لا يعتبر تحالف الأجداد (ATA) بارزاً إذا ما تمت مقارنته مع الحلفين السياسيين الرئيسيين في تركيا وهما "تحالف الجمهور" بزعامة رجب طيب أردوغان، و "تحالف الأمة" المعارض بزعامة كمال كليجدار أوغلو، ولكنه رغم ذلك يصر على خوض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 14 مايو/أيار 2023.
ما هي الأحزاب التي يضمها تحالف الأجداد، من هو مرشحهم الرئاسي؟
ما هي الأحزاب التي يضمها تحالف الأجداد؟
بدأ الحديث عن تشكيل تحالف جديد في يونيو/حزيران 2022، وكان الحديث حينها يدور حول 6 أحزاب هي "حزب النصر، حزب العدالة، حزب الوطن، حزب بلدي، حزب التحالف التركي، والحزب الحقيقي".
ولكن أوميت أوزداغ زعيم حزب النصر، نفى هذه المزاعم، وأكد أنه غير مستعد للتحالف مع أي حزب، ولكن فيما بعد أكد رؤساء الأحزاب الآخرون أنهم كانوا يتحدثون عن تشكيل تحالف لخوض الانتخابات الرئاسية في 2023.
وبالفعل في 11 مارس/آذار 2023، تم تشكيل تحالف الأجداد "Ata İttifakı" الذي ضم فقط 4 أحزاب هي: (النصر، العدالة، بلدي، التحالف التركي)، فيما انسحب محرم إينجه زعيم حزب الوطن قبل نحو أسبوع من تشكيل التحالف من خلال إرسال رسالة إلى مجموعة WhatsApp الخاصة بهم فقط.
كما انسحب حزب الحقيقي "Doğru Parti" من التحالف بعد إعلان ترشيح سنان أوغان لسباق الرئاسة، فيما قال رفعت سيردار أوغلو رئيس الحزب الحقيقي فيما بعد إن سبب الانسحاب هو ترشيح مرشح ثالث للانتخابات، وهو أمرٌ يصب في مصلحة "تحالف الجمهور" برئاسة أردوغان.
1- حزب النصر
أكبر أحزاب التحالف هو "حزب النصر" أو كما يطلق عليه "Zafer Partisi" الذي يتزعمه النائب البرلماني المثير للجدل والمتطرف أوميت أوزداغ، وهو حزب قومي متطرف يستهدف المهاجرين غير النظاميين والأجانب، خصوصاً السوريين والأفغان، وليس لديه أجندة أخرى سوى ترحيل الأجانب.
تأسس الحزب في 26 أغسطس/آب 2021، وهو الحزب الوحيد في "تحالف الأجداد" الذي يمتلك نائباً في الجمعية الوطنية الكبرى، والذي يمثلها أوزداغ نفسه.
2- حزب العدالة
ثاني أكبر الأحزاب في التحالف هو "العدالة"، وهو حزب سياسي تأسس في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2015 من قبل السياسي التركي فيديت أوز وأصدقائه.
ويعتبر الحزب امتداداً لحزب العدالة الذي تم إغلاقه في عام 1981، فيما أنّ أوز هو زعيم الحزب منذ تأسيسه حتى الآن.
وكان حزب العدالة حزباً محافظاً ليبرالياً يدعو إلى المبادئ الكمالية والديمقراطية البرلمانية واقتصاد السوق، وكان يدعم بقوة العضوية في الناتو وعلاقات تركيا الوثيقة مع الولايات المتحدة.
3- حزب بلدي
هو حزب قومي صغير لا يتجاوز عدد أعضائه الـ220 عضواً، وتأسس في مايو/أيار 2019، برئاسة نيسيت دوجان.
4- حزب التحالف التركي
أما آخر أحزاب "تحالف الأجداد" فهو حزب "التحالف التركي" المعروف بمواقفه القومية بقيادة محمد سقلام الذي أسس الحزب في ديسمبر/كانون الأول 2020.
يدعمون مرشحاً رئيسياً لا ينتمي لأي حزب من أحزاب التحالف!
وعلى الرغم من أنّ هناك العديد من الأسماء التي بإمكان التحالف ترشيحها للمنافسة الرئاسية من داخل هذه الأحزاب، فإنه على الرغم من ذلك، قرروا ترشيح شخص مستقل ليس عضواً بأي من تلك الأحزاب، وهو سنان أوغان، الذي كان عضواً سابقاً في حزب الحركة القومية.
وسنان أوغان هو أكاديمي تركي من أصول أذربيجانية، استطاع دخول السباق الرئاسي بعد جمعه أكثر من 100 ألف توقيع، وهو ما يعد مطلباً قانونياً للترشح لهذا المنصب الذي يعد أعلى منصب في البلاد.
