تظهر بيانات إسرائيلية رسمية، وصل إليها "عربي بوست" وتفحّصها، قائمة بمنتجات مصرية في إسرائيل وصلت إلى مستوردين إسرائيليين، بغرض تسويقها وبيعها في الأسواق الإسرائيلية، وتذكر البيانات أسماء الشركات المصرية صاحبة المنتجات الغذائية الواصلة إلى المستوردين.
هذه القائمة الرسمية منشورة على موقع الحكومة الإسرائيلية، وصادرة عن الحاخامية الكبرى وهي المؤسسة الدينية في إسرائيل، والجهة المخولة بمنح شهادة "الكوشير" الإلزامية لتسويق المنتجات وبيعها داخل السوق الإسرائيلية، و"الكوشير" هي الوثيقة التي تثبت أن الطعام متوافق مع الشريعة اليهودية.
"عربي بوست" أجرى تحققاً طويلاً حول البيانات الرسمية الإسرائيلية، مرّ بمراحل عدة، من بينها التواصل مع 35 شركة مصرية من الشركات الواردة أسماؤها، لمنحها حق الرد والتوضيح، وتم منحها أياماً للإجابة، وتلقينا ردوداً من بعضها فيما لم نتلقَّ رداً من بعضها الآخر، ولم تتوفر وسيلة تواصل مع شركتين مصريتين أخريين ورد اسمهما في القائمة.
كذلك تواصلنا مع مصادر رسمية فلسطينية وتجار في الضفة الغربية، للتأكد من أن البضائع التي تحصل على شهادة "الكوشير" ليست مخصصة للبيع في مناطق السلطة الفلسطينية، فضلاً عن تأكيد الحاخامية الكبرى أن الحصول على "الكوشير" ضروري لتسويق وبيع المنتجات في إسرائيل، والمزيد عن هذا الموضوع، وإليكم تفاصيل التحقق من البيانات الرسمية الإسرائيلية، عبر هذا الرابط.
206 منتجات مصرية في إسرائيل
وتظهر البيانات أن 206 منتجات غذائية تعود للشركات المصرية التي وردت أسماؤها وصلت إلى مستوردين إسرائيليين، وتتضمن عشرات الأصناف مثل الخضراوات والفواكه المجمدة، والسكر، والعصائر، وغيرها.
كذلك تبيّن البيانات أن عشرات المنتجات المصرية التي وصلت لمستوردين إسرائيليين، تم إصدار الشهادة الخاصة بها والموافقة عليها من قبل الحاخامية الكبرى بإسرائيل، خلال الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة التي بدأت يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
خلال البحث عن الشركات المصرية المذكورة في البيانات الرسمية، وجدنا أن بعضها يبيع منتجاته بالسوق المصرية، وفي نفس الوقت تُباع منتجات لها في إسرائيل، في حين أن هنالك شركات مصرية ورد اسمها لكنها تعمل بشكل أساسي في مجال التصدير للخارج وليس لها منتجات بالسوق المحلية.
والبيانات المذكورة تشمل التحديث الذي نشرته الحاخامية الكبرى عن المنتجات العربية الواصلة لمستوردين إسرائيليين يوم 30 مايو/أيار 2024، وتجب الإشارة مجدداً إلى أن البيانات يتم تحديثها باستمرار، وفقاً للشهادات الجديدة الممنوحة من قبل الحاخامية.
منتجات لشركة "فرج الله" في إسرائيل
من الشركات التي ورد اسمها في البيانات الإسرائيلية الرسمية، وتُباع منتجاتها في إسرائيل، مجموعة "فرج الله" التي تُعد من بين أكبر الشركات المصرية في مجال الأغذية، وتقول على موقعها إنها ضمن أفضل 5 شركات تصدير عالمية بمصر، وإنها تُصدّر لأكثر من 90 دولة.
وبحسب البيانات فإن منتجات لمجموعة "فرج الله" وصلت إلى مستوردين إسرائيليين، وهي: مشروب الجوافة، ومشروب المانجو، إضافة إلى البامية المجمدة.
