ما الطرق التي سلكها آبي أحمد في الشرق الأوسط للحصول على جائزة نوبل للسلام؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/10/13 الساعة 08:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/10/13 الساعة 08:52 بتوقيت غرينتش
وقع رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد اتفاق سلام تاريخي مع الرئيس الإريتري إسياس أفورقي في سبتمبر 2018 (أ ف ب)

متموضعين أمام صورة لمؤسس المملكة العربية السعودية، في مدينة جدة، وقَّع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ورئيس إريتريا أسياس أفويرقي اتفاقية سلام أنهت عداءً بين البلدين مستمراً منذ 20 عاماً. وسمحت المبادرة الدبلوماسية هذه بإحياء الأمل بتحقيق الاستقرار في شرق إفريقيا، ومهَّدت الطريق لفوز آبي بجائزة نوبل للسلام، الجمعة 11 أكتوبر/تشرين الأول.

ومنذ أن وصل آبي للحكم في 2018، يلقى ترحيباً باعتباره إصلاحياً؛ إذ أطلق سراح آلاف السجناء السياسيين في إثيوبيا، واستحدث سلسلة من الإصلاحات السياسية تهدف إلى إتاحة مزيد من الحريات للمجتمع، من بين إجراءات أخرى. 

إضافة إلى ذلك، أثبت آبي أحمد حضوره في أنحاء مختلفة من الشرق الأوسط، وأثارت أفعاله ردود فعل سلبية وإيجابية. إليكم 5 طرق ترك بها آبي أحمد بصمته في المنطقة: 

محادثات السلام في السودان

ساهم آبي بدورٍ محوري في عام 2019، من خلال الوساطة بين الجيش ونشطاء مدافعين عن الديمقراطيين للتوصل لاتفاق سلام في السودان، البلد المحاذي لإثيوبيا.      

وساعدت جهوده على تقاسم السلطة بين المدنيين والعسكريين، وتهدئة التوترات في الفترة العنيفة التي أعقبت سقوط عمر البشير، الذي حكم السودان لفترة طويلة.  

لكن هذه ليست المرة الأولى التي يؤدي فيها آبي دور الوسيط؛ ففي عام 2018، كان له دورٌ في المحادثات بين السودان وجنوب السودان لتسوية نزاع بشأن ممر ملاحي.

سد النهضة الإثيوبي

يشكل سد النهضة الكبير الإثيوبي مصدر خلاف بين إثيوبيا ومصر منذ فترة طويلة. ويقع السد، الذي بدأت عملية بنائه في 2011، على النيل الأزرق في إثيوبيا، ويستأثر بنسبة 85% من مياه نهر النيل.  

وتعتمد مصر على 90% من احتياجاتها من المياه العذبة على النيل، وتخشى أن يخفض السد إمداداتها من مياه النيل.

وعلى الجانب الآخر، تأمل إثيوبيا أن يصبح سد النهضة حال اكتمال بنائه أكبر سد لتوليد الطاقة الكهرومائية في إفريقيا.

ووصلت المفاوضات الأخيرة بين حكومتي إثيوبيا ومصر إلى طريق مسدود، بعد أن فشلت الأخيرة في الحصول على ضمانات بأنَّ السد لن يؤثر على تدفق نهر النيل إليها.

إبعاد الإريتريين من إسرائيل

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الشهر الماضي، في تصريح صحفي، إنَّ آبي طرح فكرة ترحيل الإريتريين طالبي اللجوء إلى إسرائيل بمساعدة إثيوبيا، خلال زيارته إلى إسرائيل في وقت مبكر من العام الحالي.

ونقل نتنياهو عن آبي قوله "بإمكاني مساعدتك على إبعاد الإريتريين من خلال مشروعات مبتكرة وإعادتهم إلى بلادهم وفق شروط رائعة".

ومع ذلك، وبحسب موقع Middle East Eye البريطاني، نفى موظف في السفارة الإثيوبية في تل أبيب انخراط نتنياهو وآبي في أية محادثات عن ترحيل الإريتريين خلال زيارة الأخير.

وقال الموظف لصحيفة The Times of Israel: "لم يُثَر أي نقاش حول هذه المسألة خلال اللقاء، بل كان اللقاء عن توطيد العلاقات الثنائية".

آبي والسعودية

كان محمد حسين العمودي، رجل الأعمال والملياردير السعودي من أصل إثيوبي، من بين الذين احتجزتهم السعودية في فندق ريتز كارلتون، على خلفية اتهامات بالفساد في 2018. وأُطلِق سراح العمودي في النهاية، لكن احتجازه أثار مشكلات في إثيوبيا، حيث يعد واحداً من أهم المستثمرين.  

وأكد آبي إطلاق سراح العمودي في تغريدة على "تويتر"، وأخبر متابعيه على الموقع أنه أثار هذه المسألة شخصياً مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال زيارته إلى الرياض العام الماضي.

وتربط البلدين علاقات تعود لعقودٍ مضت، وينتقل العديد من الإثيوبيين إلى السعودية للعمل. وبالرغم من توقيع اتفاقية السلام التاريخية بين إثيوبيا وإريتريا في مدينة جدة، لا يزال من غير الواضح ما الدور الذي ساهم به السعوديون تحديداً في الوصول لهذا الاتفاق.  

مساهمة إماراتية في اتفاقية السلام الإريترية

تساند الإمارات إريتريا منذ وقت طويل، وتستضيف الأخيرة أول قاعدة عسكرية للإمارات خارج أراضيها، وميناء بحرياً تديره أبوظبي.

حين وصل آبي للسلطة، شدّد في واحدٍ من أوائل تصريحاته على أهمية السلام مع إريتريا، ودعا البلدين لتطبيق اتفاق السلام المُوقَّع تحت مظلة الأمم المتحدة في 2000، الذي تجاهلته حكومتا البلدين آنذاك.

ولتحقيق هذا، توجّه آبي في أول زيارة خارجية له إلى السعودية؛ حيث طلب من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن يخاطب الإمارات لتدفع إريتريا للجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وفي هذا الصدد، أوضحت كاميل لونز، من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أنَّ اتفاق السلام بين إثيوبيا وإريتريا يشكل أهمية بالغة للإمارات؛ إذ سيسمح لها بتعزيز قبضتها في المنطقة. 

إضافة إلى ذلك، تُواصل إثيوبيا الاعتماد بدرجة كبيرة على الإمارات، التي تستورد النسبة الأكبر من صادراتها من اللحوم.

تحميل المزيد