كشف أحد مسؤولي المعارضة التركية من حزب الشعب الجمهوري، أن حملة المرشح الرئاسي كمال كليجدار أوغلو في جولة الإعادة "ستكون متوترة ومستقطبة وأكثر قومية"، وستبنى على زرع فكرة "الخوف" لدى المواطنين من فوز الرئيس التركي رجب طيب أرودغان، بحسب ما نقله موقع Middle East Eye البريطاني، الجمعة 19 مايو/أيار 2023.
واستغرق الأمر أربعة أيام حتى خرج مرشح الرئاسة التركية كمال كليجدار أوغلو للحديث أمام حشد من مؤيديه، وذلك بعد هزيمته في الجولة الأولى من الانتخابات.
تحدث كليجدار أوغلو أمام قاعة مليئة بمؤيدي الحزب بخطاب نشط ولكنه مثير للانقسام، حيث دعا الجميع في تركيا إلى الاختيار بينه وبين حكومة يقودها الرئيس رجب طيب أردوغان، والتي قال إنها ستجلب "10 ملايين لاجئ إضافي"، ووعد بحماية الحدود التركية وإعادة جميع اللاجئين.
وقال المسؤول في المعارضة: "هذا اختيار بسيط بين كليجدار أوغلو وأردوغان، موضوعنا الرئيسي هو الخوف، وسنذكّر الجميع بما ستكون عليه السنوات الخمس المقبلة إذا أُعيدَ انتخابه".
تضمَّن خطاب كليجدار أوغلو لغة يمكن اعتبارها قومية متطرفة، حيث وعد بمحاربة الإرهاب إلى أقصى حد، وحذّر البلاد من التهديد المزعوم للاجئين، الذين زعم أنه "يمكن أن يصبحوا آلةً للجريمة" إذا استمرت الليرة التركية في الانخفاض في ظل حكم أردوغان.
لا توجد "خطة احتياطية"
ولكن مهما كان المحتوى، فمن المثير للاهتمام أن الأمر استغرق أربعة أيام كاملة لفريق كليجدار أوغلو لوضع استراتيجية للجولة المقبلة من الانتخابات. يبدو أنه ليس لديهم أي شيء جاهز.
كان من الواضح أن المعارضة قد أملت تحقيق نصر في الجولة الأولى في 14 مايو/أيار، بناءً على استطلاعات الرأي العامة التي أشارت إلى أن كليجدار أوغلو سيتجاوز الـ50% اللازمة للفوز مباشرة دون جولة الإعادة.
لكن هذا الانتصار لم يتحقق. تخلَّف كليجدار أوغلو عن أردوغان بنسبة 44.96% مقابل 49.4% لأردوغان، ولم تكن هناك استراتيجية احتياطية جاهزة لما بعد ذلك.
من أجل تحقيق ذلك، لم يجدد كليجدار أوغلو عقده مع الشركة التي أدارت حملته في الجولة الأولى، وأحضر عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو أشخاصاً جدداً إلى فريق الحملة لرسم خارطة طريق.
ويقر مسؤولو المعارضة بأنهم يتخذون منحى قومياً على وجه التحديد لجذب نسبة الـ5% من الأصوات التي حصل عليها المرشح القومي المتطرف سنان أوغان في الجولة الأولى.
يقول مسؤولو المعارضة إن ما مجموعه ثمانية ملايين شخص مؤهلون للتصويت، إما لم يصوتوا على الإطلاق أو أدلوا بأصوات باطلة، فيما قال المسؤول الأول: "سنحاول جذبهم نحونا".
بشكل حاسم، كان الفارق بين أردوغان وكليجدار أوغلو 2.5 مليون صوت في الجولة الأولى، فيما يشير مسؤولون إلى قطاعين من السكان كان أداؤهما ضعيفاً بالنسبة لهم، حيث لم يصوتوا بأعداد كبيرة (المجتمع الكردي و5.2 مليون من الجيل "زد").
لهذا السبب من المتوقع أن يظهر كليجدار أوغلو على قناة Babala، وهو برنامج سياسي شهير على منصة يوتيوب يشاهده الملايين من الناخبين من الجيل "زد".
وأعلنت الهيئة العليا للانتخابات التركية، الجمعة، النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية التي جرت في 14 مايو/ أيار، حيث حصل مرشح "تحالف الجمهور" الرئيس رجب طيب أردوغان على 49.52%، ومرشح "تحالف الأمة" كمال كليجدار أوغلو على 44.88%، فيما حصل مرشح تحالف "أتا" (الأجداد) سنان أوغان على 5.17% من الأصوات الصحيحة.
ووفقاً للهيئة العليا للانتخابات التركية بلغت نسبة المشاركة في الاقتراع الرئاسي 87.04%، بينما بلغت الأصوات الباطلة مليونا و37 ألفا و104 أصوات.
والاثنين، أعلنت الهيئة العليا للانتخابات رسميا أن الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة ستجري في 28 مايو/ أيار، لعدم حصول أي مرشح على أكثر من 50 بالمئة من الأصوات.
ومن المقرر أن يتنافس في الجولة الثانية أردوغان وكليجدار أوغلو.