أجرينا بحثاً عن المستورد لبضائع الشركة المصرية، وأظهرت البيانات أن الشركة المستوردة هي "Adir Ltd" – "أدير المحدودة" الإسرائيلية، ومقرها في تل أبيب، وتبيع منتجات العصائر.
البحث عن منتجات الشركة الإسرائيلية أظهر أنها تبيع عصيراً اسمه "مشروب سيناء"، ونظراً لكون المنتجات الإسرائيلية مُلزمة بذكر اسم المصنع المُنتج للسلعة وبلد الصنع، بحثنا عن المعلومات التي توضع في الجانب الخلفي لمنتجات هذه الشركة الإسرائيلية.
وجدنا اسم شركة "مجموعة فرج الله" على المنتج الذي يُباع في المتاجر على الإنترنت، كما تذكر معلومات المنتج أن بلد التصنيع هو مصر، وعثرنا على منتج الشركة المصرية في العديد من المتاجر الإلكترونية الإسرائيلية.
وفي عام 2019 أثيرت في مصر قضية تصدير منتجات من شركة "فرج الله" إلى إسرائيل، بعدما نشر حينها المتحدث باسم جيش الاحتلال "أفيخاي أدرعي"، صورة على حسابه في فيسبوك، لمنتج الملوخية ومن إنتاج الشركة المصرية، وقال إن المنتج يتم بيعه بالأسواق الإسرائيلية.
لكن محمد فرج عامر، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات "فرج الله"، الذي يشغل حالياً رئيس نادي "سموحة"، نفى في 2019 أن تكون شركته تصدر البضائع إلى إسرائيل، وقال حينها إن "الشركة لا تصدر المنتج لإسرائيل؛ لأن التصدير يستلزم أن تكون هناك شهادة كوشير، أي مُصنّع طبقاً للديانة اليهودية، ويكون الكيس مكتوباً عليه باللغة العبرية بما في ذلك طريقة الطهي".
لكن بحسب تأكيد بيانات الحاخامية الكبرى في إسرائيل، فإن منتجات لشركة "فرج الله" حصلت على شهادات كوشير وأرقامها هي: "129569"، "129640"، "106698"، "106089"، "120360".
وحصلت منتجات لشركة "فرج الله" على شهادات خاصة بالمنتجات في تواريخ مختلفة، من بينها شهادات بتاريخ 30.10.2023، و19.2.2024، و20.2.2024، و23.3.2023.
كذلك يشير موقع "مجموعة فرج الله" إلى امتلاكه شهادة "الكوشير"، كما عثرنا على ملف من موقع الحكومة الإسرائيلية يعود إلى عام 2018، ويسرد قائمة المنتجات التي تم استيرادها إلى مستوردين في إسرائيل من دول العالم بما في ذلك مصر، ووجدنا أن القائمة ذكرت اسم شركة "فرج الله"، وكان المستورد حينها شركة "Adir Ltd"، والمنتج المستورد كان شراب الجوافة.
أيضاً قادنا البحث في المصادر المفتوحة إلى العثور على صفحة متجر إسرائيلي على فيسبوك، مقرّه في تل أبيب، ونشر يوم 23 مايو/أيار 2024، منشوراً روج خلاله لبيع منتج "البامية" و"الملوخية" المصنعين من قبل شركة "فرج الله".
صفحة المتجر الإسرائيلي على فيسبوك يعرض خلاله منتجات لشركة "فرج الله"- فيسبوك
ويمكن الاطلاع على مجموع منتجات شركة "فرج الله" الحاصلة على شهادة "كوشير" للتسويق داخل إسرائيل من خلال هذا الرابط (عدد المنتجات وصلاحية الرابط قابلة للتغيير بحسب التحديثات المستمرة من قبل الحاخامية الكبرى).
