استغرق دونالد ترامب ما يقرب من 5 دقائق في إدانة عضو الكونغرس عن ولاية مينيسوتا إلهان عمر، في تجمع تحت شعار "حافظوا على عظمة أمريكا" في ولاية كارولينا الشمالية، مساء الأربعاء 17 يوليو/تمّوز.
يهاجم ترامب إلهان عمر من منطلق عنصري، ويستهدفها لكونها لاجئة، وأيضاً بسبب دينها وعرقها، ويكشف عن مدى استعداد الرئيس لليّ عنق الحقيقة، حتى تبدو عدوة للولايات المتحدة.
وفيما يلي قائمة بالمواقف رصدتها صحيفة The Guardian البريطانية، توضّح كيف يحاول ترامب تشويه الحقائق، من أجل جعل إلهان عمر عدوّة لأمريكا:
أكاذيب بشأن الإرهاب
ما قاله ترامب: "ألقت النائبة إلهان عمر اللوم على الولايات المتحدة في الهجمات الإرهابية على بلدنا، قائلة إنَّ الإرهاب هو ردّ فعل على تدخلنا في شؤون الآخرين".
الحقائق: ينبع المصدر الرئيسي لهجوم ترامب على إلهان من انتقادها للأمريكيين بسبب التمييز ضد المسلمين.
تعود غالبية الأسس التي يستشهد بها ترامب -والتي تخلو غالباً من السياق- إلى مقابلة أجريت عام 2013، مع برنامج حواري محلي في مينيسوتا.
لم تتناول إلهان خلال المقابلة أي نقاش يتعلق بتفضيل تنظيم القاعدة أو المنظمات الإرهابية الأخرى (وصفتها أكثر من مرة بأنها "شريرة" و "شنيعة")، لكنها تنتقد الأمريكيين، لخلطهم بين جميع المسلمين والإرهاب.
وبرغم أن إلهان لا تلوم الولايات المتحدة على الهجمات الإرهابية، فقد قالت في كثير من الأحيان إن الأمريكيين يصرُّون على التغاضي عن دورهم في الصراع في الشرق الأوسط، مما أدَّى إلى تعاظم تشكيل الجماعات الإرهابية في المنطقة.
وقالت: "لا أحد يريد أن يفكر في أن هذه هي النتائج الثانوية لتدخلنا في شؤون الآخرين".
أكاذيب بشأن زواجها
ما قاله ترامب: "كان هناك الكثير من اللغط بأنها كانت متزوجة من أخيها، لا أعرف أي شيء عن ذلك، سمعت أنها كانت متزوجة من أخيها، أنتم تسألونني سؤالاً عن ذلك. لا أعرف، لكنني على يقين أن هناك شخصاً ما سوف يبحث في ذلك".
الحقيقة: كان تساؤلٌ طرحه مراسل في مؤتمر صحفي خلال حشد لدعم ترامب، هو ما دفع الرئيس الأمريكي لأن ينطق بهذه الإجابة، فقد سأل المراسل: "هل ستنظر إدارتكم في احتيالات الهجرة التي ترتكبها إلهان عمر بزواجها المحتمل من أخيها".
صبَّ ترامب الزيت على النار، في شائعة أطلقها مدونون محافظون، وانتشرت خلال حملتها الانتخابية للكونغرس عام 2018، بأن إلهان (التي أصبحت مواطنة أمريكية في عام 2000) تزوَّجت من شقيقها قبل ذلك للاحتيال في مسائل الهجرة.
ولدت الشائعات من تاريخ زواج إلهان المعقد. ففي عام 2002، تقدَّمت بطلب للحصول على وثيقة زواج من زوجها الحالي، أحمد حرسي.
وعلى الرغم من عدم الحصول على ترخيص، قالت إنهما تزوجا وفقاً لتقاليد دينهما. وأنجبت إلهان طفلين من حرسي قبل انتهاء علاقتهما في عام 2008.
