لماذا كان الرئيس البرازيلي أول من ألقى خطابه أمام الأمم المتحدة حتى قبل ترامب؟

عربي بوست
تم النشر: 2019/09/24 الساعة 22:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/24 الساعة 22:50 بتوقيت غرينتش
الرئيسان الأمريكي والبرازيلي/رويترز

غالباً ما تكون المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة هي اللحظة الأهم لأكبر حدث دبلوماسي دولي، حيث تثير كل تفصيلة الاهتمام، بما في ذلك فحوى خطابات القادة، وحتى إيماءاتهم، وترتيبهم، فلماذا يكون رئيس البرازيل أول من يُلقي خطابَه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة؟

إنها فرصة لرؤساء الدول للتحدث إلى المجتمع الدولي، وهي واحدة من أكثر الساحات العامة للدبلوماسية.

فعلى أي أساس تتم عملية ترتيب إلقاء خطبهم، وما هي البروتوكولات المنظمة لهذا الحدث المهم.

كيف يجلس قادة الدول في برلمان العالم؟

يترقب العالم الأسبوع الذي يبدأ في 23 أيلول/سبتمبر من كل عام، الذي يمثل بداية الموسم الدبلوماسي الدولي، عندما تقام المناقشة العامة الرفيعة المستوى، ويلقي قادة العالم خطاباتهم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي هي بمثابة برلمان العالم، رغم أن سلطاتها أقل من مجلس الأمن.

يحتل رؤساء وفود الدول مواقعهم في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة وفقاً للترتيب الأبجدي لأسماء الدول، ولكن عادة ما تحتل دولة مختلفة المقعد الأول كل عام.

ولكلِّ دولة صوتٌ واحد، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، عكس مجلس الأمن، الذي تمتلك الدول الخمس دائمة العضوية به حق النقض، المعروف باسم "الفيتو"، الذي يمنع إصدار أي قرار دون موافقة أي واحدة من الدول الخمس.

مدة الخطاب.. تقليد دائماً ما يتعرض للكسر ورؤساء الحكومات مظلومون مهما علا شأنهم 

تمنح  15 دقيقة لكل زعيم، ولكن عادة ما تُكسر هذه القاعدة، ويطول حديث العديد من القادة أكثر من ذلك.

وهذا يعني أنه إذا لم يأتِ رئيس دولة معينة فإنَّ هذا يعني أن ترتيب خطاب دولته سيتأخر.

ولكن ماذا لو كان رئيس السلطة التنفيذية ليس رئيس جمهورية أو ملكاً أو أميراً، مثل بريطانيا، حيث يقود البلاد رئيس الوزراء، أو مستشار كألمانيا.

في هذه الحالة يتأخر ترتيب الخطاب، حتى لو كان يقود دولة كبرى مثل بريطانيا أو ألمانيا.

وبطبيعة الحال يتأخر ترتيب الوزراء.

ولكن الأمر لا يخلو من صفقات

يتركز الاهتمام  باليوم الأول أو الثاني، حيث يميل الرئيس الأمريكي والرؤساء الأقوياء من الدول الأخرى إلى أن يحصلوا على الانتباه بهذه اللحظة.

لهذا السبب، هناك دائماً بعض الصفقات التي تُجرى  قبل أسبوع الجمعية العامة، يُبرمها رؤساء الوزراء من البلدان الكبيرة الذين يحاولون مبادلة أدوارهم مع رؤساء بعض الدول الصغيرة.

يحكم النقاش سلسلة معقدة من الاتفاقيات واللوائح، التي تتحكم في كل شيء، من طول الخطب إلى منع الوفود من تهنئة بعضهم البعض على خطبهم بعد ذلك.

 أول المتحدثين ليس برئيس

إن ترتيب إلقاء القادة لخطبهم يخضع لتقاليد معقدة، والمناقشة العامة أولاً، يتم الإعلان عن اجتماع المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة بناءً على دعوة من رئيس الجمعية العامة، التي هي هذا العام ماريا فرناندا إسبينوسا غارسيس، الدبلوماسية والشاعرة الإكوادورية التي انتخبتها الجمعية العامة لهذا المنصب، العام الماضي، وتنتهي مدتها في الدورة الحالية. 

ثم يتحدث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريز، حيث يقدم "تقرير الأمين العام عن أعمال المنظمة" .

لماذا يكون الرئيس البرازيلي أول من يلقي خطابه حتى قبل الرئيس الأمريكي؟

بعد ذلك تحدَّث رئيس البرازيل جير بولسانورو.

فلماذا يكون رئيس البرازيل أول من يلقي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أي رئيس آخر، بما فيهم الرئيس الأمريكي، من البلد المضيف للأمم المتحدة، وأقوى دولة في العالم.

منذ الدورة العاشرة للجمعية العامة في عام 1955 كانت البرازيل أول دولة تتحدث في الأغلب.  

هذا لأن هذه الدورات الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة، لم ترغب أي دولة غالباً في التحدث أولاً، باستثناء البرازيل.  

منذ ذلك الحين احتفظت البرازيل دائماً بالمرتبة الأولى، وهو الآن وضع مرغوب فيه، نظراً لأن المتحدث الأول عادة ما تكون لديه فرصة تحديد نغمة النقاش بعد ذلك.

 ثم يليها البلد المضيف، الولايات المتحدة، التي تكون عادة الثانية في الكلام. 

بعد الولايات المتحدة والبرازيل يصبح ترتيب المتحدثين بناء على عوامل سياسية أكثر.  

ينظر للرئيس البرازيلي على أنه شبيه لترامب/رويترز

إذ يعتمد الترتيل على مستوى التمثيل -أهمية المتحدث الذي يرسله ذلك البلد- التفضيلات الفردية وعوامل أخرى، مثل التوازن والانتشار الجغرافي، حسبما نقل موقع Quartez عن المسؤولين بالأمم المتحدة.

فترتيب جدول الخطابات أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يتم بناءً على مزيج من التقاليد والبروتوكول والتفضيلات، وقد يتغير حتى في اللحظات الأخيرة.  

وهناك حالات خاصة لبعض الدول والكيانات غير العضوة بالأمم المتحدة.

فباعتبار "الدول  غير الأعضاء" التي تحتل صفة مراقب بالأمم المتحدة كيانات معترفاً بها من قبل المنظمة الدولية، ولكن ليس كدول ذات عضوية كاملة فإن الفاتيكان والاتحاد الأوروبي ودولة فلسطين مدعوون للمشاركة في النقاش، ويتم تحديد ترتيب حديثهم حسب مستوى تمثيلهم. 

تحميل المزيد