قالت صحيفة The Times البريطانية إن المواطنين في بريطانيا باتوا يتهربون من الاستحمام، في الوقت الذي تحاول فيه المنازل ترشيد استهلاك المياه لتوفير المال في خضم أزمة غلاء المعيشة.
إذ أشارت أرقام مبيعات شركة PZ Cussons للمنتجات الاستهلاكية- مثل صابون إمبريال ليذر، وغسول اليدين Carex، وجل الاستحمام Original Source- إلى تغير عادات الاستحمام، مثل أن يستخدم المستهلكون الدش بدلاً من أحواض الاستحمام لتقليل فواتير المياه والطاقة.
وبينما يتراجع استهلاك معظم منتجات الاستحمام في بريطانيا، ثمة علامة واحدة مطمئنة على أن البلاد لا تنحدر نحو الرائحة الكريهة، وهي انتعاش مبيعات الصابون، وفق الصحيفة.
سوق الصابون يزدهر
يقول جوناثان مايرز، الرئيس التنفيذي لشركة PZ Cussons، إن سوق الصابون يزدهر "لأول مرة منذ سنوات، وربما عقود.. والدافع الحقيقي هو أن أرخص وسيلة لتنظيف البشرة هي الصابون".
والدش أكثر اقتصادية من أحواض الاستحمام في المياه والطاقة، بشرط أن تستحم في أقل من عشر دقائق، حيث تقول شركة Thames Water إن حوض الاستحمام العادي يستهلك حوالي 80 لتراً من الماء، مقارنة بالدش الذي يستهلك 40 لتراً في استحمام مدته أربع دقائق، في حين تبلغ فترة استحمام البريطانيين سبع دقائق في المتوسط.
وتشير أرقام المتاجر في يوليو/تموز الماضي إلى مدى حساسية المستهلكين من أسعار منتجات النظافة الشخصية، إذ انخفضت مبيعات غسول اليدين بنسبة 23% في الأشهر الستة الأولى من هذا العام، وانخفضت إيرادات غسول الاستحمام بنسبة 35%، ومعقمات اليد هي الوحيدة التي خالفت هذا الاتجاه، حيث ارتفعت مبيعاتها بنسبة 29%.
أزمة تكلفة المعيشة
ويشير البعض إلى أن البريطانيين باتوا يسلكون مسلك الأوروبيين في تعاملهم مع النظافة، إذ أشارت أبحاث سابقة إلى أن أقل من نصف الفرنسيين يستحمون كل يوم، مقارنة بأكثر من ثلثي البريطانيين.
وأعلنت شركة PZ Cussons عن انخفاض بنسبة 4.2% في الأرباح قبل احتساب الضريبة إلى 61.8 مليون جنيه إسترليني (75 مليون دولار). وكانت أسهمها، التي انخفضت بنسبة 28% العام الماضي، انخفضت بنسبة 4.4% يوم الثلاثاء 26 سبتمبر/أيلول.
وقالت PZ Cussons إن السبب في ذلك هو أنها "أعادت صياغة علامتها التجارية لتكون أكثر تميزاً" في إطار خطط أشمل لتطوير الشركة.
واعترفت الشركة بأن هذا لم يلقَ صدى لدى الزبائن الذين يعانون من ضائقة مالية وسط أزمة تكلفة المعيشة، لكنها أضافت: "نحن واثقون من أنها ستعود إلى النمو ونحن نرى بالفعل مقدمات إيجابية".