وتواصل "عربي بوست" مع مجموعة "فرج الله" مرتين؛ لمنحها حق الرد والتوضيح، وسألنا المجموعة عن حصول منتجات لها على شهادة "كوشير"، وعن بيع منتجات لها في إسرائيل، لكنها لم ترد على أسئلتنا، على الرغم من أننا انتظرنا أسابيع للحصول على إجابة.
منتجات لشركة "أغرو غرين" حصلت على "الكوشير"
يبرز في قاعدة البيانات الإسرائيلية أيضاً اسم شركة "أغرو غرين" المصرية ( AGRO GREEN FOR TRADING EXPORT AND FOOD PROCESSING)، وتظهر البيانات أن 40 منتجاً تعود للشركة وصلت إلى مستوردين إسرائيليين، أبرزها الفراولة المجمدة، والخرشوف المجمد، والفاصوليا والبامية المجمدتان.
وجدنا على مواقع إسرائيلية صوراً لمنتجات من الخرشوف والفاصوليا المجمدة، تحمل اسم المصنع وتُشير إلى أنه "أغرو غرين – وبلد التصنيع مصر"، وتواصل "عربي بوست" مع الشركة للحصول على تعليق منها، لكنها لم تستجب.
ويمكن الاطلاع على مجموع منتجات شركة "أغرو غرين" الحاصلة على شهادة "كوشير" للتسويق داخل إسرائيل من خلال هذا الرابط (عدد المنتجات وصلاحية الرابط قابلة للتغيير بحسب التحديثات المستمرة من قبل الحاخامية الكبرى).
منتجات لـ"أوك غروب" التي كان يرأسها رجل أعمال إسرائيلي
من بين الشركات الأخرى التي ورد اسمها في قاعدة البيانات، شركة "أوك غروب" (OK GROUP) المسجلة في مصر، التي كان يتولى منصب رئيسها التنفيذي رجل الأعمال الإسرائيلي، زيف كيبر، الذي قُتل في مصر يوم 7 مايو/أيار 2024، في عملية تبنتها مجموعة أطلقت على نفسها اسم "طلائع التحرير"، ووصفته بـ"عميل إسرائيلي".
تظهر البيانات الرسمية أن منتجات للشركة وصلت إلى مستوردين إسرائيليين، وهي الخرشوف المجمد، والفاصوليا والبامية والفراولة المجمدة، كما وجد "عربي بوست" صوراً لمنتجات الشركة على مواقع متخصصة في عرض المنتجات التي حازت على شهادات "الكوشير"، لتسويقها وبيعها في إسرائيل.
ويمكن الاطلاع على مجموع منتجات شركة "أوك غروب" الحاصلة على شهادة "كوشير" للتسويق داخل إسرائيل من خلال هذا الرابط (عدد المنتجات وصلاحية الرابط قابلة للتغيير بحسب التحديثات المستمرة من قبل الحاخامية الكبرى).
عثرنا في قائمة البيانات الإسرائيلية أيضاً على اسم شركة GREEN HOUSE FOR FOOD INDUSTRY المصرية، ووجدنا أن هنالك منتجات باسم هذه الشركة في المواقع الإسرائيلية، وتذكر البيانات أن منتجات للشركة (بطاطس، وفاصوليا، وفراولة مجمدة) قد تم الحصول عليها من قبل المستورد الإسرائيلي (BEST QUALITY CHIPS LTD).
وجدنا شركة تحمل نفس الاسم، موقعها لا يعمل، لكن لديها صفحة على موقع "فيسبوك"، وتواصلنا مع الشركة، ولم نتلقَّ إجابة حتى لحظة نشر هذه المادة.
وللإشارة، وجدنا أكثر من شركة في مصر تستخدم اسم "غرين هاوس"، وليس جميعها يتطابق نوع منتجاتها مع نوع المنتجات التي حصل عليها المستورد الإسرائيلي.
