أعلن رئيس حزب "النصر" المعارض في تركيا، أوميت أوزداغ، الثلاثاء 23 مايو/أيار 2023، أنه سيعقد غداً الأربعاء مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع المرشح الرئاسي لتحالف الأمة المعارض كمال كليجدار أوغلو، فيما يبدو إعلاناً لدعمه مرشح المعارضة في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية يوم 28 مايو/أيار.
جاءت تصريحات السياسي اليميني المتطرف بعد لقائه كليجدار أوغلو، مساء الإثنين، للمرة الثانية على التوالي خلال يومين، وسط ارتفاع وتيرة اللقاءات السياسية بعد أيام قليلة من جولة الإعادة، وفق قناة "خبر تورك" المحلية.
"مذكرة تفاهم"
وكشف أوزداغ عن "مذكرة تفاهم" عمل عليها مع كليجدار أوغلو، بخصوص دعم الأخير في جولة الإعادة، أمام مرشح تحالف الجمهور الرئيس رجب طيب أردوغان.
وقال أوزداغ في تغريدة عبر تويتر، إنه سيعقد مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع كليجدار أوغلو، من أمام مقر الحزب عند الساعة 11 صباحاً (بالتوقيت المحلي) الأربعاء، لإعلان مذكرة التفاهم بين الطرفين.
يشار إلى أن تحالف الأمة المعارض يضم 6 أحزاب، وهو ما يعرف بالطاولة السداسية، وتشمل حزب الشعب الجمهوري الذي يرأسه كليجدار أوغلو، إلى جانب أحزاب الجيد، السعادة، الديمقراطي، المستقبل، الديمقراطية والتقدم.
وحصل كليجدار أوغلو في الجولة الأولى يوم 14 مايو/أيار على 44.9%، مقابل منافسه أردوغان الذي حصل على 49.5%، في حين حصل المرشح الرئاسي الثالث سنان أوغان على نسبة 5.2%.
والإثنين 22 مايو/أيار، أعلن أوغان دعمه للرئيس أردوغان في جولة الإعادة، مشدداً على ضرورة تحقيق الاستقرار في تركيا وعدم وجود خلاف بين البرلمان والنظام الرئاسي القائم، في إشارة إلى فوز تحالف الجمهور الحاكم بأكثرية مقاعد البرلمان.
كذلك أكد أوغان ضرورة استمرار العمليات التركية ضد التنظيمات الإرهابية، مشيراً إلى أنّ تحالف الأمة المعارض "لم يضع مسافة" بينه وبين حزب الشعوب الديمقراطي المتهم بتبعيته السياسية لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.
وقال: "فشل تحالف الأمة في إقناعنا. لقد أخطأ الذين قالوا بأننا دخلنا في مساومة، فلم نعقد مساومة مع أحد، حيث إن نهجنا يسير في إطار المبادئ. وهدفنا هو تركيا واحدة غير قابلة للتقسيم، واستمرار مكافحة جميع التنظيمات الإرهابية".
تحالف أوزداغ مع كليجدار أوغلو
من جانب آخر، لفتت صحيفة "يني شفق" التركية إلى أن دعم أوزداغ المحتمل لكليجدار أوغلو يصطدم مع ما وصفته بتحالف الأخير مع حزب الشعوب الديمقراطي المتهم بعلاقته مع حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.
وأشارت إلى أن أوزداغ يختلف مع كليجدار أوغلو حول العديد من القضايا التي تتعلق بالأمن القومي التركي، وذكرت منها قضية إقالة رؤساء البلديات "المتهمين بدعم الإرهاب"، حيث يرى أوزداغ ضرورة تطبيق ذلك، في حين يعد كليجدار أوغلو بوقف ذلك.
ودأبت الحكومة التركية على إقالة بعض رؤساء البلديات من حزب الشعوب الديمقراطي، بعد اتهامهم بدعم حزب العمال الكردستاني المسلح والمصنف إرهابياً لدى أنقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي.
وذكّرت الصحيفة في الوقت ذاته، بتصريحات سابقة لأوزداغ، رأى فيها أن فوز كليجدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية سيكون بدعمٍ من حزب الشعوب الديمقراطي، وسيتسبب بنشوب "حرب أهلية".
ويُعرف أوزداغ بخطابه العدائي ضد اللاجئين والسوريين على وجه الخصوص، ويعد بطردهم "قسرياً" من تركيا إذا اضطر الأمر، الأمر الذي قد يثير جدلاً في تحالف الطاولة السداسية الذي يضم أحزاباً محافظة مثل المستقبل بقيادة أحمد داوود أوغلو الذي يشدد على رفضه للخطاب التحريضي ضد اللاجئين.
إلى جانب داوود أوغلو، يرفض علي بابا جان زعيم الديمقراطية والتقدم الخطاب العنصري ضد اللاجئين، وسبق أن نفى مزاعم كليجدار أوغلو بخصوص إرسال اللاجئين خلال عامين على أبعد تقدير، مشيراً إلى أن ذلك "لا يمكن تطبيقه عملياً، وينافي القانون الدولي".
وتتوجه تركيا إلى صناديق الاقتراع في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، الأحد 28 مايو/أيار، حيث سيتنافس الرئيس رجب طيب أردوغان الذي حصل على 49.51% من الأصوات في جولة 14 مايو/أيار، ضد مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو الذي حصد 44.88% من الأصوات.