أوغان الذي يبلغ من العمر 56 عاماً، بدأ مسيرته السياسية من خلال الانتساب لحزب الحركة القومية، في مطلع الألفية الجديدة، وفي عام 2011، أصبح نائباً عن مدينة مسقط رأسه وهي "أغادير" الواقعة شرق الأناضول والتي تضم عدداً كبيراً من السكان الأذربيجانيين.
كان أوغان على علاقة جيدة مع رئيس الحزب "دولت بهجلي" لكن تلك العلاقة بدأت تسوء منذ أن اتخذ الأخير موقفاً محايداً لسياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أعقاب الانقلاب الفاشل، ليصبح أوغان إحدى شخصيات الحزب المعارضة لقيادة الحزب.
في عام 2016، طُرد سنان أوغان من الحزب عندما كان أحد الأشخاص الذين يدعون إلى مؤتمر حزبي لتعديل ميثاق حزب الحركة القومية في محاولة لعزل باهجلي، لكنه عاد إليه في العام نفسه عبر رفعه دعوى قضائية.
قبل أن يطرد مرة أخرى في عام 2017 عندما أعلن نيته التصويت بـ(لا) على الاستفتاء الدستوري التركي، إلى جانب العديد من السياسيين الآخرين الذين أعلنوا تأييدهم له.
أما بالنسبة للمؤتمر الذي دعا إليه أوغان في 2016، فلم ينعقد، فيما ألغت المحكمة قرار تعديل ميثاق حزب الحركة القومية، وبالتالي احتفظ باهجلي بمنصبه.
وفي الأشهر اللاحقة انشقت ميرال أكشنار عن حزب الحركة القومية لتأسيس حزب "الجيد"، فيما بقي سنان أوغان في الحزب على الرغم من طرده مرتين، فيما صرح بأنه لم ولن ينتقل إلى أي حزب آخر، ولن يؤسس أي حزب جديد، وسأبقى مخلصاً لحزبي ونضاله.
ولذلك، ومنذ طرده من الحزب في 2017، لم ينتسب أوغان لأي حزب، وهو السبب الذي دفعه للترشح بشكل مستقبل للانتخابات الرئاسية المقبلة على الرغم من أن أوزداغ سمّاه مرشحاً رئاسياً عن تحالف الأجداد.
أبرز وعود تحالف الأجداد
أما أبرز الوعود الانتخابية لتحالف الأجداد والتي جاءت على لسان سنان أوغان فهي:
1- إلغاء النظام الرئاسي والعودة إلى النظام البرلماني.
2- حل المشاكل الديموغرافية التي سببتها -حسب رأيه- هجرات الشعوب الأخرى باتجاه تركيا.
3- التأكيد على تأمين عودة آمنة للمهاجرين وخصوصاً السوريين إلى بلادهم في أقرب وقت ممكن.
4- تشكيل اقتصاد إنتاجي ودعم قطاع الزراعة والوصول إلى الاكتفاء الذاتي غذائياً.
دعم الديمقراطية في تركيا وتحقيق العدالة والدفاع عن حقوق الإنسان.
سنان أوغان وموقفه من اللاجئين!
قبيل بداية الانتخابات بأسابيع قليلة، خرج سنان أوغان في لقاء تلفزيوني على شاشة "Habertürk" التركية، وتعهد بإجبار اللاجئين السوريين على العودة إلى بلادهم "بالقوة إن لزم الأمر" بشكل قانوني.
وأوضح "أوغان" أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتحدث عن الأدبيات المتعلقة بالمستضعفين، في حين يقول كليجدار أوغلو إنه سيرسل السوريين إلى بلدهم بشكل طوعي، إلا أنه (أوغان) ينوي إرسال السوريين إلى بلدهم بالقوة إن لزم الأمر.
وأضاف: "إذا لزم الأمر، فسنجبرهم على العودة بالقوة وبشكل قانوني، عندما يتم القبض على مواطن تركي غير شرعي في ألمانيا، أيقولون له رجاءً عد إلى وطنك؟، أم يقولون إن الحرب انتهت".
وأردف: "المستشفيات ومكاتب البريد مجانية للمهاجرين السوريين، والأمر ينطبق على باقي المهاجرين، لماذا يوجد لاجئون في كل مكان؟ ولماذا لا يقيمون في مخيمات اللاجئين؟ أؤكد أن تحالف الأجداد التركي وسنان أوغان سيعيدون اللاجئين خلال عام واحد فقط".