أعلنت سلطنة عُمان، الأربعاء 26 يونيو/حزيران 2019، عن قرارها فتح بعثة دبلوماسية جديدة على مستوى سفارة في فلسطين، في وقت تنعقد فيه بالدولة المجاورة للسلطنة مؤتمر استثماري، كما أطلق عليه، كخطوة أولى لصفقة القرن، التي أنهت أمل حل الدولتين.
الإعلان العُماني جاء تحت عنوان "استمراراً لنهج السلطنة الداعم للشعب الفلسطيني"، لكنها في نفس الوقت كانت أول دولة عربية ترفض التطبيع تستقبل رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بشكل علني على أراضيها، في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2018.
وبعد أيام من زيارة نتنياهو زار وزير الدولة للشؤون الخارجية العُماني بن علوي، رام الله، والتقى الرئيس عباس وسلّمه رسالة من السلطان قابوس تتعلق بزيارة نتنياهو.
شكوك حول هذه الخطوة
هذا التضارب في المواقف قد يضع علامات استفهام حول حقيقة الموقف العُماني من القضية الفلسطينية، خاصة أن تحرك السلطنة جاء في توقيت تمر فيه القضية الفلسطينية بمفترق طرق.
وما يثير الكثير من الشكوك حول هذه الخطوة هو أن عُمان هي الدولة العربية الوحيدة التي رفضت فتح مكتب تمثيل لمنظمة التحرير على أراضيها، وفقاً لما قاله المحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل.
الأمر الآخر الذي يضفي مزيداً من الغموض حول هذه الخطوة، هو إعلان عُمان فتح سفارة في مدينة رام الله، وليس مكتب تمثيل دبلوماسي كما تحتفظ به العديد من الدول العربية وعدد من دول العالم، لتكون أول دولة عربية تقوم بهذه الخطوة.
لذلك تُعد هذه الخطوة بهذا الشكل من عُمان مخالفة لمبادرة السلام العربية، وكأنها اعتراف من سلطنة عُمان بمدينة رام الله عاصمة لدولة فلسطين، بدل مدينة القدس الشرقية، التي تنص عليها المبادرة العربية.
الدور الذي قد تلعبه عُمان في القضية الفلسطينية
عند النظر إلى طبيعة الدور الذي تلعبه مسقط في المنطقة بشكل عام، قد يتضح لنا ما وراء هذه الخطوة، والدور الذي قد تلعبه في الفترة القادمة.
فعلى مدار السنوات الماضية، وبمختلف الأزمات، وقفت مسقط على حياد، فمثلاً ترتبط عُمان بعلاقات قوية جداً مع إيران، التي تعد خصماً لدوداً للسعودية وأمريكا، حيث تُعد وسيطاً بين دول العالم وطهران عند اشتداد الأزمات.
وهو الأمر الذي يتفق معه عوكل، وذلك بسبب أن عُمان تلعب دوراً ريادياً في التطبيع في المنطقة، ويرى أنها تطمح في الوقت الحال إلى توسيع هذا الدور بالعلاقة مع الفلسطينيين.
ويرى عوكل أن جميع الدول العربية متسقة مع المخطط الأمريكي الإسرائيلي، وما ترفعه الدول العربية من شعارات حول التزامها بالقضية الفلسطينية لا ينعكس أبداً على الأرض، فأي تحرك منهم لن يصب في مصلحة الفلسطينيين.
فوجود سفير في رام الله لعُمان، يعطيها فرصة للحركة أكثر تجاه إسرائيل والقدس، حتى تتم خطوة الاعتراف بإسرائيل وفتح سفارات فيها، لذلك سيقوم السفير بهذه المهمة من رام الله.
يذكر أن سلطنة عُمان كان لها مكتب تمثيلي في قطاع غزة، لكن تم إغلاقه عام 2000 عند بدأت انتفاضة الأقصى، كما كان لها مكتب تمثيل تجاري في تل أبيب عام 1996، قبل أن تغلقه عام 1997، عندما جمدت العلاقات مع إسرائيل بسبب السياسات المتشددة لنتنياهو.