وهنالك شركة تحمل اسم "غرين هاوس"، ومتخصصة في الأطعمة الصحية، وهذه الشركة ليست هي الشركة المقصودة في البيانات الرسمية الإسرائيلية، لذا وجب التنبيه.
ويمكن الاطلاع على مجموع منتجات شركة "غرين هاوس فور فوود" الحاصلة على شهادة "كوشير" للتسويق داخل إسرائيل من خلال هذا الرابط (عدد المنتجات وصلاحية الرابط قابلة للتغيير بحسب التحديثات المستمرة من قبل الحاخامية الكبرى).
منتجات من شركة "النيل" وصلت لمستوردين إسرائيليين والشركة توضح
وتظهر قائمة البيانات الرسمية أيضاً اسم شركة "النيل للصناعات الغذائية" (THE NILE EGYPTIAN CO FOR FOODSTUFF IND)، وتظهر البيانات أن عدد المنتجات التابعة للشركة والتي تم الحصول عليها من مستوردين إسرائيل، 25 منتجاً غذائياً حازت على شهادة "الكوشير" التي تؤهلها للبيع والتسويق داخل إسرائيل، ومن بين: المنتجات، الخرشوف، والبطاطا الحلوة، والفاصوليا والبامية المتجمدتان، والفراولة المجمدة.
تُشير الشركة إلى أنها تصدر منتجاتها إلى الأسواق الأوروبية، ودول الخليج العربي، والعراق والأمريكتين ومعظم دول الشرق الأوسط، وإلى جانب التصدير فإن بعضاً من منتجات الشركة يتم طرحها في المحال والهايبر ماركت داخل مصر، بحسب ما تظهره صفحة الشركة على "فيسبوك".
تواصل "عربي بوست" مع المسؤولين في شركة "النيل"، وقالوا في ردهم إنهم "لا يقومون بالتصدير المباشر لأي من منتجاتهم إلى السوق الإسرائيلي"، وأوضحوا أن هناك شركة اسمها المروة موجودة في منطقة "كفر الدوار" هي التي "اشترت منتجات شركة النيل، ثم قامت بتصديرها إلى شركات إسرائيلية وأمريكية وأوروبية"، بحسب قولهم.
أكدت لنا شركة "النيل" بالأدلة أنها تنازلت عن جزء من منتجاتها لشركة "المروة"، وأوضحت أنه عند التنازل عن منتجات لأي عميل يصبح العميل هو المسؤول عن العملية التصديرية.
وأضافت شركة "النيل": "الشركة لديها شهادة كوشير تخص تصدير منتجاتنا إلى السوق الأمريكي، ولا نقوم بالتصدير المباشر للكيان المحتل".
وتواصل "عربي بوست" مع شركة "المروة" التي ذكرت "شركة النيل" اسمها في الرد، ولم نتلقّ إجابة حتى تاريخ نشر هذه المادة.
ويمكن الاطلاع على مجموع منتجات الشركة التي تعود لشركة "النيل" والحاصلة على شهادة "كوشير" من خلال هذا الرابط (عدد المنتجات وصلاحية الرابط قابلة للتغيير بحسب التحديثات المستمرة من قبل الحاخامية الكبرى).
منتج لـ"تمور الطحان" حاصل على "الكوشير
وبحسب البيانات الرسمية الإسرائيلية، ورد اسم شركة "تمور الطحان" المصرية (AL TAHHAN GOLDEN DATES)، وتظهر البيانات أن منتجاً يعود للشركة وصل إلى مستورد إسرائيلي، وتقول الشركة المصرية إنها "واحدة من الشركات الرائدة في مجال إنتاج وتصدير التمور في مصر، وإنها تُصدر منتجاتها للعديد من دول العالم".
خلال البحث عن المستورد الذي يستورد منتج "دبس التمر" من شركة "الطحان"، وجدنا على موقع متخصص في عرض المنتجات الحاصلة على شهادات "الكوشير" منتجاً يحمل اسم الطحان، ويشير الموقع إلى أن اسم المستورد لهذا المنتج هو نفس المستورد الوارد في قاعدة البيانات واسمه "Olive oil Saba Habib Ltd"، وتم إصدار الشهادة للمنتج بتاريخ 4.1.2024.
