محمد حيدر وطلال حمية.. من هم قادة حزب الله المستهدفون بغارات الاحتلال الإسرائيلي في بيروت؟

عربي بوست
تم النشر: 2024/11/23 الساعة 12:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/11/23 الساعة 13:12 بتوقيت غرينتش
حزب الله اللبناني/ عربي بوست

استيقظت العاصمة اللبنانية صباح اليوم 23 نوفمبر 2024، على انفجارات عنيفة هزّت أرجاء المدينة، مخلفةً أضرارًا جسيمة في حي البسطة الفوقا، أحد الأحياء الشعبية المكتظة بالسكان.

ووفقًا لقناة 12 الإسرائيلية، استهدفت الغارة منطقة فتح الله باستخدام صواريخ خارقة للتحصينات، مشابهة لتلك التي استُخدمت سابقًا في عمليتي اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله، السيد حسن نصرالله، ورئيس المجلس التنفيذي، السيد هاشم صفي الدين. وذكرت المصادر الإسرائيلية أن العملية استهدفت القيادي البارز محمد حيدر، رئيس قسم العمليات في "حزب الله"، الذي يُعد شخصية ذات أهمية استراتيجية تفوق طلال حميه، الذي تردد في البداية أنه هو المستهدف والملقب بـ"الشبح" لقلة ظهوره وندرة المعلومات عنه.

فمن هما محمد حيدر وطلال حميه؟ وما أدوارهما في الحزب ؟

محمد حيدر

محمد حيدر، هو أحد قيادات الصف الأول في "حزب الله"، يُعد من أبرز العقول الأمنية في الحزب، حيث لعب دورًا محوريًا في صياغة الاستراتيجيات الأمنية والعسكرية. وقد شغل حيدر منصب نائب في البرلمان اللبناني بين عامي 2005 و2009، قبل أن يبتعد عن العمل السياسي والإعلامي، ليتحول لاحقًا إلى المعاون العسكري للأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، وفقاً لوسائل الإعلام اللبنانية.

محمد حيدر وطلال حمية.. من هم قادة حزب الله المستهدفون بغارات الاحتلال الإسرائيلي في بيروت؟
صورة متداولة لمحمد حيدر (صورة متداولة)

ويعد حيدر عضوًا في "مجلس الجهاد"، الهيئة العليا المسؤولة عن العمليات الأمنية والعسكرية للحزب. وارتبط اسمه بمسؤوليات أمنية رفيعة المستوى، إذ يُشار إليه أنه كان من بين ثلاثة أعضاء بارزين معروفين في "مجلس الجهاد"، إلى جانب طلال حمية وخضر يوسف نادر. إذ لم يعرف التشكيل الجديد للمجلس بعد أن استهدف الاحتلال باقي أعضاء المجلس في عمليتي اغتيال خلال سبتمبر وأكتوبر 2024، مما أثار تساؤلات.

لقب حيدر بـ"العقل الأمني الاستراتيجي" لدوره البارز في تطوير الخطط الأمنية والإستراتيجية التي أثرت بشكل كبير على نشاط الحزب. حيث كان مستشارًا لنصرالله، وعُرف بانفتاحه النسبي على بعض الإعلاميين والسياسيين مقارنة بمعظم معاونيه الآخرين، وهي سمة تُعزى إلى خلفيته السياسية كعضو سابق في مجلس النواب.

وبحسب مركز الأبحاث الاستخباراتي الإسرائيلي"إنتيلي تايمز"، كان حيدر مشاركاً في المشاريع العسكرية السرية التي يديرها "حزب الله" بالتعاون مع "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، مما كان يبرز دوره كمحور رئيسي في العمليات الأمنية والاستخباراتية للحزب.

لكن بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" لا يعرف منصبه الدقيق في حزب الله هذه الأيام. ووفقاً لوسائل إعلام لبنانية فمسؤوليات حيدر العسكرية كانت  في منطقة بيروت ولم يكن له أي علاقة مباشرة بمناطق مثل الجنوب والبقاع أو حتى ملفات استراتيجية كباقي المعاونين، وأضافت: "لذلك، فإن حيدر قد لا يكون المسؤول عن غرفة العمليات في الجنوب كما تم التسريب إلا في حال تسلُّمه هذه المسؤولية بعد الاغتيالات الأخيرة".

طلال حمية

طلال حمية، المعروف بلقبه "الشبح"، هو المسؤول عن الوحدة 910، التي تُعتبر الوحدة المسؤولة عن العمليات الخارجية لـ"حزب الله"، بحسب مركز الأبحاث الاستخباراتي الإسرائيلي"إنتيلي تايمز"

يُعد حمية من النواة العسكرية الأولى للحزب ومن جيل المؤسسين، حيث التحق بصفوفه في منتصف الثمانينيات. وقد وُجهت إليه اتهامات من الولايات المتحدة بالمشاركة في عملية استهداف المارينز الأمريكية في بيروت عام 1983.

محمد حيدر وطلال حمية.. من هم قادة حزب الله المستهدفون بغارات الاحتلال الإسرائيلي في بيروت؟
صورة متداولة للقيادي في "حزب الله" طلال حمية

وفي عام 2012، صنفته وزارة الخارجية الأمريكية كـ"إرهابي عالمي"، ورصدت مكافأة قدرها 7 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه. كما شملته وزارة الخزانة الأمريكية بعقوبات مع أسماء بارزة أخرى، مثل مصطفى بدر الدين وحسن نصر الله.

والاحتلال الإسرائيلي هو من لقب طلال حمية بـ"الشبح" نظرًا لعدم امتلاكه أي أوراق ثبوتيه رسمية، وتمكنه من الاختفاء التام عن الحياة العامة، واتباعه احتياطات أمنية صارمة تجعله غير مرئي في المشهد الاجتماعي اللبناني.

يُعرف عنه استخدامه أسماء مستعارة، من بينها "طلال حسني" و"عصمت ميزاراني"، وهو يُدير الوحدة 910 منذ اغتيال عماد مغنية، القيادي البارز والسابق في "حزب الله"، في دمشق عام 2008.

ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن القصف الدموي الذي طال بيروت استهدف مسؤولين بارزين في العمليات داخل "حزب الله"، بينما أعلن الدفاع المدني اللبناني عن سقوط "11 شهيدًا و23 مصابًا" جراء القصف الدموي الذي طال بيروت. ورغم الأنباء المتداولة عن استهداف القياديين محمد حيدر وطلال حمية، لا يزال مصيرهما مجهولًا حتى الآن.

تحميل المزيد