لورا لومر.. كارهة للمسلمين وأداة ترامب “الفجة” للإطاحة بخصومه 

عربي بوست
تم النشر: 2025/08/20 الساعة 10:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/08/20 الساعة 10:09 بتوقيت غرينتش
لورا لومر المعادية للمسلمين والمقربة من ترامب/عربي بوست

لم يكن قد مضى على منشور بشأن اللاجئين الفلسطينيين للصحفية الأمريكية اليهودية، لورا لومر، التي أعربت بفخر عن معاداتها للمسلمين، سوى يوم واحد حتى أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن إيقاف جميع تأشيرات الزيارة للأفراد القادمين من قطاع غزة، لحين إجراء "مراجعة شاملة ودقيقة"، وهي الخطوة التي نددت بها جماعات مؤيدة للفلسطينيين.

وقالت لومر، الناشطة المنتمية إلى اليمين المتطرف والحليفة للرئيس دونالد ترامب، على مواقع التواصل الاجتماعي، الجمعة 15 أغسطس/آب، إن "لاجئين" فلسطينيين دخلوا الولايات المتحدة هذا الشهر.

ولومر هي صحفية نافذة ومؤثرة، لم تتجاوز الثالثة والثلاثين من العمر، وصفتها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية البارزة بأنها "أداة فظة في يد ترامب"، ضمن تقرير موسع عنها.

وبرز اسم لومر كثيراً مع بدء الرئيس الجمهوري ولايته الثانية في يناير/كانون الثاني الماضي، وتناولت تقارير أمريكية عدة كيف ساهمت حملات الضغط التي تقودها في إعادة تشكيل إدارة ترامب، وعن ترويجها لنظريات المؤامرة، ومن أبرزها أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول كانت "عملية داخلية".

ومن بين متابعيها البالغ عددهم 1.7 مليون شخص على حسابها على تويتر، نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيجسيث، ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كاش باتيل، وكبيرة موظفي البيت الأبيض، سوزي وايلز.

العداء للمسلمين

لم يكن عداء لومر، التي وُلدت في ولاية أريزونا في عام 1993 لوالدين منفصلين، ونشأت في بيت مضطرب، للإسلام والمسلمين مقتصراً على منشور اللاجئين الفلسطينيين، بل كان حلقة في سلسلة متصلة من الآراء والمواقف التي تبرز عداءها للمسلمين.

ووصف تقرير نيويورك تايمز خطاب لومر المعادي للإسلام بأنه الخطاب الأكثر انتشاراً بين خطاباتها.

ووفقاً لما نقلته نيويورك تايمز عن اثنين من زملائها السابقين، بدأت لومر تتبنى أفكاراً معادية للإسلام علناً، وتصر على أن القرآن يعلّم أتباعه أن يكونوا إرهابيين، وأن باراك أوباما، الرئيس آنذاك، كان مسلماً.

وقال أحد زملائها في الدراسة، حسن باركجين، المسلم المولود في تركيا: "لطالما عبّرت لورا عن آراء متطرفة. وكنت أُصحّح لها، فتقول: 'حسناً، فهمت'، ثم تعود لتكرار نفس المعلومات المغلوطة".

وقال تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية عن لومر: "لقد بنت لومر مكانتها العامة من خلال هجمات شرسة ضد المسلمين والمهاجرين".

وفي عام 2017، عبّرت عن موقفها العدائي بفخر عبر وسم #ProudIslamophobe أو "كارهة للإسلام بفخر" على حسابها على تويتر، وذلك قبل عام واحد من حظرها بسبب خطاب الكراهية الذي انتهجته تجاه النائبة الأمريكية المسلمة إلهان عمر.

بل إنها شككت في الإسلام بقولها: "لا أعتقد أن الإسلام دين حقيقي".

كما زعمت، دون دليل، أن الحكومة القطرية هي "الممول الأكبر" لحركة "حياة السود مهمة" الأمريكية.