تواصلنا مع "شركة الطحان" مرتين، وسألناها عما ورد في قاعدة البيانات لا سيما فيما يتعلق بحصول منتج الشركة على شهادة "الكوشير"، كما أرفقنا لها صورة المنتج للاستفسار منها، ولم نتلقّ رداً حتى تاريخ نشر هذا التحقيق.
ويمكن الاطلاع على المنتج الذي يعود لشركة "الطحان" الذي حصل على شهادة "كوشير" للتسويق داخل إسرائيل من خلال هذا الرابط (عدد المنتجات وصلاحية الرابط قابلة للتغيير بحسب التحديثات المستمرة من قبل الحاخامية الكبرى).
"كوشير" لمنتج يعود لشركة "أجدادنا"
ورد في البيانات الرسمية أيضاً اسم شركة "أجدادنا"، وتقول الشركة إنها تأسست في عام 1950 في محافظة حلب بسوريا، وهي شركة تعمل في إنتاج الحلاوة الطحينية، والطحينة، وفي عام 2013 افتتحت الشركة مقراً لها في مصر.
بحسب البيانات، فإن منتجاً للشركة وهو الطحينة تم الحصول عليه من قبل مستورد تم تسجيله كشركة خاصة في إسرائيل، وتشير بيانات الحاخامية إلى إصدار شهادة كوشير للمنتج.
تواصل "عربي بوست" مع شركة "أجدادنا"، وأكدت الشركة أنها صدرت منتجها إلى المستورد الوارد اسمه في قاعدة البيانات، لكن الشركة أصرت على أنها صدرت منتجها إلى المستورد "على أساس أنه جهة فلسطينية وليست إسرائيلية"، بحسب قولها.
قالت الشركة في ردها: "قمنا بالتصدير إلى الشركة المذكورة على أساس أنها شركة فلسطينية وليست إسرائيلية، وطبقاً للفاتورة الجمركية بلد التصدير فلسطين".
أرسلنا بيانات متعلقة بالمستورد إلى الشركة وأشرنا إلى أنه مسجل كشركة خاصة في إسرائيل، وقالت الشركة: "نبيع المنتجات لأشخاص فلسطينيين، والدولة المصدر لها المدون على الفاتورة الجمركية الرسمية هي دولة فلسطين وليست إسرائيل"، بحسب قولها.
أضافت الشركة أنه "إذا كان هناك أي تلاعب فى المنتج فيكون من جانب المستورد، حيث إن مسؤوليتنا عن المنتج تنتهي فور خروجه من المصنع"، وقالت الشركة أيضاً إن "منتجات أجدادنا غير حاصلة على شهادة الكوشير، ولم نقم بأي خطوات للحصول عليها".
الشركة قالت أيضاً إن "جزءاً كبيراً من الشحنات يكون عن طريق التنازل لشركة مصرية وهي تقوم بالتصدير، الجزء الأكبر من التصدير يكون إلى ميناء رفح البري باستثناءات قيام العميل بالشحن عن طريقة شركة شحن تابعة له".
وأكدت الشركة في ردها أن "الشركة تقوم ببيع البضاعة تسليم أرض المصنع، أي أنه تنتهي مسؤوليتنا عند خروج البضاعة من جمرك 6 أكتوبر، وأي شيء يحدث للبضاعة بعد هذه المرحلة يكون مسؤولية المشتري"، وفق قولها.
سألنا شركة "أجدادنا" عن أسماء الشركات المصرية التي يتم التنازل لها عن جزء من الشحنات، كما سألناها عما إذا كانت تشير بردّها إلى أن الشركة أو الشركات المصرية التي تم التنازل لها هي التي قد تكون صدّرت منتجها إلى المستورد المذكور؟ ولم تجب عن سؤالنا، كما لم تجب عن سؤالنا عن المناطق الفلسطينية التي تقول الشركة إنها تصدر منتجاتها إليها.
