على الرغم من اللقاءات والتصريحات التي خرجت من زعيم كوريا الشمالية بشأن برنامجه الباليستي، فإن بيونغ يانع تعمل على تطوير غواصة صواريخ باليستية جديدة تعمل بالديزل والكهرباء، على الرغم من القمة الأخيرة بين الزعيمين.
وحسبما أفادت صحيفة Wall Street Journal الأمريكية، أكّد كين هاك يونغ، المشرّع الكوري الجنوبي، تلك المزاعم، بناء على تقارير استخباراتية قدَّمها مسؤولون بوزارة الدفاع الكورية الجنوبية، الأسبوع الماضي. ووفقاً للصحيفة، أظهرت صور الأقمار الصناعية التي عرضها مسؤولون باستخبارات كوريا الجنوبية نقل كوريا الشمالية للرجال والمعدات إلى ميناء سينبو، حيث يُعتقد أنَّ الغواصة تحت الإنشاء، بحسب مجلة National Interest الأمريكية
هل خالفت كوريا اتفاقها مع ترامب؟
وعلى الرغم من هذا التطور الجديد، فإن بعض الخبراء في كوريا الجنوبية يعتقدون أنه من السابق لأوانه التنكُّر للاتفاق بين ترامب وكيم.
وقال يانغ يوك، كبير محللي الدفاع بمنتدى الدفاع والأمن الكوري، لصحيفة Wall Street Journal: "من السابق لأوانه أن نقول إن كانت كوريا الشمالية قد خالفت أو تنكّرت لاتفاقية سنغافورة لنزع السلاح النووي"، بحسب الصحيفة الأمريكية.
وأضاف: "ولكن أظهرت صور الأقمار الصناعية بالفعل دلائل كافية، تُثبت أن كوريا الشمالية لم تتخلّ عن برنامجها للصواريخ الباليستية التي تُطلَق من الغواصات".
ولا تعتبر غواصة الصواريخ الباليستية الكورية الشمالية والصواريخ الباليستية التي تُطلق من الغواصات تطورات جديدة، فقد ظلَّ خبراء الحدِّ من التسلُّح يتابعون تطورات بيونغ يانغ على مرِّ السنوات.
هنا صنعت الغواصة
وفي أواخر العام الماضي 2018، بدا أن صور الأقمار الصناعية، التي حلَّلها موقع 38 North المعني بشؤون كوريا الشمالية، تشير إلى أن عملية إنشاء غواصة صواريخ باليستية جديدة تجري على قدم وساق في مرفأ سينبو الجنوبي. وأظهرت الصور ما بدا أنه أجزاء من هيكل الضغط الداخلي لما قد يكون غواصة الصواريخ الباليستية Sinpo-C، التي تعمل بالديزل والكهرباء.
وقد تكون الغواصة تكميلية لغواصة الصواريخ الباليستية التجريبية الحالية من طراز Sinpo، والتي استخدمت لاختبار قدرات كوريا الشمالية على إطلاق الصواريخ الباليستية من الغواصات.
وذكر تحليل 38 North: "أظهرت صور يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني، جسمين دائريين كبيري الحجم، قد يكونان أجزاء من هيكل الضغط الداخلي للغواصة".
وأضاف التحليل: "يبلغ قطر الجزء الأول حوالي 7.1 متر، بينما يبدأ قطر الجزء الثاني من حوالي 7.1 متر ويتقلص إلى حوالي 6.1 متر. ويحتوي الجزء الأكبر على ما بدا أنه عمودين متقاطعين داخليين، يمكن استخدامهما لدعم سطح الغواصة أو المعدات الداخلية".
وتشير تحليلات 38 North إلى أن غواصة الصواريخ الباليستية الجديدة، التي يطلق عليها Sinpo-C، أكبر بعض الشيء من غواصات كوريا الشمالية من طراز Romeo، التي طوَّرها الاتحاد السوفيتي ضمن مشروع 633 خلال خمسينات القرن الماضي، وتعمل بالديزل والكهرباء. وتمتلك كوريا الشمالية 20 غواصة قديمة في أسطولها من طراز Romeo.
أكبر سفينة لكوريا الشمالية
كما ذكر أنكيت باندا في مجلة The Diplomat في ذلك الوقت، فإن إزاحة المياه الناتجة عن غمر الغواصة Sinpo-C، قد تبلغ أكثر من 2,000 طن، وسوف تكون على الأرجح أكبر سفينة شُيِّدت على الإطلاق للبحرية الكورية منذ فرقاطات الطراز Najin.
ومن المرجح أن تكون كلتا الغواصتين Sinpo-B (الطراز Gorae) وSinpo-C مشتقتين عن تقنية الغواصة الروسية القديمة، المشتقة بدورها من الغواصة الألمانية XXI، التي ترجع إلى حقبة الحرب العالمية الثانية.
وذكر تحليل موقع 38 North: "الوجود المستمر لهذه العناصر يشير إلى استمرار اختبارات إطلاق الصواريخ الباليستية من الغواصات. وإذا كان الأمر صحيحاً، ستكون استمراراً لحملة اختبارات القصف التي وردت أخبارها خلال شهر يوليو/تموز من ذلك العام. وبغضّ النظر عن ذلك، ينبغي أن نتوقع المزيد من اختبارات الإطلاق والقصف في المستقبل لمزيد من التطوير لصواريخ Pukguksong-1، وPukguksong-3، أو غيرها من الصواريخ الباليستية التي تُطلق من الغواصات. وستكون هذه الاختبارات مفيدة أيضاً للتحقق من أنظمة إطلاق الصواريخ للفئة الجديدة من غواصات الصواريخ الباليستية".
ولا يبدو أن الغواصة Sinpo-B جاهزة للعمل أو الاشتباك، من الواضح أنها منصة اختبار الصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات، Pukguksong-1، ومجموعة أخرى من الصواريخ. ومن الواضح أن بيونغ يانغ تواصل اختبارات الإطلاق والقصف بمنشأة ساحلية بالقرب من حوض بناء السفن، حيث يتم تشييد الغواصة Simpo-C.
إضافة جديدة لكوريا
وعلى الرغم من أن غواصة الصواريخ الباليستية Sinpo-C الجديدة وصواريخها ليست الأحدث تماماً في تلك الفئة، مقارنة بغواصات الصواريخ الباليستية بالرؤوس النووية الأمريكية أو الروسية من طراز Ohio أو Borei، ستمثِّل إضافة غواصات نووية زيادة كبيرة في قدرة الترسانة النووية الكورية الشمالية على البقاء، مع توافر تلك الغواصات بأعداد كافية.
سوف يتعيَّن على القوات الكورية الجنوبية والأمريكية الاعتماد على غواصات إضافية للعثور على المقاتلات الكورية الشمالية وتتبعها. خاصة أن السفن تعقّد مشكلة التتبع والاستهداف للولايات المتحدة وحلفائها.
وفي النهاية، لا تعد أي من Sinpo-B أو Sinpo-C سفناً حربية مبهرة، ولكن المثير للإعجاب أن تتمكن دولة فقيرة ومتخلفة تقنياً بقدرات صناعية بدائية من تطوير وبناء غواصة صواريخ باليستية خاصة بها. ينبغي أن يكون ذلك تذكيراً لنا بأن كوريا الشمالية قد لا تكون خصماً ضعيفاً كما يتخيل البعض.