قالت صحيفة The Washington Post الأمريكية، إن القوات البحرية الإيرانية تمتلك قوتين منفصلتين، تتمتع كل قوة منهما بقيادة مختلفة ومهمات غير متشابهة.
وتتألف هاتان القوتان من:
- القوات البحرية النظامية بمجنّديها وضبّاطها وتسلسلها القيادي، وصولاً لوزير الدفاع وغيره في الحكومة.
- القوات البحرية التي يقودها الحرس الثوري الإيراني، وهي القسم الأكثر نخبويةً، الذي يتبع المرشد الأعلى للدولة آية الله علي خامنئي.
وينطبق هذا التقسيم المزدوج على القوات الإيرانية البرية أيضاً، إلا أن السفن الحربية وزوارق الدعم الإيرانية، التي تخضع عادةً لرقابة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، تُعتبر أوضح دليل على جيش إيران المنقسم.
الخلاصة: هذا التشكيل المزدوج للقوات البحرية الإيرانية يجعل تثبيت الاتهام الأمريكي لإيران، بأنها هي التي تقف وراء الهجوم على سفينتي شحن في خليج عمان هذا الأسبوع أمراً صعباً.
حيث تعمل كل قوة بحرية باستقلالٍ نسبيٍّ عن الأخرى، وبقيادتين منفصلتين، ما يزيد من صعوبة تحديد مَن أصدر الأوامر، ولماذا يُعتبر تورُّط إيران مؤكَّداً.
وكانت القيادة المركزية الأمريكية أصدرت يوم الخميس 13 يونيو/حزيران، مقطعَ فيديو ذا صورةٍ غير نقيةٍ، قال عنه المتحدث الرسمي بيل أوربان، إنَّه يُظهر "قارب دوريةٍ من طراز غاتشي تابعاً للحرس الثوري"، يُزيل لغماً غير منفجرٍ من على بدن إحدى سفينتي الشحن المدمَّرتين.
ونفى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وجودَ أيِّ دورٍ لإيران في الحادثة، واتهم إدارة ترامب بانتهاج "دبلوماسية التخريب".
ولسنواتٍ تتبَّع الخبراء العسكريون والمحلِّلون السياسيون التطوراتِ في سلاحي البحرية الإيرانيَّيْن، وقد نما كلاهما على صعيدي التسليح والمدى.
ما هي الفروق بين السلاحين؟
بحرية الحرس الثوري: صُممت في الغالب لتكون قوة استجابة سريعة وللإنزالات البرمائية على غرار البحرية الأمريكية، ولها مهمة محدَّدة هي حماية الجزر والمنشآت النفطية الإيرانية.
تمتلك هذه القوة أسطولاً من القوارب الطوربيدية، وصولاً إلى قوارب الدوريات السريعة والزوارق المطاطية. وتعمل تلك القوات بشكل أساسيٍّ في مياه الخليج، التي تشمل مضيق هرمز الاستراتيجي.
البحرية الإيرانية: تمتلك هذه القوة بشكل عام سفناً حربية أكبر وأكثر تنوعاً، بما في ذلك المدمرات، وكاسحات الألغام، والفرقاطات، والغواصات.
تمتد مهمة البحرية الإيرانية من دوريات السواحل إلى أساطيل بحرية في المياه الدولية، التي تضم خليج عمان، والمياه الإيرانية من بحر قزوين، وصولاً إلى المحيط الهادي والبحر المتوسط.
مَن المسؤول عن هذه القوات البحرية؟
بحرية الحرس الثوري: تخضع هذه القوة مباشرةً لخامنئي ودائرته المقربة، وهم من يُشرفون كذلك على مؤسسات رئيسية أخرى في الحكومة، من بينها المخابرات.
البحرية النظامية: تخضع اسمياً للمرشد الأعلى، الذي له الكلمة العُليا في كل القرارات العسكرية المهمة، لكن العمليات الاعتيادية للبحرية تخضع لوزير الدفاع والقيادة المُنتخبة، التي يقودها الرئيس والبرلمان الإيراني.
هل وقعت حوادث من قبل مع قوارب أمريكية؟
تتكرر المواجهات في الخليج بين السفن الحربية الأمريكية والقوات البحرية الإيرانية.
وغالباً ما تتهم الولايات المتحدة القوارب السريعة الإيرانية، التي يُفترض أنَّها تتبع الحرس الثوري، بمضايقة سفنها، مثل القوارب التابعة للأسطول الأمريكي الخامس في البحرين، لكن المواجهات الإيرانية التي تقع عن كثب مع السفن الأمريكية قد قلَّت في السنوات الأخيرة.
في عام 2016، كانت القوات البحرية التابعة للحرس الثوري قد اعتقلت لفترةٍ قصيرةٍ 10 من البحارة الأمريكيين، بعد زعمها أنَّ قارباً أمريكياً قد ضلَّ طريقه إلى داخل المياه الإقليمية الإيرانية قُرب جزيرة فارسي بالخليج.
وفي عام 2007، احتجز الحرس الثوري كذلك 15 فرداً من البحرية الملكية البريطانية من السفينة الحربية HMS Cornwall، بعد أن حوصروا قرب الساحل عند الحدود الإيرانية العراقية. وقد أُطلق سراحهم بعد 13 يوماً.
ما هو مدى وصول القوات البحرية الإيرانية؟
في عام 2011، دخلت سفينتان حربيتان إيرانيتان تابعتان للبحرية النظامية، هما الفرقاطة ألفاند، وسفينة الدعم "خارج"، إلى البحر الأبيض المتوسط، بعد عبورهما قناة السويس.
كان ذلك أول انتشارٍ مسجلٍ لسفينةٍ حربيةٍ إيرانيةٍ في المتوسط منذ اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979. وقد رست السفينتان في سوريا، الحليف المقرب من إيران.
بعد ذلك بعامين، أعلنت إيران أنَّ أسطولاً صغيراً قد دخل المحيط الهادئ للمرة الأولى ليرسو في الصين.
وفي عام 2014 خاضت الصين وإيران تدريباتٍ بحريةً مشتركةً.
ولسنواتٍ كانت قيادات البحرية الإيرانية تقول إنَّ العمل جارٍ على خططٍ للانتشار في المياه الدولية للمحيط الأطلسي على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، إلا أنه لم يُنفَّذ أي من مهمات الانتشار تلك.