ويمكن الاطلاع على المنتج الذي يعود لشركة "أجدادنا" الذي حصل على شهادة "كوشير" للتسويق داخل إسرائيل من خلال هذا الرابط (عدد المنتجات وصلاحية الرابط قابلة للتغيير بحسب التحديثات المستمرة من قبل الحاخامية الكبرى).
منتجات لشركة "كولد أليكس
كذلك عثرنا في البيانات الإسرائيلية الرسمية على اسم شركة "كولد أليكس" (COLD ALEX FOR FOOD PROCESSING)، وتظهر البيانات أن هنالك 11 منتجاً من الشركة وصلت إلى مستورد إسرائيلي، من بينها البامية والخرشوف المجمدان، والفاصوليا، والفراولة المجمدة.
وجدنا أن منتجات باسم هذه الشركة تُباع في العديد من الدول العربية لا سيما في دول الخليج، وتواصلنا مع الشركة ولم نتلقّ إجابات عن أسئلتنا.
ويمكن الاطلاع على مجموع منتجات شركة "كولد أليكس" الحاصلة على شهادة "كوشير" للتسويق داخل إسرائيل من خلال هذا الرابط (عدد المنتجات وصلاحية الرابط قابلة للتغيير بحسب التحديثات المستمرة من قبل الحاخامية الكبرى).
تأكيدات على تصدير منتجات لإسرائيل
ورد في البيانات الإسرائيلية أيضاً اسم شركة EGCT FROZEN المصرية، وتظهر البيانات أن منتجاتها من البصل والفاصوليا والبامية وصلت إلى مستورد إسرائيلي هو شركة "إسرائيل فيلدمان".
قالت الشركة في ردها على أسئلتنا: "بخصوص موضوع التصدير إلى إسرائيل، نحن نعمل مع شركات بعقود طويلة الأمد منذ أكثر من 4 سنوات"، وأشارت إلى أنها ملزمة بالوفاء بالعقود و"بدخول الشحنات عن طريق ميناءي العوجة وأشدود".
يشير الموقع الإلكتروني لشركة EGCT FROZEN إلى حصول الشركة على شهادة "الكوشير"
ويمكن الاطلاع على مجموع منتجات الشركة من خلال هذا الرابط (عدد المنتجات وصلاحية الرابط قابلة للتغيير بحسب التحديثات المستمرة من قبل الحاخامية الكبرى).
من جانبها، علّقت شركة "OILS AND GRAINS CO LTD" المصرية، التي ورد اسمها في البيانات الإسرائيلية، وقالت لـ"عربي بوست" إنه فيما يتعلق "بأننا صدرنا زيت الذرة إلى إسرائيل، نود التوضيح بأن تلك الشحنة المشار إليها يعود تاريخها إلى يناير/كانون الثاني 2023، وتلك كانت الشحنة الوحيدة التي تم إرسالها إلى هذا المستورد، وذلك في إطار المعاملات التجارية وتصدير المنتجات الغذائية من مصر إلى عدة دول عربية وأجنبية منها إسرائيل".
أضافت الشركة: "نريد أن نسلط الضوء على أنه منذ بداية الأحداث الحالية (تشير الشركة بذلك إلى الحرب على غزة) لم يتم تصدير أي شحنات من شركتنا إلى إسرائيل، بل كان لنا دور ملحوظ وملموس في إرسال الشحنات الغذائية والمساعدات إلى إخواننا في فلسطين من خلال بعض المنظمات الإنسانية العالمية الكبرى مثل برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة"، بحسب قول الشركة، التي تظهر البيانات أن تاريخ إصدار الشهادة لمنتجها المستورد إلى إسرائيل هو 25.2.2024.
كذلك ردّت شركة "التوحيد" المصرية التي تعمل في المحاصيل الزراعية، على طلب "عربي بوست" للتعليق على حصول منتج لها على شهادة "كوشير"، بحسب ما أظهرته البيانات الإسرائيلية.
