محاولات إيجاد بديل لمضيق هرمز لا تبدو مجدية.. نقطة ضغط لصالح إيران
عربي بوست
تم النشر: 2019/05/17 الساعة 14:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/17 الساعة 14:43 بتوقيت غرينتش
موقع مضيق هرمز على الخارطة
لا يكاد يخلو خبر أو تقرير عن الأحداث الملتهبة في منطقة الخليج من الإشارة لمضيق هرمز، الذي تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية أسطولاً كاملاً لحماية حركة الملاحة فيه، بينما تهدد إيران بإغلاقه حال لم تتمكن من استخدامه، فمن أبرز المستفيدين من المضيق وهل لا توجد له بدائل حتى لو حدث أمر آخر غير الحرب تسبب في إغلاقه؟
ماذا تعني الهجمات الأخيرة؟
نبدأ من عند الهجمات التي تعرّضت لها منشآت نفطية في السعودية والإمارات، على أساس أن تلك المنشآت بنيت لتمثل بدائل عن مضيق هرمز، وبحسب تقرير لوكالة فرانس برس، يرى محللون أن هذه الطرق البديلة قد لا تكون آمنة، وقد تصبح مستهدفة مع تصاعد التوترات.
كان الحوثيون الذين تدعمهم إيران وتحاربهم السعودية في اليمن قد استهدفوا بطائرات من دون طيار محطتي ضخ لخط أنابيب نفط رئيسي ينقل خمسة ملايين برميل من الخام من المنطقة الشرقية في السعودية إلى موانئ على البحر الأحمر، بعيداً عن مضيق هرمز في حال تسبّب نزاع بإغلاقه.
وقبل يومين من الهجوم، تعرّضت أربع سفن بينها ثلاث ناقلات نفط إلى عمليات "تخريبية" قبالة الإمارات بالقرب من ميناء الفجيرة الواقع في شرق الإمارات العربية المتحدة، خارج مضيق هرمز أيضاً.
ويقول الخبير الكويتي في مجال النفط كامل الحرمي لوكالة فرانس برس: "أعتقد أن الطرق البديلة الحالية لصادرات النفط ليست كافية وليست عملية"، مضيفاً "الأهم من ذلك أن هذه الطرق بعيدة عن الأسواق الرئيسية في آسيا".
بدائل سعودية-إماراتية
كانت السعودية والإمارات تعملان على إيجاد طرق بديلة لتجنب المضيق، وذلك بسبب النزاع مع إيران، وبنت الرياض خط أنابيب بطول 1200 كلم لنقل خمسة ملايين برميل نفط من شرقها إلى غربها، حيث يمكن تحميل الخام على متن بواخر في البحر الأحمر، وتسعى المملكة منذ سنوات لأن ترتفع طاقته إلى سبعة ملايين برميل.
كما أن الإمارات بنت خط أنابيب بطول 406 كيلومترات من أبوظبي في الخليج إلى الفجيرة المطلّة على خليج عمان وبحر العرب على بعد نحو 70 ميلاً بحرياً من مضيق هرمز.
ويمكن نقل 1,6 مليون برميل من النفط في خط الأنابيب هذا إلى خزانات عملاقة في ميناء الفجيرة تستوعب 70 مليون برميل، ووقّعت أبوظبي مؤخراً عقداً لبناء محطة تخزين أخرى في الفجيرة تستوعب 42 مليون برميل، كما بنت دول خليجية أخرى مخازن أصغر حجماً على أراضي دول مستهلكة مثل كوريا الجنوبية.
ما هو تأثير إغلاق المضيق عالمياً؟
إلى جانب إمدادات الخام، تمرّ عبر مضيق هرمز مواد تجارية غير نفطية بمليارات الدولارات، ما يجعل من المضيق أحد أهم الطرق الملاحية في العالم.
أما من ناحية النفط، فمع بلوغ الاستهلاك العالمي للنفط نحو 100 مليون برميل يومياً، فإن قرابة خُمس تلك الكمية يمر عبر مضيق هرمز. ويمر عبر المضيق كذلك معظم صادرات الخام من السعودية وإيران والإمارات العربية المتحدة والكويت والعراق، وجميعها دول أعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
يمر من المضيق أيضاً كل إنتاج قطر تقريباً من الغاز الطبيعي المُسال. وقطر تعد أكبر مُصدِّر للغاز المسال في العالم.
