي بعد 8 سنوات للفتيات و 9 سنوات للبنين)، إذ تحفز الهرمونات التي تفرزها الغدة النخامية المبايض أو الخصيتين لصنع هرمونات جنسية.
في معظم الحالات، يكون السبب غير معروف ويطلق عليها طبياً حالة مجهولة السبب، حسبما ورد في تقرير نشر بموقع Infobae الأرجنتيني.
من المهم أن تفكر فيما إذا كان هناك تاريخ لتلك الحالة في العائلة (في نساء العائلة، ربما كان هناك حيض قبل سن العاشرة، ولكن عند الرجال يكون الأمر أكثر غموضاً ويصعب التحقق منه).
في حالات أخرى أقل انتشاراً، يحدث البلوغ المبكر نتيجة "ضربات أو هجمات" تؤثر على المخ و/ أو الغدة النخامية، والتي تشكّل، في معظمها، جزءاً من التاريخ السريري للمرضى.
علامات يجب أن تؤخذ في الاعتبار
أول تغيير جسدي يدل على البلوغ عند الفتيات هو ظهور ونمو الثدي، وفي بعض الأحيان يبدأ في جانب واحد.
بينما يكون التغيير الجسدي الأول لدى الفتيان هو نمو الخصيتين في حجم أكبر من 4 مليلتر (أكبر تقريباً من حجم حبة الزيتون).
في بعض الحالات، يمكن أن تكون هذه التغييرات مصحوبة بنمو شعر العانة و/ أو ظهور رائحة للعرق.
بعد ذلك، يتجلى تسارع النمو أيضاً مبكراً مع النضج المبكر لصفائح النمو.
لذلك، يجب في حالة الأطفال الذين تظهر لديهم أي من علامات التطور الجنسي المبكر هذه استشارة طبيب الأطفال.
سيوصي طبيب الأطفال بالتشاور مع أخصائي الغدد الصماء للأطفال، الذي سيقيم وظائفها لتحديد نوع البحث المطلوب ثم علاج الحالة أو متابعتها.
الاكتشاف المبكر مهم للغاية
يُعدُّ اكتشاف هذا الاضطراب مبكراً أمراً ضرورياً للحصول على أقصى فائدة للعلاج في وقف زيادة النمو الجنسي.
وفقاً لما ذكرته أناليّا فريري، طبيبة الأطفال وأخصائية الغدد الصماء للأطفال: "تحدث مظاهر البلوغ المبكر بشكل أساسي في جانبين: نفسياً وجسدياً".
وتابعت فريري: "من ناحية، قد يتأثر الأطفال في تكيُّفهم النفسي والاجتماعي بسبب النمو الجسدي غير المناسب لأعمارهم والذي يُظهرهم مختلفين عن أقرانهم".
وأضافت: "يرتبط ذلك بالنضوج المبكر لصفائح النمو الناجم عن الزيادة في الهرمونات الجنسية، والتي تنتج طفرة في النمو في وقت مبكر، ويمكن أن يكتمل النمو في أقل من الإمكانية الوراثية إذا كان البلوغ قد حدث في العمر الطبيعي".
يقول الطبيب في قسم الغدد الصماء في مستشفى الأطفال الدكتور ريكاردو غوتيريز: "يُعدُّ الحصول على تشخيص دقيق وبدء العلاج مبكراً أمراً ضرورياً لعكس الآثار غير المرغوب فيها للنمو الجنسي المبكر".
وأكد أنه "إذا شُخِّص البلوغ المبكر في الوقت المناسب قبل أن تتطور الحالة أكثر من اللازم، فإن ذلك يمثل فرصة مهمة لجعل العلاج أكثر فعالية".
أشار الأخصائي إلى أنه للتشخيص، سيقوم أخصائي الغدد الصماء بإجراء العديد من الفحوص:
– تقييم التاريخ الطبي للطفل وخاصة نموه
– الفحص البدني الكامل
– الأشعة السينية لليد والمعصم الأيسر، لمعرفة العمر العظمي لتقييم نضوج العظام.
– في حالة الفتيات، يخضعن للموجات فوق الصوتية على الحوض
– تحاليل الدم لتقييم الهرمونات
– في حالة تأكيد تشخيص البلوغ المبكر، يُجرى تصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ للتأكد من عدم وجود تشوهات في الغدة النخامية.
في هذه المرحلة، يكون العلاج آمناً وفعالاً.
ما هو العلاج؟
تقول الدكتورة أناليّا: "يتكون العلاج من الحقن العضلي (في منطقة الإليتين) والذي، حسب الدواء المستخدم، يمكن أن يكون كل أربعة أو 12 أسبوعاً وما يفعله هو كبح إنتاج الهرمونات التي أنتجت ظهور التغيرات الجسدية، والتي سوف تتراجع أو تختفي".
سيمنع كبح الهرمونات تطور نمو العظام عن طريق تأجيل إغلاق صفائح النمو.
يهدف ذلك إلى تحسين تشخيص الحجم عند البلوغ من أجل الحفاظ على الإمكانات الوراثية للحجم والطول. في حالة الفتيات، سوف يؤخر العلاج ظهور الحيض حتى السن المناسبة بالنسبة للسكان.
في الختام، تلخِّص الاختصاصية: "البلوغ المبكر هو اضطراب غير شائع، لكن لديه علامات يمكن للوالدين و/ أو أطباء الأطفال اليقظين اكتشافها، ومن خلال العلاج الفعال والآمن يمكن للأطفال الاستمتاع بطفولتهم والنمو والتطور في الوقت المناسب".