بعد مرور 6 أسابيع على قرار الحكومة الأمريكية بإدراج هواوي في القائمة السوداء، اتخذ الرئيس دونالد ترامب ما وصفته شركة الاتصالات الصينية بـ"المنعطف".
إذ أعلن ترامب أمس السبت 29 يونيو/حزيران أنَّ "الشركات الأمريكية تستطيع بيع المعدات إلى هواوي"، وأنَّ السماح بالمعاملات التجارية لن يُمثِّل "مشكلة طوارئ وطنية كبيرة".
جاءت تعليقات ترامب خلال قمة العشرين في اليابان بعد لقاء عقده الرئيس الأمريكي مع نظيره الصيني شي جين بينغ، حيث التقى الطرفان وناقشا أزمة النزاع التجاري، وقضية شركة هواوي، إحدى أكبر مُصنِّعي الهواتف الذكية في العالم، التي أصبحت مسألةً مثيرة في النزاع بين البلدين.
وقال ترامب إنَّ هواوي لا تزال جزءاً من المباحثات التجارية الجارية بين واشنطن وبكين، لكنَّه في الوقت الراهن سيسمح للشركات الأمريكية باستئناف بيع الأجزاء إلى الشركة الصينية.
غموض يكتنف القرار الأمريكي، حيث لم تستجب وزارة التجارة -التي أقرت ذلك الحظر ضد هواوي في مايو/أيار الماضي- لطلبات التعليق على الطريقة التي ستُعدِّل بها وضع الشركة. ولم يصدر عن البيت الأبيض ردٌ سريع على الأسئلة الموجهة إليه حول ما إذا كان قد طلب بالفعل من وزارة التجارة مراجعة القضية.
هواوي متعجبة ولم تكن تتوقع القرار!
وعلَّقت هواوي من خلال إحدى حسابات الشركة الرسمية على تويتر قائلةً: "منعطف؟ دونالد ترامب يشير إلى أنَّه قد يسمح لهواوي بشراء التقنيات الأمريكية مرةً أخرى!".
وقد أنكرت هواوي الاتهامات الموجهة إليها بانتهاك القانون، وعملت خلال الأسابيع القليلة الماضية على الضغط لاستعادة إمكانية الحصول على المنتجات الأمريكية، الضرورية لسلسلة التوريد الخاصة بها.
إذ تعتمد هواوي بشدة على رقاقات الحاسوب المستوردة من شركاتٍ مثل إنتل (INTC) وميكرون (MICR). وتحصل من جوجل على نظام تشغيل الأندرويد.
وقالت جوجل في مايو/أيار إنَّها ستمتثل لسياسة إدارة ترامب الجديدة، وستقيد وصول هواوي إلى منصة الأندرويد، وهو ما اعتُبر ضربةً مدمرة لتجارة الهواتف الذكية في هواوي.
ضرر لحق بالشركات الأمريكية
من ناحية أخرى، تعتبر ميكرون هواوي أحد أكبر عملائها، وواجهت انخفاضاً حاداً في إيراداتها؛ إذ انخفضت مبيعاتها من الهواتف الذكية في الخارج بنسبة 40% خلال الأسابيع القليلة التي تلت إدراج هواوي في القائمة السوداء.
وقد أعلنت ميكرون في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع أنَّها وجدت حلاً للحظر، وأنَّها استطاعت استئناف إرسال بعض الشحنات إلى هواوي. وتشير التقارير إلى أنَّ إنتل قد أقدمت على خطوةٍ مشابهة أيضاً.
ولم تستجب هذه الشركات مباشرةً إلى طلبات التعليق الموجهة إليها أمس السبت 29 يونيو/حزيران.
ويبدو أنَّ ترامب قد اعترف بأنَّ الموردين الأمريكيين ليسوا سعداء بسياسته الحالية.
إذ قال: "لم تكن الشركات (الأمريكية) سعيدةً تماماً بمنعها من البيع" مضيفاً أنَّ الولايات المتحدة تبيع "كمية هائلة من المنتجات" لهواوي.
الخلاصة: الحظر المفروض على شراء منتجات الشركات الأمريكية ليس العقبة الوحيدة أمام هواوي في الولايات المتحدة؛ إذ يمنع أمرٌ تنفيذي وقعه ترامب في مايو/أيار الماضي الشركات الأمريكية من شراء أو استخدام معدات هواوي للاتصالات، ويقول المسؤولون إنَّها قد تشكل خطراً على شبكات البنية التحتية الغربية ويمكن استخدامها في التجسُّس.
وقالت هواوي، التي تُعد رائدةً في تطوير التقنيات الداعمة لشبكات الجيل الخامس، إنَّ حظر الشركة في الولايات المتحدة سيضر في النهاية بالشركات والمستهلكين الأمريكيين.
ورداً على الأمر التنفيذي قالت الشركة في بيانٍ: "منع هواوي من ممارسة أعمالها في الولايات المتحدة لن يجعل من أمريكا أكثر أمناً أو قوة؛ على العكس، سيحصر ذلك خيارات الولايات المتحدة في بدائل أضعف وأغلى، تاركاً إياها متأخرةً في نشر شبكات الجيل الخامس".