ومن المتوقع أن يؤدي إغلاق المضيق إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط قد يدفع ببرميل النفط إلى عتبة 100 دولار، وإلى اضطرابات في الأسواق العالمية، إذ إن دول الخليج الست وإيران والعراق تنتج معاً حوالي ربع كمية الإنتاج العالمي اليومي البالغة 100 مليون برميل.
المحلّلة كارين يونغ من مجموعة "أمريكان انتربرايز اينستيتوت" ترى أن "الأسواق تبقى هشة بعد كل تهديد لأي مضيق، وهذا الأمر قد يتخطى أسعار النفط ويطال البضائع التي تمر عبر مضيق هرمز".
وفي حال أغلق المضيق، ستكون دول الخليج أكبر الخاسرين، لكن الأضرار ستطال أيضاً الأسواق الآسيوية وخصوصاً الصين واليابان وكوريا الجنوبية التي تعتمد على صادرات الشرق الأوسط لتأمين أكثر من نصف احتياجاتها من الطاقة.
لهذا لم يحدث أن تم إغلاقه
على الرغم من وقوع أكثر من حادث "تحرش بحري" بين القوارب الحربية الإيرانية والسفن الحربية الأمريكية التي تجوب الخليج، وأبرزها في عامَي 2007 و2008 وكادت تتحول لاشتباكات فعلية، فإن طهران لم تقدم أبداً على إغلاق المضيق من قبل.
وأثناء الحرب بين العراق وإيران بين 1980 و1988، شهد عام 1984 حرب الناقلات بين البلدين حيث استهدفت كل منهما ناقلات النفط الخاصة بالأخرى، مما أدى لإغراق نحو 500 سفينة، لكن لم يتم إغلاق مضيق هرمز.
لذلك فالأسطول الخامس الأمريكي متمركز في البحرين وتجوب سفنه مياه الخليج باستمرار لضمان عدم وجود عوائق أمام حركة ناقلات النفط من الخليج إلى المحيط الهندي، مروراً بمضيق هرمز.
وأثناء فترة التوتر عام 2011 أكد المتحدث باسم البنتاغون وقتها كابتن جون كيربي حرص واشنطن على أن يكون وجودها العسكري في محيط هرمز "كافياً للالتزام بتعهداتنا الأمنية تجاه الأصدقاء والشركاء في المنطقة بالإضافة للمجتمع الدولي"، في إشارة واضحة للاستعداد العسكري الأمريكي لأي محاولات إيرانية لإغلاق هرمز.
تقدر شركة إنتغرال ميديا الاستشارية المحدودة خصوصيتك وتعلم جيدًا كم هي مهمة لك وأنك تهتم بكيفية استخدام
بياناتك الشخصية.
نحترم ونقدّر خصوصية جميع من يزورون موقع عربي بوست، ولا نجمع أو نستخدم بياناتك الشخصية إلا على النحو الموضح في
سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط، ولأغراض تحسين المحتوى المقدم وتخصيصه بما يناسب كل زائر؛ بما يضمن تجربة
إيجابية في كل مرة تتصفح موقعنا.
تعتبر موافقتك على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط أمرًا واقعًا بمجرد استمرار استخدامك موقعنا. يمكنكم
الموافقة على جميع أغراض ملفات الارتباط بالأسفل، وكذلك يمكنكم تخصيص الأغراض والبيانات التي يتم جمعها. يرجى
العلم بأنه حال تعطيل كافة الأغراض، قد تصبح بعض مزايا أو خصائص الموقع غير متاحة أو لا تعمل بشكل صحيح.
تخصيص الإعدادات
الإعلانات والتحليلات
التحليلات والاستهداف
قياس جودة المحتوى
اقترح تصحيحاً
محاولات إيجاد بديل لمضيق هرمز لا تبدو مجدية.. نقطة ضغط لصالح إيران