يمكن أن يُشعرك التخلص من الحذاء والمشي حافي القدمين في الخارج خلال فصل الربيع الدافئ والصيف الحار بالحرية، حتى تخِز الأرضية قدمك العارية بهديّة دقيقة ومدببة: شظية؛ مثل رقاقة خشب أو إبرة أو قطعة زجاج.
لكنها دقيقة للغاية وغائرة في الجلد بدرجة تُعجزك عن إخراجها، فماذا يمكن أن يحدث إذا تركتها في مكانها؟
تقول الممرضة المُعتمدة آشلي جونز، التي تعمل في مركز Wexner الطبي بجامعة ولاية أوهايو الأمريكية، إنّه من الأفضل ألا تنتظر لترى، لأن ترك شظية في الجسم يمكن أن يمهد الطريق للإصابة بالعدوى، بحسب موقع Live Science الأمريكي.
دخول البكتيريا بسهولة
وقالت جونز لموقع Live Science الأمريكي: "الجلد هو الحاجز المادي الذي يمنع العدوى، ولذلك فإن الشظية التي تخترق الجلد تُسهِّل دخول البكتريا من خارج الجلد إلى داخله". تلك البكتيريا قد تكون على الشظية نفسها، تنتظر رحلة مجانية لمجرى الدم، وقد تخطو بنفسها للداخل عبر البوابات المفتوحة عقب الاختراق.
واحد من هذه العدوى تسببه بكتيريا الكزاز (العَصَوِيَّةُ الكُزازِيَّةُ)، التي إذا وصلت إلى داخل جسم شخص لم يتلق التطعيم أو لم يتلق الجرعة التعزيزية، يمكنها إطلاق مواد سامة (ذيفان) تضر الجهاز العصبي.
وتضيف جونز: "بسبب خطر العدوى، دائماً أنصح بعدم ترك الشوكة في مكانها، إذا لم تستطع بسهولة نزعها بملقط وبالضغط البطيء المنتظم، أنصحك بطلب رعاية صحية".
كرَّر د. جيفري بيلر، رئيس قسم طب الأطفال في مستشفى Nicklaus للأطفال بمدينة ميامي هذه التوصيات. وقال إن كانت إزالة شظية عميقة في المنزل ستؤدي لنزيف غزير فلتتوجّه لمركز رعاية صحية؛ حيث يستطيع الأخصائيون إزالتها بأدوات نظيفة ومعقمة.
معركة الجسم مع الشظية
قال بيلر إذا لم تُزل الشظية، فعلى الأرجح لن يمتصها الجسم أو يحللها. على الأغلب سيحاول الجسم دفعها إلى الخارج، يمكن أن تُسبب الشظية التهاباً، وهذا يعني انتفاخاً واحمراراً في هذه المنطقة، والأكثر من ذلك يمكن أن تتكون جيوب من الصديد لتساعد في طرد الشظية.
وأضافت جونز: إذا استمرَّ الالتهاب لعدد من الأيام أو الأسابيع يمكن أن يحدث في المنطقة ورمٌ دائمٌ، وهو ما يُسمَّى بالورم الحُبَيبي، وهذه فقاعة من خلايا المناعة تحيط بالجسم الغريب الذي لم يتمكن الجسم من إخراجه.
قال بيلر في بعض الأحيان يتمكن الجسم من طرد الشظية طبيعياً من الجلد دون حدوث التهاب، وفي أحيان أخرى تبقى الشظية في الجلد للأبد، بحسب الموقع الأمريكي.
ذكر بيلر أن واحدة من الممرضات صديقاته لديها شوكة بطول 2.5 سم في يدها منذ 40 عاماً. وقال: "يمكنك أن تشعر بها، ويمكنها أن تحركها، لكنها لا تسبب الألم لها، وقد كانت بصحة جيدة لمدة 40 عاماً، لا تُشكل الشظية الآن خطراً للعدوي مثل وقت إصابتها بها، لأن الجلد انغلق فوقها".
أوضح بيلر: "هناك خيط رفيع يفصل بين ما ينبغي أن يفحصه طبيب وما ينبغي أن يزال وما يمكن أن يترك في مكانه، لكن عموماً الشظايا التي تصاب بها في المنزل أو التي تأتي من مواد نباتية مثل الخشب غالباً ما ينبغي إزالتها لأن الجسم يتفاعل معها".
وأضاف بيلر، أنه ينبغي أن يُقيّم أخصائي رعاية صحية أي حالة يخترق فيها الجلد جسم غريب، خاصة لدى الأطفال وكبار السن الأكثر عرضة للعدوى.