وبعد فوز المرشح الديمقراطي المسلم، زهران ممداني، في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية الأخيرة لرئاسة نيويورك، حذّرت من أنه سيكون مسؤولاً عن "أحداث 11 سبتمبر/أيلول أخرى ستقع في نيويورك".

وجاء موقفها من ممداني متوافقاً مع موقف ترامب، الذي أعربت مراراً وتكراراً عن ولائها له، والذي كان قد هاجم هو الآخر المرشح الديمقراطي بعد فوزه في الانتخابات التمهيدية.

وفي أعقاب تفجير أسفر عن قتلى وجرحى في مدينة نيويورك اتُّهم به تنظيم الدولة في عام 2017، وصفت لومر الإسلام بأنه "سرطان"، والمسلمين بأنهم "وحوش".

وقالت: "كم عدد الأشخاص الذين يجب أن يموتوا حتى يتفق الجميع على أن الإسلام هو السرطان، ويجب علينا ألا نسمح لأي مسلم آخر بالدخول إلى العالم المتحضر؟"

وتابعت أن "الإسلام سرطان" و"لا ينبغي لنا أبداً أن نسمح لأي مسلم آخر بدخول العالم المتحضر".

وأضافت: "لا وجود لمسلم معتدل. كلهم سواء. حان الوقت لنتقبل هذا الواقع. أرفض رؤية المزيد من الناس يموتون".

وفي العام نفسه أيضاً، مُنعت لومر من استخدام تطبيقي أوبر وليفت، بعد أن نشرت سلسلة من التغريدات التي ألقت فيها باللوم على جميع المسلمين في الهجمات الإرهابية، وقالت إنه يجب على شخص ما إنشاء تطبيقات بديلة لا توظف سائقين مسلمين، وأعلنت كل من شركتي أوبر وليفت أنها انتهكت إرشاداتهما وتم منعها من استخدام خدماتهما.

وفي عام 2018، سُحبت أوراق اعتماد لومر الإعلامية، وتم إبعادها من المحكمة الفيدرالية في أورلاندو، في أعقاب مضايقتها واستفزازها عائلة نور سلمان، أرملة منفذ هجوم ملهى "بولس" الليلي، والتي كانت تُحاكَم بتهمة مساعدة زوجها.

وفي عام 2019، قالت إنها لا تعبأ بالهجوم الإرهابي القومي الأبيض على مسجدين في مقاطعة كرايستشيرش بنيوزيلندا، والذي أودى بحياة 51 شخصاً من المجتمع المسلم.

وكتبت لومر على حسابها في تليغرام: "لا أحد يهتم بكرايستشيرش. أنا لا أهتم بشكل خاص".

وفي أعقاب أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ضخّمت لومر وغيرها من المؤثرين اليمينيين قصة بلا أي مصادر موثوقة تزعم أن 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023 سيكون "يوماً للجهاد" العالمي، وهي القصة التي يُعتقد أنها دفعت مالك عقار يبلغ من العمر 71 عاماً في إلينوي إلى محاولة قتل مستأجرة مسلمة، وطعن ابنها البالغ من العمر 6 سنوات حتى الموت، وفقاً لصحيفة الإندبندنت البريطانية.

وفي يونيو/حزيران الماضي، حثّت لومر عدداً من النواب الأمريكيين على حظر جماعة الإخوان المسلمين وتصنيفها كجماعة إرهابية.

وأخيراً، قالت لومر، على تويتر، الجمعة 15 أغسطس/آب، إن "لاجئين" فلسطينيين دخلوا الولايات المتحدة هذا الشهر.

ونشرت مقاطع فيديو لأطفال من غزة وصلوا في وقت سابق من هذا الشهر إلى سان فرانسيسكو وهيوستن لتلقي العلاج الطبي بمساعدة منظمة تُدعى (هيل بالستاين).

وقالت: "على الرغم من تصريح الولايات المتحدة بعدم قبول 'اللاجئين' الفلسطينيين في الولايات المتحدة في ظل إدارة ترامب"، إلا أن هؤلاء الأشخاص من غزة تمكّنوا من السفر إلى الولايات المتحدة.

