يبدو أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ستظل في منصبها حتى الانتخابات العامة عام 2021، بعد أن نجا التحالف الحاكم حالياً من فخ حزب اليمين في انتخابات ولايتين كان من المتوقع أن تتسبب في زلزال يطيح بتحالف ميركل، لكن لماذا تعد النتائج أخباراً جيدة للاجئين السوريين في البلاد؟
ماذا حدث؟
أظهرت النتائج الأولية احتفاظ حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تنتمي إليه ميركل بالمركز الأول في ساكسونيا رغم تراجع التأييد 7.4 نقطة مئوية عن انتخابات 2014 إلى 32٪ بينما حل حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف في المركز الثاني.
وفي ولاية براندبيرغ المحيطة بالعاصمة برلين، تشبث الحزب الديمقراطي الاشتراكي بالمركز الأول في الولاية التي يديرها منذ إعادة توحيد ألمانيا عام 1990 مسجلاً 27.2٪ من التصويت بينما سجل حزب البديل من أجل ألمانيا 22.8٪، وفقاً للنتائج الأولية، بحسب رويترز.
ماذا يعني ذلك؟
كان حزب البديل قد استغل غضب الناخبين بشأن اللاجئين وخطة مزمعة لإغلاق مناجم الفحم في ولايتي ساكسونيا وبراندبيرغ ليصور نفسه وريثاً للمتظاهرين الذين كانوا سبباً في سقوط جدار برلين قبل ثلاثة عقود.
لكن التراجع في حصة حزبي التحالف الحاكم من الأصوات لم يكن بالدرجة الكبيرة التي خشيها الحزبان في السابق، لذلك تخفف هذه النتائج من بعض الضغوط عن الائتلاف الذي تقوده ميركل.
ما هي أهمية تلك الانتخابات؟
ترجع أهمية هذه الانتخابات إلى أنها المرة الأولى في تاريخ ألمانيا التي يقترب فيها حزب معارض من الفوز في انتخابات الولايات على خلفية سياسات معارضة تماماً لسياسات الحزب الحاكم، ولو كان حزب البديل اليميني المتطرف حقق الفوز في الولايتين، كان من المؤكد انهيار التحالف الحاكم وتوجه البلاد لانتخابات عامة مبكرة، وهو ما كان يتوقعه كثير من المحللين، بحسب تقرير لموقع يورونيوز قبل الانتخابات.
ما هي علاقة اللاجئين بانتخابات محلية؟
قضية اللاجئين السوريين هي القضية الرئيسية التي يستغلها اليمين المتطرف الذي يمثله حزب البديل من أجل ألمانيا كي يحصل على أغلبية الأصوات ويتولى الحكم في البلاد، فالمعروف أن ميركل هي من فتحت الباب لاستقبال اللاجئين السوريين الهاربين من جحيم الحرب التي يخوضها نظام الرئيس بشار الأسد وحلفاوه للبقاء في الحكم منذ نحو ثماني سنوات.
واستقبلت ألمانيا النسبة الأكبر من السوريين اللاجئين إلى أوروبا، وهو ما استغله اليمين المتطرف لتحقيق شعبية كبيرة بين أتباعه من خلال التحريض على اللاجئين، وبالتالي فوز اليمين المتطرف في الانتخابات يعني ببساطة طرد اللاجئين والتضييق عليهم، بينما وجود ميركل (التي استقالت من قيادة الحزب المسيحي الديمقراطي وستغادر منصبها عام 2021) يعني الحد الأدنى من الاستقرار لهؤلاء اللاجئين.
في ضوء تلك المعطيات، تأتي نتائج انتخابات ساكسونيا وبراندبيرغ كأنباء طيبة لميركل وتحالفها وللاجئين، بينما تعد مخيبة للآمال بالنسبة لحزب البديل اليميني، بحسب مراسل بي بي سي في ألمانيا.
فهكذا سيستمر التحالف الحاكم حتى موعد الانتخابات الفيدرالية العام بعد القادم بعد أن ابتعد شبح تصدع ذلك التحالف والدعوة لانتخابات عامة، وهذه بالطبع أنباء جيدة للاجئين بشكل عام.
استقبلت ألمانيا منذ عام 2015 أكثر من 780 ألف لاجئ سوري في بداية "سياسة الترحيب" التي انتهجتها ميركل، لكن الأمور تغيرت كثيراً منذ عام 2016 نتيجة لبعض الأحداث الفردية التي استغلها حزب البديل اليميني الشعبوي في التحريض على المهاجرين بشكل عام وفي القلب منهم السوريون، مما أدى لتراجع شعبية ميركل واضطرها لإعلان استقالتها.