وقالت الشركة إن وسيطاً اشترى بضاعة من الشركة على أساس أنها "لشخص فلسطيني، وللفلسطينيين"، وأضافت أنه من أجل "إدخال منتجها إلى فلسطين، ينبغي إدخاله عن طريق هذه الشركة (المستورد الإسرائيلي)، وقمنا بشحن الفول السوداني من أجل مساعدة الفلسطينيين وليس من أجل إسرائيل"، بحسب تعبيرها.
ونشير هنا إلى ما ذكرناه مُقدماً عن أن تصدير المنتجات إلى الفلسطينيين لا يستوجب الحصول على شهادة "كوشير"، بحسب ما أكدته لنا مصادر فلسطينية.
شركات أصرّت على النفي
وعلى الرغم من حصول منتجات مصرية على شهادة "الكوشير"، وتأكيد شركات مصرية وصول منتجاتها إلى إسرائيل، إلا أن مسؤولين من شركات مصرية أخرى، صاحبة منتجات ورد اسمها في البيانات الرسمية الإسرائيلية، رفضوا تأكيد إرسال منتجاتهم إلى إسرائيل.
من بين هذه الشركات، الشركة العالمية للمواد الاستهلاكية والأغذية – مصر (INTERNATIONAL FOOD AND CONSUMABLE GOODS)، والتي تذكر البيانات الإسرائيلية أن منتجها من البطاطا الحلوة وصل إلى المستورد الإسرائيلي (Opal Jozi Ltd)، وقالت الشركة "إنها لم تقم بأي عملية تصدير" للمستورد الوارد اسمه في البيانات الرسمية، وقالت إن "البيانات خطأ".
لم تقدم الشركة -التي تربط نفسها في موقعها الإلكتروني بعدد من العلامات التجارية المعروفة- دليلاً على أن البيانات خطأ، ولم تجب عن أسئلة أخرى أرسلناها لها، عن تصديرها أياً من منتجاتها إلى مستوردين آخرين في إسرائيل غير ذلك المستورد الوارد في البيانات، كما لم تجب عن سؤالنا عما إذا ما كانت الشركة تنفي نفياً قاطعاً أن أياً من منتجاتها لم يتم تصديره إلى إسرائيل.
ويمكن الاطلاع على منتج الشركة الحاصل على شهادة "كوشير" للتسويق داخل إسرائيل من خلال هذا الرابط (عدد المنتجات وصلاحية الرابط قابلة للتغيير بحسب التحديثات المستمرة من قبل الحاخامية الكبرى).
في الإطار ذاته، قالت شركة ALEX COMPLEX FOR FOOD PRODUCTS المصرية التي ورد اسمها في قاعدة البيانات: "نقوم بتصدير منتجاتنا للخارج فقط، وبالأخص أوروبا، وليس لدينا سوق محلي، ونقوم بالاشتراك في المعارض الخارجية فقط أيضاً، ومن المتوقع زيارة جميع الجنسيات لنا بالمعرض، ولا يجوز طرد أي زائر يقوم بزيارة أماكن العرض، فأي عارض يستقبل أي زائر في المعارض الخارجية دون تمييز"، وتضيف الشركة: "نحن لم نقم نهائياً بتصدير أي منتج لإسرائيل"، بحسب قولها.
سألنا شركة "أليكس كومبليكس" عن سبب حصول منتج من الشركة على شهادة كوشير برقم "125546"، والخاصة بتسويق البضائع وبيعها داخل إسرائيل، إلا أننا لم نتلقّ رداً من الشركة.
ويمكن الاطلاع على منتج شركة "أليكس كومبلكس" الحاصل على شهادة "كوشير" للتسويق داخل إسرائيل من خلال هذا الرابط (عدد المنتجات وصلاحية الرابط قابلة للتغيير بحسب التحديثات المستمرة من قبل الحاخامية الكبرى).
