اختار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المبعوث لشؤون تحرير الرهائن بوزارة الخارجية روبرت أوبراين مستشاراً جديداً للأمن القومي خلفاَ لجون بولتون المُقال، فمن هو أوبراين؟ وما هي مؤهلاته ودلالات تمتعه بثقة ترامب للمنصب الذي لا يحتاج لتصديق مجلس الشيوخ؟
من هو أوبراين؟
ولد أوبراين في مدينة لوس أنجلوس، وتخرج عام 1991 في كلية القانون بجامعة كاليفورنيا في مدينة بيركلي، وعمل خلال مشواره المهني في عدد من شركات المحاماة.
وعمل محامياً لدى مجلس الأمن الدولي في جنيف بين أعوام 1996-1998، وقبل عمله كمتخصص في الرهائن، ساعد أوبراين وزارة العدل الأمريكية في مبادرتها الإصلاحية في أفغانستان، حيث أشرف على تدريب القضاة والمحامين هناك، من خلال عمله في وزارة الخارجية كمستشار قانوني، وهو أيضاً مؤسس ومدير شركة محاماة في لوس أنجلوس.
وبين عامي 2005-2006، شغل أوبراين منصب نائب المبعوث الأمريكي الدائم لدى الأمم المتحدة جون بولتون، ما يعني أنه عمل لفترة مع سلفه المقال، وكان ذلك أثناء تولي كوندوليزا رايس وزارة الخارجية في إدارة جورج بوش الابن.
وفي 2008-2011، كان أوبراين عضواَ في اللجنة التشاورية للإرث الثقافي التابعة للحكومة الأمريكية، كما عمل مستشاراَ لدى المرشحين للرئاسة الأمريكية، ميت رومني، وسكوت ووكر، وتيد كروز، وخدم في الجيش الأمريكي برتبة رائد في القوات البرية، وعمل أيضاً في وزارة الخارجية أثناء إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.
وتم تعيينه عام 2018 مبعوثاً لشؤون تحرير الرهائن، وفي هذا المنصب، قدم المشورة للقيادة الأمريكية العليا في قضايا الرهائن والمعتقلين الأمريكيين، وأيضاً عمل على تطوير استراتيجية استرداد الرهائن وتنفيذها في الولايات المتحدة.
شخصية غير جدلية
ينظر الكثيرون داخل إدارة ترامب لتعيين أوبراين على أنه "الخيار الأكثر أمناً" في وقت لا ينقص فريق الأمن القومي الإثارة والدراما في ظل عام الانتخابات الرئاسية، بحسب مسؤول أمريكي رفيع المستوى تحدث لصحيفة واشنطن بوست دون ذكر اسمه، قائلاً: "إنه يتمتع بعلاقات طيبة مع الجميع، هو ألطف شخص على وجه الكوكب".
هذا الوصف يتعارض بشكل واضح مع التركيبة الشخصية لسلفه بولتون الذي اشتهر بأسلوبه الحاد والتصادمي في الإدارة، وعدم إعطاء الفرصة لأحد في أن يختلف معه في الرأي.
ضمان أصوات طائفة المورمون
ينتمي المستشار الأمريكي الجديد للأمن القومي إلى طائفة المورمون المسيحية، وبعد أدائه اليمين الدستورية في منصبه الجديد، سيصبح أوبراين أكبر مسؤول أمريكي ينتمي إلى هذه المجموعة الدينية في الولايات المتحدة.
وكان المورمون أظهروا تشككاً نحو ترامب في الانتخابات الماضية، وبالتالي من المرجح أن يساهم تعيين أوبراين في ضمان تصويتهم لترامب العام المقبل، وخصوصاً في الولايات التي يتركزون فيها خصوصاً أريزونا، بحسب تقرير واشنطن بوست، وكان أوبراين قد تحول من الكاثوليكية إلى المورمون وهو في العشرينيات من عمره.
غير محبوب في السويد
في وقت سابق من العام الحالي غرّد ترامب مستشهداً بجملة أن شخصاً ما وصفه (أي وصف ترامب) بأنه "أعظم مفاوض رهائن أعرفه في تاريخ الولايات المتحدة". لم يقل ترامب من الذي وصفه، لكن سكرتيرة الإعلام في البيت الأبيض وقتها سارة ساندرز قالت إنه غالباً يقصد أوبراين.
وكان أوبراين قال في وقت سابق إن ترامب "ناجح بصورة غير مسبوقة" في إعادة الرهائن للوطن.
وهذه الواقعة تحديداً جعلت أوبراين لا يتمتع بسُمعة جيدة، فقد زار ستوكهولم مؤخراً حيث كانت تتم محاكمة مغنٍّ أمريكي يدعي أساب روكي واثنين من زملائه بتهمة الاعتداء في السويد.
وأثارت فكرة ظهور مبعوث ترامب للرهائن في بلد حليف قبل محاكمة من هذا النوع السخرية والغضب، فبعد أن أطلقت محكمة سويدية سراح المتهمين، قبل أن يصدر الحكم عليهم لاحقاً بعد ثبوت أنهم مذنبون، اعتبر أوبراين أن قرار المحكمة يعتبر "ليلة جيدة جداً للولايات المتحدة ولمملكة السويد".
وأثارت تصريحاته معارضة غاضبة في السويد، واعتبروا أن محاولات ترامب للتأثير على استقلال القضاء السويدي تعكس عدم احترام الرئيس للقوانين وجهله بشؤون حلفائه الأجانب، أما ترامب فقد علق بأن أوبراين كان سعيداً للغاية بعد إطلاق سراح روكي.