التحرك الهندي المفاجئ بإلغاء الوضع الخاص لإقليم كشمير المتنازع عليه، وحذف المادة التي تنصُّ على ذلك من الدستور، ربما يؤدي لاشتعال حرب رابعة مع جارتها باكستان، فما هي الأوراق التي يمتلكها كل طرف، وما هو الوضع على الأرض الآن في كشمير؟
تحركات باكستانية
رئيس وزراء باكستان حدَّد الخطوات التي تتخذها إسلام آباد لمقاومة قرار الهند، وحذَّر من أن الخطوة الهندية مقدمة للقيام بعمليات "تطهير عرقي" في الإقليم ذي الأغلبية المسلمة.
خان أعلن أنه يريد أن "يخبر العالم" بشأن تبعات القرار الذي اتَّخذته نيودلهي، الإثنين 5 أغسطس/آب: "من خلال مجلس الأمن الدولي، ونحن ندرس ذلك الآن، سوف نثير القضية في الجمعية العمومية للأمم المتحدة (سبتمبر/أيلول المقبل).. سوف نتحدَّث مع رؤساء الدول في كل منتدى، وسوف نثير الأمر إعلامياً، وسوف نخبر العالم بأسره"، وذلك أمام البرلمان في إسلام آباد أمس الثلاثاء.
وأضاف خان أنَّه يعتقد أن إلغاء الهند لمادةِ الوضعِ الخاص من الدستور (المادة 370 من دستور الهند) ستسمح لحكومة نيودلهي بالسعي لتغيير التركيبة السكانية في الإقليم ذي الغالبية المسلمة: "أخشى أن يقوموا الآن بالتطهير العرقي في كشمير"، حسبما أفادت بي بي سي.
وأضاف: "سوف يقومون بترحيل السكان المحليين من منازلهم ومناطقهم، ويأتون بآخرين ليحلوا محلهم، كي يغيروا الأغلبية، حتى لا يصبح السكان الأصليون المتبقون عبارة عن عبيد" .
اتصالات بالدول الإسلامية
في نفس السياق أجرى خان اتصالاتٍ برئيس وزراء ماليزيا والرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقيادة المملكة العربية السعودية، لمناقشة الخيارات المطروحة في مواجهة التصرفات الهندية، وضمان تأييد الدول الإسلامية لموقف باكستان، الساعي لضمِّ الإقليم ذي الأغلبية المسلمة.
وفي هذا السياق، أعربت منظمة التعاون الإسلامي أمس الأول الإثنين، عن "القلق البالغ إزاء تدهور الوضع في جامو وكشمير التي تحتلها الهند" .
وأشارت المنظمة إلى "انتهاكات هندية" في أعقاب إعادة نشر قوات شبه عسكرية إضافية في الولاية.
ووفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية، أعربت المنظمة عن حزنها لـ "وقوع المزيد عن الإصابات في صفوف المدنيين"، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل لإيجاد حل سلمي للنزاع وإجراء استفتاء حر ونزيه.
ماذا تريد الهند؟
صحيح أن القرار الهندي جاء بشكل مباغت وفوري، لكن الاستعدادات الحكومية قبل الإعلان وشَتْ بأن نيودلهي تخطط للإلغاء منذ فترة.
فقد أفادت وسائل الإعلام المحلية بأن الحكومة الهندية نشرت 35 ألف جندي إضافي في كشمير، الأسبوع الماضي، وأن الحكومة أوقفت فجأة حج الهندوس إلى كشمير، وأجلت السياح من هناك، وقال مسؤولون بالجيش، يوم الجمعة 2 أغسطس/آب، إن لديهم معلومات استخباراتية تفيد بأن مسلحين مقيمين في باكستان يخططون لشنِّ هجوم على الحجاج الهندوس، أثناء سفرهم إلى المنطقة.
التصرفات الهندية على الأرض تشير إلى أن ما صرَّح به خان حول "التطهير العرقي" وتغيير التركيبة السكانية للإقليم ربما يكون هو بالتحديد ما تخطط نيودلهي للقيام به، في ظل حكومة ناريندرا مودي الهندوسية القومية.
الوضع الآن على الأرض
ما يؤكد النوايا الهندية هو الإغلاق الكامل للإقليم منذ الإثنين، وذلك عن طريق قطع الاتصالات ومنع وسائل الإعلام من تغطية ما يجري في الجزء الذي تسيطر عليه الهند، إضافة لفرض حظر التجول، وهو ما يثير المخاوف من وقوع مجازر على الأرض، في ظلِّ الاحتجاجات الشعبية المتوقعة رفضاً للقرار الهندي بإلغاء الحالة الخاصة للإقليم.
من جانبها، أعلنت قيادة الجيش الباكستاني، أمس الثلاثاء، أنَّ الجيش "يقف بحزم" إلى جانب سكان إقليم كشمير، وبحسب تغريدة للمتحدث العسكري عاصف غفور، فإن قائد أركان الجيش الجنرال قمر باجوا صرَّح بأن الجيش الباكستاني يدعم بحزم الكشميريين في كفاحهم العادل حتى النهاية، بحسب صحيفة
الموقف إذن يُنذر بخروج الأمر عن السيطرة، وربما يؤدي لوقوع حرب بين الهند وباكستان، ستكون هي الرابعة، حيث اندلعت الاحتجاجات بالفعل في جميع أنحاء باكستان وهتف المتظاهرون في عاصمة الجزء الذي تسيطر عليه باكستان في كشمير -على بعد 45 كم فقط من الحدود غير الرسمية- قائلين: "تسقط الهند" وتعهَّدوا بمواجهة القرار.