وقالت منظمة هيل بالستاين إنه لا يوجد أي برنامج لإعادة توطين اللاجئين كما ذكرت لومر، وإن جهود المنظمة جزء من برنامج علاجي. وأضافت أن البرنامج يُدار بالاعتماد على التبرعات، ولم يُستخدم فيه أي أموال من الحكومة الأمريكية.

وقالت المنظمة الخيرية في بيان إنها ترعى وتُحضِر "الأطفال المصابين بجروح خطيرة إلى الولايات المتحدة بتأشيرات مؤقتة لتلقي العلاج الطبي الضروري غير المتوفر في ديارهم".

وفاة 1000 طفل ومريض وجريح
انهيار المنظومة الصحية في غزة/ الأناضول

واستنكر مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) قرار وقف التأشيرات.

وقالت لومر إنها تحدثت إلى وزير الخارجية، ماركو روبيو، للتحذير مما وصفته بتهديد "الغزاة الإسلاميين".

وأصدرت الولايات المتحدة أكثر من 3800 تأشيرة زيارة من فئتي بي1 وبي2، والتي تتيح للأجانب تلقي العلاج في الولايات المتحدة، لحاملي وثائق سفر من السلطة الفلسطينية منذ بداية عام 2025. ويشمل هذا الرقم 640 تأشيرة صدرت في مايو/أيار، وفقاً لوكالة رويترز.

العداء للمهاجرين

ولا يقتصر عداء لومر على المسلمين فحسب، بل يمتد موقفها المتشدد ليشمل أيضاً المهاجرين واللاجئين والأعراق المختلفة.

ولدى المؤثرة الأمريكية برنامج بودكاست على منصة "رامبل"، وهي منصة فيديو يمينية، تتبنى من خلالها بث منشورات معادية للإسلام والمهاجرين.

وقالت لومر، التي تُطلق على نفسها اسم "اليهودية الشجاعة"، وغالباً ما ترتدي قلادة نجمة داود حول رقبتها، إن المهاجرين الذين يرفضون الاندماج يشكلون تهديداً للتراث الأمريكي.

كما أبدت ترحيباً وحفاوة بوفاة ألفي مهاجر أثناء عبورهم البحر الأبيض المتوسط.

وفي يوليو/تموز الماضي، وفي إشارة واضحة إلى جميع سكان الولايات المتحدة من أصل إسباني، أعربت عن استمتاعها باحتمالية أن يُؤكَل الناس أحياءً أثناء محاولتهم الهرب من مركز احتجاز المهاجرين في مركز "التمساح"، وهو سجن غير نظامي يقع في منطقة معزولة تحيط بها مستنقعات تعج بالتماسيح.

وكتبت: "الخبر السار هو أن التماسيح ستضمن 65 مليون وجبة على الأقل إذا بدأنا الآن".

تشكيل إدارة ترامب

وفي منتصف يوليو/تموز الماضي، نشرت لومر منشوراً مطولاً على تويتر يستهدف أحد كبار مسؤولي الجمارك وحماية الحدود، واتهمته بأنه "مناهض لترامب، ومؤيد للحدود المفتوحة، ومتحيز لصالح التنوع والإنصاف والشمول"، وطالبت بإقالته من الحكومة الفيدرالية.

وقالت: "لماذا يُعدّ هذا الرجل مستشاراً أول للأمن القومي في هيئة الجمارك وحماية الحدود، ولماذا يُعدّ مديراً للمركز الوطني للتدقيق؟" وكانت تغريدتها تتعلق بمونتي هوكينز، الذي خدم في عهد أربعة رؤساء، ديمقراطيين وجمهوريين، وعُيّن سابقاً من قِبل إدارة ترامب عام 2018.

وبعد أقل من 48 ساعة، وبعد إرسال نداء مباشر إلى وزارة الأمن الداخلي، تقول لومر إن مسؤولاً اتصل بها شخصياً، وشكرها على تضخيم المعلومات، وأبلغها لاحقاً بإقالة هوكينز.

