تشارك الرئيس دونالد ترامب ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الأحد 22 سبتمبر/أيلول، المنصة في هيوستن، بولاية تكساس، في فعالية تحمل عنوان Howdy, Modi أو "مرحباً، مودي". وهذه الرحلة هي رحلة مودي الأولى إلى الولايات المتحدة منذ إعادة انتخابه في وقت سابق من هذا العام، وتأتي في الوقت الذي يتطلع فيه هو وترامب إلى تقوية الروابط والعلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والهند، كما تقول شبكة CNN الأمريكية.
وفيما كان متوقعاً أن يرحب عشرات الآلاف من الأمريكيين الهنود برئيس الوزراء داخل استاد NRG الرياضي إلى جانب مسؤولين محليين وأعضاء في الكونغرس وساسة آخرين، وقف كثيرون في الخارج للاحتجاج ضد مودي.
"يجب أن نحاسب مودي لا أن ندعمه"
تقول سارة فيليبس، الناشطة في مؤسسة AZAAD Austin: من المخزي أن نرى رئيس الوزراء الهندي يُستقبل بحرارة في المدينة التي أعرفها وأحبها تحت ستار التعددية الثقافية والإدماج، خاصةً أن مودي يؤجج مشاعر القومية الهندوسية منذ انتخابه لأول مرة عام 2014.
تضيف سارة: أنا أمريكية هندية من الجيل الثالث نشأت في مجتمع المسيحيين الهنود في هيوستن. وهاجرت جداتي إلى ولاية تكساس من ولاية كيرالا الهندية، ليعملن ممرضات في سبعينيات القرن الماضي واستقر بهن المقام في هذه المدينة جنباً إلى جنب مع عائلات هندية مهاجرة أخرى.
ومجتمع جنوب آسيا في تكساس متعدد الأديان والأعراق. ونحن أشخاص من الطبقة العاملة ولا نحمل وثائق. وترجع أصول عائلاتنا إلى بلدان مختلفة في جنوب آسيا، وكذلك إلى إفريقيا ومنطقة الكاريبي. ونحن جزء من السبب في أن هيوستن معروفة بأنها واحدة من أكثر المدن تنوعاً في أمريكا.
تضيف سارة: بدلاً من أن ندعم مودي، يجب أن نحاسبه على انتهاكات حقوق الإنسان المروعة التي تحدث في أرجاء الهند، وخاصة في كشمير الآن.
انتهاكات مودي ليست في كشمير فقط
يُذكر أن حكومة مودي ألغت الوضع الخاص لكشمير في الخامس من أغسطس/آب الماضي، وانقطعت الاتصالات من حينها، وظهرت تقارير عن مداهمات عشوائية واعتقالات وتعذيب. وفي ولاية آسام في شمال شرق الهند، يوجد 1.9 مليون شخص، كثير منهم من المسلمين والنساء والفقراء، معرضون لفقد حقوق مواطنتهم.
فمنذ تولِّي مودي السلطة، واجه الداليت، الذين عانوا طويلاً من التمييز الطبقي، والأقليات الدينية مستويات عالية من الاضطهاد. إذ يصدر المدافعون عن حقوق الإنسان تقارير تفيد بزيادة الخطابات التي تحض على العنف الغوغائي من جماعات "حماية البقر" التي تستهدف المسلمين والأقليات الأخرى. ومن المحزن أيضاً أن نرى إخواننا المسيحيين في الهند يواجهون العنف والتمييز، بالنظر إلى تاريخنا الطويل هناك، تقول سارة.
وبحسب سارة، يتسق كل هذا مع أجندة مودي القومية اليمينية الهندوسية المتطرفة، التي تسعى إلى إعطاء الأولوية لحقوق الهندوس وتقليص حقوق الآخرين. ويحرض مودي وحزبه الحاكم على الكراهية والعنف والتمييز ضد الأقليات الدينية والمهمشين في جميع أنحاء الهند، الذين من بينهم الداليت والمسلمون والسيخ والمسيحيون.
خطابات مودي لا تختلف كثيراً عن خطابات ترامب
ولا بد أن هذه الاستراتيجية تبدو مألوفة، لأن القومية الهندوسية تشبه شكلاً آخر من أشكال الكراهية التي نواجهها منذ فترة طويلة هنا في الولايات المتحدة: وهي تفوق العرق الأبيض. يرغب المؤمنون بتفوق البيض في هذا البلد في طرد فئات المهاجرين من السود والسكان الأصليين والمهاجرين غير البيض من الولايات المتحدة. وخطابات الرئيس ترامب وسياساته، من الجدار الحدودي إلى حظر المسلمين، متجذرة في أيديولوجية تفوق العرق الأبيض.
تقول سارة: هذا هو السبب الذي ينبغي من أجله أن نعارض مودي وترامب ونرفض كل من القومية الهندوسية وتفوق العرق الأبيض. لا يستطيع الأمريكيون الهنود، على وجه الخصوص، الاحتجاج على سياسة فصل العائلات وحظر المسلمين في ظل إدارة ترامب، بينما يدعمون خطاب حكومة مودي المعادي للمسلمين أو الداليت في الهند. في الواقع، أبرزت فعالية "مرحباً مودي" النفاق في مجتمعي مجدداً. وإذا كنا متمسكين بالقبول والتحرر تمسكاً فعلياً، فليس من الممكن أن نحتفي بزعيم يدعم كراهية الإسلام والفصل العنصري.
تضيف الناشطة سارة: لقد بلغتُ سن الرشد في وقت تتصاعد فيه الفاشية والقومية العِرقية في جميع أنحاء العالم. إن ترامب ومودي وجهان لعملة واحدة، وكلاهما زعيم استبدادي يروع وينبذ الفئات المهمشة، ويرهب الصحافة الحرة، ويدعم الأخبار والدعاية الزائفة للتغطية على فظائعه.
لم يكن سكان هيوستن من جنوب شرق آسيا ليصمتوا، مطلع هذا الأسبوع، ويقبلوا ببساطة مشهد مودي وترامب وهما يتحدثان معاً على المنصة. سننضم إلى المحتجين من جميع الخلفيات والديانات لإرسال رسالة إلى الناس في جميع أنحاء العالم، ومن بينهم شعب كشمير، وهي أننا لن نحتفي أو نرحب بأولئك الذين ينتهكون حقوق الإنسان هنا في البلد الذي نعيش فيه أو في بلداننا الأصلية. نحن نقدم خطاباً مختلفاً: خطاباً يقوم على تحرير جميع الناس، من هيوستن إلى كشمير.