يوجد اليوم على كوكب الأرض حوالي 7.7 مليار إنسان، وهو رقم يعد "مرعباً" بالنظر إلى أنه منذ قرن واحد كان هذا الرقم 1.9 مليار. وعلى الرغم من أن التعداد السكاني استقر في مناطق عديدة، مثل أوروبا وأمريكا الشمالية، تُظهر الأرقام العالمية التي أصدرتها الأمم المتحدة معدلاً منذراً بالخطر، حوالي 100 مليون نسمة كل 14 شهراً. ما يعني أنه قبل حلول عام 2050 سيصل التعداد السكاني لـ 9.7 مليار، وسيستمر في الزيادة ليصل إلى 10.9 مليار قبل حلول 2100.
الحد من أعداد الجنس البشري
بين الحض والمنع: نجح الرئيس التنزاني جون ماغوفولي، في العام الماضي، في لفت الأنظار لما فعله عندما تمكن في خطاب واحد من أن يضرب بكل "القضايا الليبرالية" على الكوكب عرض الحائط. إذ طالب الزعيم التنزاني في خطابه أمام حشد من الجمهور بألا يستمعوا لنصائح الأجانب التي تتعلق بتحديد النسل، لأنها نصائح تحركها "دوافع شريرة" . ولم يكتف بذلك، بل اتهم النساء اللاتي يستخدمن موانع الحمل "بالكسل"، فمن واجبهن أن ينجبن عدداً كبيراً من الأطفال.
تقول صحيفة The Guardian البريطانية، إن هذه التصريحات كانت مقلقة بشتى المقاييس، إذ تشير إلى فشل عميق وكارثي محتمل للغرب في الترويج لأحد التدابير التي تعتمد عليها صحة كوكبنا المستقبلية، وهو الحد من أعداد جنسنا البشري. ويقول النشطاء إنه حتى تتحقق هذه المهمة الأساسية، فأي إجراء من المفترض به مواجهة الاحتباس الحراري ستمحوه احتياجات الطاقة للمليارات المتزايدة التي تُضاف للتعداد السكاني.
اليوم العالمي للسكان: وبناء على ذلك من المقرر الخروج في تظاهرات دعت إليها جماعات مثل حركة Population Matters البريطانية وغيرها في عواصم العالم في يوم الخميس 11 يوليو/تموز تزامناً مع اليوم العالمي للسكان. سيوافق هذا اليوم الذكرى السنوية الثلاثين للحدث الذي أقامته الأمم المتحدة في عام 1989، عندما كان سكان الكوكب ٥ مليارات، بغرض لفت الانتباه لخطورة الأزمة السكانية الوشيكة.
ماذا يعني استمرار التضخم السكاني؟
قدرة الكوكب على التحمّل: كما قلنا في البداية، فإنه قبل حلول عام 2050 سيصل التعداد السكاني لـ 9.7 مليار، وسيستمر في ليصل إلى 10.9 مليار قبل 2100. تقول الصحيفة البريطانية، إنه "من المعتاد سماع هذه الأرقام عند الحديث عن أعداد كائنات أولية تسبح في أحد المستنقعات، لكنها ليست مألوفة بالنسبة لكائنات ذات عقول كبيرة متطورة، وتتغذى على اللحوم والنباتات، وتحتاج إلى 3000 سعر حراري في اليوم الواحد لتعيش" .
وتضيف، إذا وُجد 10 مليارات منَّا، فلابد من تحويل كل قطعة أرض أو مساحة غابات أو وادٍ إلى أرض زراعية بغرض إطعامنا؛ إذ يقول عالم الحفريات بيتر وارد في كتابه "نهاية التطور": "كوكبنا لا يمكنه تحمل مثل هذه الأعداد" .
إفريقيا: بحسب الصحيفة، فمن المؤكد أن الغالبية العظمى من الثلاثة مليارات التي ستُضاف إلى التعداد السكاني ستولد في إفريقيا. يوجد اليوم في كوكبنا 1.2 مليار إفريقي. قبل عام 2100 سيكون هناك أكثر من 4 مليارات إفريقي. ولذلك نحتاج لأن نضع في أولويتنا علاج أزمتنا السكانية المتزايدة، عن طريق "تعزيز حقوق المرأة، وتوفير موانع الحمل بسهولة، وتحسين التعليم للجميع" .
كثير من البلاد ستتحول لبيئات غير صالحة للمعيشة
تشير تعليقات الرئيس ماغوفولي إلى أن هذه المهمة ستكون صعبة للغاية. ولا تساعد كذلك تحركات البيت الأبيض تحت قيادة ترامب. فمع تخفيض التمويل الأمريكي لبرامج تحديد النسل الدولية، تقوض أمريكا آمال الحد من النمو السكاني في إفريقيا.
الاحتباس الحراري: ويجب أن نشير إلى أن الكثير من البلاد الإفريقية ستتحول إلى بيئات لا تصلح للمعيشة عندما يحكم الاحتباس الحراري قبضته على الكوكب. وربما ينزح الملايين من أوطانهم بعد أن تسحق الموجات الحارة، والمجاعات، والجفاف أراضيهم.
لكن الوقود الأحفوري الذي تسبب في هذه الأزمة المناخية، لم يُحرق سوى القليل جداً منه في إفريقيا. فقد حُرق أغلبه في الغرب، الذي كانت انبعاثاته الصناعية سبباً رئيسياً في الاحتباس الحراري. إنها حقيقة يجب أن نتذكرها عندما يخرج الملايين من اللاجئين من البلاد التي يحرقها المناخ، وتكتظ بالسكان ليلجأوا إلى الشواطئ الأوروبية بحثاً عن النجاة.