إعادة تغليف المنتجات في إسرائيل
وساعد تواصُل "عربي بوست" مع عشرات الشركات المصرية، والبحث عن المستوردين الإسرائيليين للمنتجات المصرية، في توضيح أكبر لمعرفة تفاصيل وصول منتجات عربية إلى إسرائيل، وكيفية تصريفها.
فيما يتعلق بالشركات المصرية، وجدنا أن العديد منها متخصصة في تصدير منتجاتها من الخضراوات والفواكه إلى الخارج، كما وجدنا أن الشركات الواردة أسماؤها في البيانات الإسرائيلية تخفي على موقعها الإلكتروني اسم إسرائيل من قائمة الجهات التي تصل إليها منتجاتها، على الرغم من أن هذه الشركات تشير في مواقعها الإلكترونية إلى حصولها على شهادة "الكوشير".
ومن خلال البحث عن المستوردين الإسرائيليين للمنتجات المصرية، وجدنا أنه ليس جميع المستوردين يمتلكون منافذ بيع في الأسواق الإسرائيلية للمنتجات التي يستوردونها، بل بعضهم يوزعها على بائعين محليين، وبعضهم الآخر يشير إلى أنه يعمل في مجال تصدير البضائع بما في ذلك التي تم استيرادها من الخارج.
من بين المستوردين الإسرائيليين البارزين للمنتجات المصرية، شركة "Opal Jozi Ltd"، ومقرها جنوب تل أبيب، وتظهر البيانات أن هذه الشركة استوردت وحدها 57 منتجاً تعود لـ 5 شركات في مصر.
تُشير هذه الشركة إلى أنها "أكبر شركة مستوردة في إسرائيل للخضار والفواكه المجمدة"، وتقول إن لديها قسماً داخل الشركة لبيع المنتجات للفنادق والمطاعم، ما يعني أن جزءاً من المنتجات المستوردة ليست مخصصة للبيع في منافذ التسوق، كما تمتلك قسماً للتصدير، وتقول إنها تصدر جزءاً مما تستورده لعملائها في أمريكا وأوروبا.
هنالك أيضاً مستورد إسرائيلي آخر هو شركة "Miki Oz Asakim Ltd"، وبحسب البيانات الإسرائيلية، فإن هذا المستورد حصل على الفراولة من شركتين في مصر، وتشير الشركة إلى أنها توفر منتجات لمطاعم وشركات غذائية.
كذلك تُشير إلى أنها متخصصة في إنتاج علامات تجارية للمنتجات التي تستوردها، وتذكر أنه بإمكان عملائها الحصول على المنتجات بعبواتها الأصلية، أو وضع علاماتهم التجارية الخاصة بهم، ما يشير إلى إمكانية إعادة بيع المنتجات المستوردة ضمن علامات تجارية خاصة ببائعين إسرائيليين، وهو ما يوضح سبب عدم وجود جميع المنتجات المصرية والأخرى المستوردة في أسواق الأونلاين الإسرائيلية.
وترتبط مصر وإسرائيل بعلاقات تجارية في مجالات عدة، وبحسب وزارة الصناعة الإسرائيلية، فإن إسرائيل تستورد من مصر المنتجات الزراعية والغذائية، إضافة إلى الكيماويات والآلات الكهربائية والمطاط والبلاستيك والمعادن والوقود.
في حين أن معظم الصادرات الإسرائيلية إلى مصر تأتي في قطاع النسيج، إضافة إلى الكيماويات والمطاط والبلاستيك وغيرها من المواد، بحسب موقع I24News الإسرائيلي.
وفي عام 2022، ذكرت وزارة الاقتصاد والصناعة الإسرائيلية أن إسرائيل ومصر تتجهان إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية، وتأملان في الوصول إلى 700 مليون دولار في التجارة الثنائية السنوية في السنوات الثلاث المقبلة، إذ يبلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين نحو 270 مليون دولار سنوياً.