أفادت تقارير بأن إسرائيل تمنع الفلسطينيين الأمريكيين من دخول أراضيها (الأراضي المحتلة) عبر الضفة الغربية، ما يمثل انتهاكاً واضحاً لاتفاقية بين تل أبيب وواشنطن أُبرمت العام الجاري تسمح لكل من مواطني الولايات المتحدة وإسرائيل السفر إلى الدولة الأخرى دون تأشيرة.
وقالت وزارتا الأمن الداخلي والخارجية الأمريكيتان، اللتان تديران البرنامج، إنَّ المسؤولين الأمريكيين يحاولون حل المشكلة، بحسب ما نقلت صحيفة The New York Times الأمريكية.
حيث قالت إيرين هيتر، المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي، إنَّ المسؤولين الحكوميين يعملون مع حكومة إسرائيل لمعالجة التقارير التي تفيد بأنَّ الأمريكيين يواجهون مشكلات في السفر إلى مطار بن غوريون والخروج منه.
وكانت هذه الاتفاقية، التي أُعلِن عنها في أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، قبل بدء الحرب، جزءاً من جهد أكبر لتحسين العلاقات بين البلدين، وفي ذلك الوقت، كان الرئيس الأمريكي جو بايدن يسعى للتوسط في اتفاق دبلوماسي بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
صعوبات في السفر إلى الضفة
وبموجب برنامج الإعفاء من التأشيرة، سترفع إسرائيل القيود المفروضة على الأمريكيين من أصل فلسطيني وغيرهم من الأمريكيين من أصل عربي أو مسلم، ما يسهّل عليهم السفر من وإلى الأراضي الفلسطينية.
وعلى مدى عقود، واجه الأمريكيون الفلسطينيون صعوبات في السفر إلى الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، لرؤية العائلة والأصدقاء، أو للمساهمة في الإغاثة الإنسانية. وقد أُجبروا على السفر أولاً إلى الأردن، الذي يشترك في الحدود مع المنطقة.
وعادةً ما يسافر الأمريكيون الفلسطينيون من وإلى مطار الملكة علياء الدولي في العاصمة الأردنية عمّان، بدلاً من الدخول أو الخروج من تل أبيب.
وأصرّ المسؤولون الأمريكيون على أنَّ الاتفاقية ستغير ذلك، لكن بعد وقت قصير من الإعلان عن إدراج إسرائيل في البرنامج، حدثت عملية طوفان الأقصى.
وفرضت إسرائيل، متذرعة بأسباب أمنية، قيوداً إضافية على حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية، سواء كانوا يحملون جواز سفر أمريكياً أم لا، ووجد الأمريكيون الفلسطينيون أنفسهم غير قادرين على العبور إلى إسرائيل أو الخروج منها عند تلك الحدود.
"لم يعُد متاحاً"
من جانبها، قالت إنعام منصور، المحامية الأمريكية الفلسطينية التي تعيش في الضفة الغربية، إنَّ مسؤول حدود إسرائيلياً أخبرها، الأحد 12 نوفمبر/تشرين الثاني، أنَّ امتياز الدخول من دون تأشيرة للأمريكيين الفلسطينيين "لم يعُد متاحاً".
وقالت مايا بيري، المديرة التنفيذية للمعهد العربي الأمريكي، وهي منظمة حقوقية: "نحن هنا في وسط أزمة فعلية، حيث يُطلب منا الذهاب إلى عمان. إنه مثال آخر على أنَّ إسرائيل لا تنتمي إلى هذا البرنامج".
كانت جماعات الحقوق المدنية، ومنها المعهد العربي الأمريكي، قد أثارت مخاوف بشأن انضمام إسرائيل إلى برنامج الإعفاء من التأشيرة، كما أعرب بعض المشرعين الديمقراطيين، بما في ذلك السيناتور كريس فان هولين من ولاية ماريلاند، عن شكوكهم.
وقالت فرانشيسكا أموديو، المتحدثة باسم السيناتور فان هولين: "نتفهم المناخ الأمني الصعب في إسرائيل، لكن جميع المواطنين الأمريكيين مكفولة لهم المعاملة بالمثل بموجب برنامج الإعفاء من التأشيرة، ولدى هولين مخاوف جدية بشأن هذا التطور".
وبعد هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قدّمت إدارة بايدن تاريخ بدء تنفيذ الاتفاقية لتسهيل دخول الإسرائيليين الفارين من الحرب إلى الولايات المتحدة.
ورداً على سؤال حول الأمريكيين الفلسطينيين الذين لم يتمكنوا من مغادرة الضفة الغربية إلى إسرائيل، قال مسؤولو وزارة الخارجية الأمريكية إنهم كانوا يحاولون مساعدتهم على الذهاب براً إلى الأردن.
وقالت وزارة الخارجية: "لتوسيع خيارات المغادرة للمواطنين الأمريكيين في الضفة الغربية، بدأت وزارة الخارجية في استئجار وسائل النقل البري للمواطنين الأمريكيين وأفراد أسرهم المباشرين من الضفة الغربية إلى الأردن".