قال مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، الأربعاء 14 فبراير/شباط 2024، إن الولايات المتحدة اغتالت أحد قادة كتائب حزب الله العراقي في وسط بغداد، الأسبوع الماضي، باستخدام صاروخ يحتوي على 6 شفرات طويلة، يُقال إنه يمزق هدفه من دون انفجار، ويقلل الخسائر في صفوف المدنيين المحيطين بالأهداف، بحسب صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية.
حيث استخدم البنتاغون في الاغتيال صاروخ هيلفاير المعدَّل، والذي يشار إليه في أوساط الجيش الأمريكي باسم صاروخ "جينسو الطائر"، في استدعاء للتشابه مع سكاكين شعبية كانت تباع في إعلانات تلفزيونية أمريكية في السبعينيات، لاستهداف أبو باقر الساعدي، قائد كتائب حزب الله في سوريا.
وهذه أول مرة يُكشف فيها عن استخدام الولايات المتحدة لصاروخ جينسو في غارة الاغتيال، وفق ما أفادت "وول ستريت جورنال".
جاء اغتيال الساعدي في سيارة كان يستقلها، وفي سياق ما زعمت الولايات المتحدة أنه ردُّها على مشاركة كتائب حزب الله المدعومة من إيران في هجمات على القوات الأمريكية في العراق وسوريا والأردن، والتي بلغت ذروتها في الهجوم الذي وقع في 28 يناير/كانون الثاني على قاعدة عسكرية أمريكية بالأردن، وأسفر عن مقتل 3 جنود أمريكيين.
يُعرف السلاح رسمياً باسم "آر 9 إكس"، وهو نسخة خاملة (غير متفجرة) من صاروخ هيلفاير الأمريكي، الذي يقول البنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية إنه مصمم "لاغتيال قادة الجماعات الإرهابية".
وزعم مسؤولون أمريكيون أن أحد أسباب استخدامه في عملية اغتيال الساعدي هو المخاوف من أن يؤدي استخدام صاروخ برأس حربي شديد الانفجار إلى مقتل أبرياء من المارة، وأن يسفر ذلك عن تأجيج الوضع السياسي المتوتر بالفعل في العراق، الذي يستضيف نحو 2500 جندي أمريكي.
أظهرت الصور الناجمة عن غارة الاغتيال بقايا مركبة محترقة ولكن سليمة إلى حد بعيد، ويختلف ذلك عن آثار الصواريخ ذات الرؤوس الحربية المتفجرة -مثل صاروخ "هيلفاير" التقليدي- التي كانت ستدمر المركبة على الأرجح.
ورفض مسؤولون عسكريون أمريكيون التعليق على ما ورد بشأن استخدام صاروخ جينسو في عملية الاغتيال.
قنبلة "النينجا"
يشار إلى صاروخ جينسو أحياناً باسم قنبلة "النينجا"، إذ يُقال إنه يُستخدم لإسقاط أكثر من 45 كيلوغراماً من المعدن عبر أسطح السيارات والمباني، وقتل أهدافه من دون الإضرار بالأفراد والممتلكات القريبة. ويعتمد الصاروخ على طاقته الحركية و6 شفرات تتطاير من مقدمته قبيل عملية الاصطدام بالهدف، وذلك بدلاً من الرأس الحربي المتفجر التقليدي.
لا يُعرف كم مرة استخدمت فيها القوات الأمريكية هذا السلاح، لكنه يستخدم عادةً في اغتيال الأفراد البارزين بالمناطق التي قد يؤدي استهدافهم فيها بصواريخ متفجرة إلى مقتل المارة.
وزعم مسؤولون في البنتاغون أن الساعدي كان يتنقل في منطقة مزدحمة من العاصمة العراقية، لأنه ظن أنه سيكون أكثر أماناً بين هذا العدد الكبير من المدنيين.
من جهة أخرى، قال متحدث باسم رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني إن الغارة الأمريكية ربما تدفع بغداد إلى إنهاء مهمة التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في البلاد.
وقال مسؤولون عراقيون إن الغارة أسفرت عن مقتل شخصين آخرين على الأقل. ومع ذلك، قال البنتاغون إنه يعتقد أن الساعدي فقط هو الذي قُتل في عملية الاغتيال.
وقال أندرو تابلر، المدير السابق لشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، والذي يعمل الآن في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن تقليل الخسائر في صفوف المدنيين أمر مهم، إلا أن الضربات الأمريكية لا تزال تزيد من الضغط السياسي على الحكومة في بغداد، "وهذا يعزز من حجة الذين يقولون إن الحكومة العراقية لا بد أن تنهي العلاقة العسكرية مع الولايات المتحدة".