نشرَ مؤيدون لدونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الأقرب للفوز بترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، صوراً منشأة لترامب بالذكاء الاصطناعي يظهر فيها مع ناخبين من أصول أفريقية.
جاء ذلك في سياق محاولة واضحة لاجتذاب الأمريكيين السود من أصول أفريقية إلى التصويت للرئيس السابق، إذ كشف برنامج Panorama الذي تبثه هيئة الإذاعة البريطانية BBC، عن نشر عشرات من الصور المزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر فيها أشخاص يحملون وجوه أمريكيين من ذوي الأصول الأفريقية، ويؤيدون ترامب.
ومع ذلك، لم يثبت أن هناك ارتباطاً مباشراً بين هذه الصور وحملة ترامب الانتخابية، ولم يظهر دليل على أن الحملة روجت هذه الصور، بحسب صحيفة The Times البريطانية.
ترامب بالذكاء الاصطناعي مع ناخبين سود
يظهر ترامب بالذكاء الاصطناعي في إحدى الصور التي تبدو حقيقية في أول وهلة، كأنه جالس في شرفة منزل مع مجموعة من الرجال السود، ولكن قليلاً من الفحص يكشف أن يدي ترامب مشوهتان (منقوصة الأصابع)، وهي علامة واضحة على أن الصور منشأة بوسائل رقمية.
وذكرت BBC أن الصورة أنشأها حساب ساخر على وسائل التواصل الاجتماعي يستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي في إنشاء الصور لترامب، إلا أن أحد مؤيدي ترامب في ولاية ميشيغان انتقى الصورة، وأعاد نشرها وكتب تحتها خبراً كاذباً: "ما رأيكم في إيقاف ترامب موكبه لالتقاط الصور مع شباب لوَّحوا له؟".
انتشرت الصورة بعد ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي، وشاهدها أكثر من 1.4 مليون متابع على موقع إكس، إلا أن بعض المستخدمين سرعان ما أدركوا أن الصورة مزيفة، وأشاروا إلى أن "يد ترامب بالذكاء الاصطناعي كأنها مخلب دجاجة"، واستنكروا الخدعة، لكن يبدو أن آخرين ظنوا أن الصورة حقيقية.
صارت الصور المزيفة بالذكاء الاصطناعي إحدى الأدوات البارزة في تضليل الناخبين، وشاع استخدامها بين أنصار المرشحين في ظل اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي من المقرر أن تُعقد في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
في يناير/كانون الثاني الماضي، نشر ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي Truth Social صورة بالذكاء الاصطناعي لنفسه وهو يصلي في كنيسة.
وربما أنشئت الصورة باستخدام أحد برامج الذكاء الاصطناعي التي تحوِّل النص إلى صورة، وقد ظهر ترامب بالذكاء الاصطناعي فيها وهو مغمور بالضوء المخترق لنافذة الكنيسة، وقد انحنى رأسه في خشوع للصلاة، ولديه 6 أصابع في يديه.
الذكاء الاصطناعي يقود ترامب للسجن!
وقبيل إدانة ترامب، في مارس/آذار العام الماضي، بالرشوة لممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز، انتشرت له مجموعة من صور الذكاء الاصطناعي التي تتوخى التأثير العاطفي، ويظهر فيها الرئيس الأمريكي السابق وقد كبَّله رجال الشرطة إلى الأرض، ثم وهم يقتادونه إلى السجن.
كان للناخبين الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية دور بالغ التأثير في فوز الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2020، إذ كشفت بيانات "مركز بيو للأبحاث" أنه حصل على 92% من أصواتهم.
لم يدَّخر ترامب جهداً في بذل المساعي العلنية لاجتذاب الناخبين ذوي الأصول الأفريقية خلال حملته الانتخابية، ومع ذلك، فإن تصريحاته بأن الناخبين السود صاروا أكثر ميلاً إليه بعد توالي لوائح الاتهام الجنائية بحقِّه [ملمحاً إلى تشابه ذلك مع ما يتعرضون له من مظالم في الولايات المتحدة]، وصفها البيت الأبيض بأنها "بغيضة، ومُثيرة للانقسام".
في السياق، قالت صحيفة The Daily Mail البريطانية إن أنصار ترامب يغازلون الناخبين السود بصور الذكاء الاصطناعي؛ حرصاً منهم على استمالة هذه الفئة الانتخابية التي لطالما صعب على الحزب الجمهوري اجتذابها إلى التصويت لمرشحيه.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن واحداً على الأقل من مؤيدي ترامب البارزين، وهو المقدِّم الإذاعي المعروف مارك كاي، اعترف بإنشاء صور مزيفة للرئيس السابق بالذكاء الاصطناعي، ونشرت BBC صورة أنشأها مارك كاي وفريقه يظهر فيها ترامب بالذكاء الاصطناعي وهو يبتسم وحوله مجموعة من النساء السود.
وقالت BBC في تقريرها: "تبدو الصورة حقيقة في أول وهلة، ولكن عند التحقق، يظهر لك أن بشرة جميع الظاهرين في الصورة لامعة جداً، وبعضهم تنقص يديه بعض الأصابع، وهذه قرائن واضحة على أن هذه الصور أنشأت بالذكاء الاصطناعي".