مسلمون ينظمون إفطاراً أمام البيت الأبيض للتضامن مع غزة
البيت الأبيض/ رويترز

ويُعدّ هذا مثالاً واضحاً ليس فقط على كيفية عمل حملات الضغط التي تقوم بها لومر، بل أيضاً على كيفية قيامها بشكل متزايد بدور غير رسمي ولكن مؤثر كمنفذ سياسي يستهدف مسؤولي الإدارة الذين تراهم غير موالين للرئيس دونالد ترامب، وفق تقرير لموقع إيه بي سي.

وبحسب إحصاءات موقع إيه بي سي، ساهمت حملات الضغط التي شنتها لومر حتى الآن في إقالة ما لا يقل عن 15 فرداً من إدارة ترامب الثانية، إما من خلال الفصل المباشر أو سحب الترشيحات السياسية العليا، من ست وكالات فيدرالية مختلفة.

وقالت لومر لموقع إيه بي سي رداً على سؤالها عن عدد المسؤولين الذين ساعدت في إجبارهم على الرحيل: "لم أعد أُحصيهم. عددهم كبير جداً ويصعب حصره".

وخلال الأسبوع الأول من أغسطس/آب الجاري، طردت إدارة ترامب رئيس قسم اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء، الدكتور فيناي براساد، وأقالت المستشارة العامة لوكالة الأمن القومي، أبريل فالكون دوس، وألغت تعيين جين إيسترلي كرئيسة لقسم العلوم الاجتماعية في ويست بوينت. وجاءت كل هذه الخطوات بعد وقت قصير من حملات الضغط التي مارستها لومر.

وساهمت حملات لومر في رحيل مسؤولين من وكالات، بما في ذلك وكالة الأمن القومي، ومجلس الأمن القومي، ووزارة العدل، ووزارة الصحة والخدمات الإنسانية، وإدارة الغذاء والدواء، ووزارة الدفاع.

وقال مصدر إن بعض الأشخاص داخل الإدارة استغلوا ما تقوم به لومر كأداة لاستهداف مسؤولين آخرين يسعون إلى إقالتهم.

الولاء لترامب

"نقطة وصولي إلى البيت الأبيض هي دونالد ترامب. وهذا أمر يصعب على الناس فهمه"، هكذا نُقل عنها في صحيفة نيويورك تايمز، وهو ما يعكس ولاءها التام للرئيس الأمريكي.

وتتابع لومر بقولها إن الرئيس هو محور حياتها. وتقول إنها أخبرت صديقها بأن "الرئيس ترامب يأتي أولاً. وإن لم تستطع تحمّل ذلك، فابحث عن شخص آخر". وبعد لقاء واحد مع ترامب عام 2023، كتبت بحماسة على تويتر: "أحبّه كثيراً".

ومن جانبه، أشاد ترامب بلومر مراراً وتكراراً، واصفاً إياها في أحد التجمعات الانتخابية بأنها "امرأة رائعة، ووطنية حقيقية ومذهلة".

ترامب
فريق الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للسياسة الخارجية/عربي بوست

وبذلت لومر جهداً كبيراً لتجعل نفسها جديرة بهذه المكانة من خلال تصوير نفسها على أنها من أشدّ الموالين لترامب، مُعلنةً الشهر الماضي أن "أمريكا أولاً هي ما يقوله الرئيس ترامب".

وهي تُدرك تماماً أهمية المظهر الخارجي بالنسبة لترامب. وقالت: "في كل مرة أزور فيها الرئيس، أشتري دائماً زياً جديداً، لأني أريد أن أبدو في أبهى صورة".

وقالت لومر إنها أجرت أربع محادثات هاتفية على الأقل مع ترامب منذ مايو/أيار الماضي، وهي على ثقة من أن علاقتهما لا تزال قوية كما كانت دائماً، على الرغم من محاولات بعض مساعدي البيت الأبيض المستمرة لتهميشها.

تحميل المزيد