أثار تواجد رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو وتجوله في المدينة دهشة مواطنين، وذلك بعد انشغاله بدعم حملة المرشح المعارض كمال كليجدار أوغلو وجولاته المستمرة بين الولايات التركية منذ قرابة شهر.
وأظهر فيديو تم تداوله بشكل واسع على مواقع التواصل، الأحد 21 مايو/أيار 2023، سيدة تركية تخاطب رئيس بلدية إسطنبول بالقول: "أخيراً تمكنا من رؤيتك في إسطنبول. الحمد لله"، فيما قال موقع "AHaber" الإخباري التركي إن الفيديو صور في البازار الشعبي لمنطقة توزلا شرق إسطنبول.
وتواصل قيادات المعارضة جولاتها لدعم مرشحها كليجدار أوغلو في مواجهة الرئيس رجب طيب أردوغان، فيما قالت رئيسة حزب الجيد ميرال أكشنار إن المعارضة ستبذل جهوداً أكبر للترويج لدعايتها في إسطنبول.
"معارضة يائسة"
فيما كان لافتاً مع بدء حملة كليجدار أوغلو للجولة الثانية، تصعيده الكبير ضد المهاجرين واللاجئين، خصوصاً السوريين منهم، إذ هاجمهم بطريقة لاذعة، وضخّم من أعدادهم في البلاد أضعاف الرقم المعلن عنه رسمياً، وحاول تخويف المجتمع التركي من وجود اللاجئين بينهم.
حيث وصفت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، المعارضة التركية بأنها "يائسة"، وقالت إن المعارضة تعرضت لإحباط شديد بمجرد فرز أصوات الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، التي أُجريت يوم 14 مايو/أيار 2023، وهو الأمر الذي دفع للجوء إلى ورقة القومية، في محاولة لاستمالة الناخبين.
لفتت الصحيفة في تقريرها إلى أن أحد كبار مستشاري المرشح الرئاسي للمعارضة كمال كليجدار أوغلو، توقع فوزه بالجولة الأولى على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لكن النتائج أثبتت عكس ذلك، إذ حصل أردوغان على 49.5% من الأصوات، مقابل حصول كليجدار أوغلو على 44.8%.
هذه النتائج أدت إلى إحباط شديد لدى المعارضة التركية، وقالت الصحيفة إن هذا الإحباط وصل لدرجة أن كليجدار أوغلو شعر بأنه مضطر لنشر مقطع فيديو يُثبت أنه لا يزال حاضراً، إذ ظهر في المقطع وهو يضرب الطاولة بقبضتيه، ويصرخ قائلاً: "أنا هنا".
الصحيفة البريطانية اعتبرت ظهور كليجدار أوغلو في مقطع الفيديو بمثابة بداية التحول الصادم لمرشح المعارضة، وقالت إن حملته تحولت "من حديث عن الربيع وصور أشجار الكرز وإشارات القلوب، إلى خطابات عدائية تتعهد بطرد ملايين المهاجرين".
أضافت "فايننشيال تايمز" أن هذه المحاولة اليائسة الأخيرة التي لجأ إليها كليجدار أوغلو تهدف إلى تغيير مسار الحملة قبل الجولة الثانية من التصويت، في 28 مايو/أيار 2023، ويتمثل التحدي الذي يواجهه في سد فجوة بالأصوات تبدو مستعصية أمام منافسه أردوغان.