في عام 2009، تزوَّجت من أحمد نور سعيد علمي، وهو مواطن بريطاني، وفقاً لعقد زواج. وقالت إن علاقتها مع علمي انتهت في عام 2011، وعادت مجدداً إلى حرسي في عام 2012. ولم تُستكمل الإجراءات القانونية لطلاقها من علمي قبل عام 2017، وتزوجت من حرسي مرة أخرى في العام الماضي.
استنكرت إلهان الاتهامات الموجَّهة إليها بأن علمي شقيقها، ووصفتها بأنها "أكاذيب مثيرة للاشمئزاز". وقالت في بيان عام 2016: "التلميحات بأن أحمد نور سعيد علمي هو أخي أمر سخيف ومهين".
أكاذيب بشأن الصومال
ما قاله ترامب: "لقد شوهت سمعة أفراد الخدمة الأمريكيين المشاركين في معركة مقديشو. بعبارة أخرى، شوهت سمعة الأمريكيين الشجعان الذين كانوا يحاولون حفظ السلام في الصومال".
الحقيقة: يشير ترامب هنا إلى تغريدة لإلهان في عام 2017 ظهرت في وسائل الإعلام المحافظة في ربيع هذا العام.
كانت هذه التغريدة لإلهان في ضوء الهجوم بالقنابل الذي أودى بحياة أكثر من 230 شخصاً في العاصمة الصومالية، وجاءت رداً على شخص قال إنه أسوأ هجوم إرهابي في البلاد، قائلة إن أسوأ هجوم إرهابي على البلاد كان عندما توفي 19 أمريكياً في قتال خلال التسعينيات عندما داهمت القوات الأمريكية العاصمة (ألهمت هذه المعركة فيلماً حربياً أمريكياً بعنوان Black Hawk Down).
غرَّدت إلهان قائلة: "في ذاكرته الانتقائية، ينسى ترامب أيضاً ذكر آلاف الصوماليين الذين قتلوا على أيدي القوات الأمريكية في ذلك اليوم! #NotTodaySatan".
عدد الصوماليين الذين قُتلوا في نفس اليوم غير واضح؛ إذ تقول بعض المصادر إنه يمكن أن يكون بالآلاف، وتقول أخرى إنه بالمئات. بينما قُتل 18 جندياً أمريكياً وجُرح 73 آخرون.
أكاذيب بشأن داعش
ما قاله ترامب: "لقد نادت بالرأفة بمجندي داعش الذين حاولوا الانضمام إلى المنظمة الإرهابية. كانت تبحث عن الرحمة".
الحقيقة: يُغفل ترامب السياق هنا مرة أخرى. ففي هذا التصريح، يشير إلى أن إلهان تشعر بتعاطف مع الإرهابيين.
ما يشير إليه ترامب هو خطاب أرسلته إلهان إلى قاضٍ في ولاية مينيسوتا في عام 2016، تطلب فيه اتباع "نهج العدالة الإصلاحية" عند الحكم على 6 شبان اتُهموا بعزمهم للانضمام إلى داعش.
حكم القاضي على الشباب بالسجن لأكثر من 30 عاماً.
أكاذيب بشأن فنزويلا
ما قاله ترامب: ألقت إلهان اللوم على الولايات المتحدة في الأزمة التي تحدث في فنزويلا.
الحقيقة: افترض ترامب الأسوأ في تصريح إلهان، الذي قالت فيه إن الولايات المتحدة ساعدت في تمهيد الطريق لنزاع فنزويلا من خلال العقوبات والتدخل.
وقالت في مايو/أيار: "الكثير من السياسات التي وضعناها ساعدت نوعاً ما في الدمار الذي يحدث في فنزويلا".
وقال مايك بينس، نائب الرئيس، إن إلهان كانت تدعم "الاشتراكية أكثر من الحرية" من خلال تعليقها.ورداً على ذلك، كتبت إلهان على موقع تويتر "مثلما حدث في التدخلات السابقة، يُصنَّف أولئك الذين يعارضون الحرب بأنهم يؤيدون الديكتاتوريين ويكرهون (الحرية)" .