ليس أمامه إلا انتخابات مبكرة.. معركة جونسون والبرلمان تهدد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

عربي بوست
تم النشر: 2019/09/04 الساعة 09:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/04 الساعة 12:12 بتوقيت غرينتش
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في البرلمان - رويترز

الهزيمة التي تعرّضت لها حكومة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في مجلس العموم بعد التصويت على مذكرة تهدف لمنع بريكست دون اتفاق بنهاية أكتوبر/تشرين المقبل، فتحت الباب أمام جميع الاحتمالات رغم ضيق الوقت، فما السيناريوهات المتوقعة، وما الخطوات التي لا تزال متاحة أمام الطرفين؟

ماذا يعني التصويت ضد بريكست دون اتفاق؟

تعرّض جونسون، أمس الثلاثاء 3 سبتمبر/أيلول، لهزيمة مؤلمة في البرلمان، إذ وافق مجلس العموم على مذكرة ترمي إلى تأجيل الخروج المقرر لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، من دون اتفاق.

وأقرّ مجلس العموم النصّ بأغلبية 328 صوتاً مقابل 301، وكان لافتاً تصويت 21 نائباً محافظاً على المذكرة، متمرّدين في ذلك على رغبة جونسون، الذي تعهّد بإخراج المملكة من الاتحاد باتفاق أو من دونه، في نهاية الشهر المقبل. 

مجلس العموم البريطاني

التصويت يعني أن البرلمان أصبح في موقف أقوى الآن وارتفعت احتمالات تمكّنه بالفعل من منع جونسون من تحقيق رغبته المعلنة، وهي مغادرة الاتحاد الأوروبي في الموعد المحدد 31 أكتوبر/تشرين حتى لو لم يتم التوصل لاتفاق، وهو الاحتمال الأقرب حتى الآن.

ماذا يمكن لجونسون أن يفعل؟

قال جونسون عقب خسارته التصويت الحاسم بشأن بريكست، إن حكومته ستطرح للتصويت اليوم الأربعاء 4 سبتمبر/أيلول اقتراحاً يطلب من البرلمان السماح بإجراء انتخابات مبكرة.

هذه الخطوة ربما تبدو إقراراً من جونسون بالهزيمة، وبالتالي العودة لأصحاب القرار أي الشعب كي يقرروا بأنفسهم الخطوة المقبلة من خلال صندوق الانتخابات، لكن البعض يرى أنها "خدعة" حتى يتمكن من تنفيذ ما يريده وهو الخروج دون اتفاق، لكن كيف ذلك؟

الخُدعة

في حال دعم حزب العمال لمقترح جونسون إجراء انتخابات مبكرة، يرى توني بلير أن ذلك سيطلق يد رئيس الوزراء في أن يغير موعد تلك الانتخابات إلى ما بعد الموعد النهائي لمغادرة الاتحاد الأوروبي، وأطلق بلير على تلك الخطوة "خدعة الفيل".

وجهة نظر بلير تقوم على أن إجراء انتخابات عامة مبكرة وسط الجدل الدائر بشأن بريكست لن يكون في صالح أنصار المغادرة دون اتفاق؛ لأن جونسون يسعى لخلط الأمور من خلال استغلال تدني شعبية رئيس حزب العمال الحالي جيريمي كوربين حتى بين أنصاره، وبالتالي لابد أولاً من حسم قضية بريكست بمعزل عن أي مؤثرات سياسية أخرى.

توني بلير – رويترز

كثير من أعضاء حزب العمال يتفقون مع تقييم بلير للموقف، خصوصاً أن جونسون أقدم على خطوة مشابهة بالفعل وهي تعليق عمل البرلمان في سابقة لم تحدث من قبل، ما أدى لانفجار معارضيه في البرلمان والشارع.

لذلك حذر كوربين نفسه جونسون بعد تصويت أمس الثلاثاء أن حزبه (العمال) لن يدعم مقترح إجراء انتخابات مبكرة إلا في حالة واحدة وهي التصويت بشكل نهائي على وقف أي احتمال لمغادرة الاتحاد الأوروبي دون اتفاق.

ماذا يمكن للبرلمان أن يفعل الآن؟

بعد تصويت الأمس، يمكن للبرلمان أن يصوّت اليوم على مشروع قانون يجبر الحكومة على عدم مغادرة الاتحاد الأوروبي دون اتفاق ويفتح الموعد النهائي حتى 31 يناير/كانون الثاني المقبل، وفي حالة إقراره -وهو المتوقع- يتم التصويت عليه غداً الخميس في مجلس اللوردات، ومن ثم تصدّق عليه الملكة يوم الإثنين 9 سبتمبر/أيلول، وهو آخر يوم قبل نهاية الدورة البرلمانية الحالية.

في هذه الحالة، سيكون هناك احتمالان: الأول هو أن يوافق الاتحاد الأوروبي على مد مهلة التفاوض للوصول لاتفاق حتى نهاية يناير المقبل، والاحتمال الثاني هو أن يرفض الاتحاد الأوروبي وفي هذه الحالة ستظل بريطانيا عضواً في الاتحاد الأوروبي، وربما ينتهي الأمر بإلغاء فكرة بريكست من أساسها أو الدعوة لإجراء استفتاء آخر حول القضية.

تحميل المزيد