أعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، مساء الأربعاء 20 سبتمبر/أيلول 2023، أن المسلحين الانفصاليين الأرمن في إقليم قره باغ التابع للأراضي الأذربيجانية، بدأوا بتسليم أسلحتهم ومغادرة الإقليم، وذلك بعد يوم من الاشتباكات مع القوات الأذربيجانية.
وأوضح علييف في خطاب بثه التلفزيون الرسمي، أنه كان هناك أكثر من 100 دبابة وعربة مدرعة أرمينية في إقليم قره باغ، متعهداً بأن المدنيين الأرمن هناك "سيتنفسون الصعداء بعد اليوم"، مضيفاً: "هم مواطنونا وليس بيننا وبينهم عداوة، واتهاماتنا موجهة لقادة (النظام الإجرامي) في الإقليم".
وقال الرئيس الأذربيجاني إنه "في يوم واحد فقط تم إنجاز جميع المهام ومعاقبة الإرهابيين في قره باغ، واستعادت أذربيجان سيادتها الكاملة على أراضيها، وترغب الآن في دمج سكان قره باغ وتحويل المنطقة إلى فردوس"، على حد قوله.
أضاف أن أذربيجان ليس لديها أي شيء ضد شعب قره باغ الأرمني، الذي قال "إنهم مواطنونا" لكن فقط ضد قياداته الانفصالية "الإجرامية".
وقال إن أذربيجان تقدر حقيقة أن أرمينيا، التي تعتمد منطقة قره باغ على دعمها منذ ثلاثة عقود، لم تسع إلى التدخل في عملية باكو العسكرية، لكنها ظلت "مراقبة"، واصفاً ذلك بأنه "حسّن آفاق محادثات السلام".
اتفاق لوقف إطلاق النار
وفي وقت سابق من الأربعاء، أكدت وزارة الدفاع في أذربيجان أنها توصلت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع قوات عرقية الأرمن في قره باغ.
وأضافت الوزارة أن قوات الأرمن في المنطقة الجبلية "وافقت على إلقاء أسلحتها، والتخلي عن المواقع القتالية والمواقع العسكرية، ونزع سلاحها بالكامل"، وأنه يجري تسليم جميع الأسلحة والمعدات الثقيلة إلى جيش أذربيجان.
فيما كشفت وكالة الأنباء الروسية أن قوات من أرمن قره باغ سيجتمعون مع سلطات أذربيجان غداً الخميس.
كانت أذربيجان قد أرسلت قوات مدعومة بالمدفعية إلى منطقة "قره باغ"، أمس الثلاثاء؛ في محاولة لإخضاع الإقليم الانفصالي بالقوة، والذي يوجد به مسلحون أرمن، وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية إنها أطلقت في "قره باغ" عملية ضد الإرهاب؛ "بهدف إرساء النظام الدستوري في المنطقة".
مقتل جنود روس من قوات حفظ السلام
من جانب آخر، قالت وزارة الدفاع الروسية إن جنوداً من قوات حفظ السلام في قره باغ لقوا حتفهم اليوم الأربعاء، بعد تعرض سيارتهم لإطلاق نار.
وأضافت الوزارة أن قوات حفظ السلام الروسية كانت عائدة من نقطة مراقبة بالقرب من قرية في أذربيجان عندما تعرضت لهجوم بأسلحة صغيرة، ولم تذكر عدد الجنود الذين كانوا في السيارة.
في سياق آخر، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، عن أمله أن يتخذ الوضع في إقليم "قره باغ" الأذربيجاني "مساراً سلمياً".
وفي حديثه خلال اجتماع مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي، في مدينة "سانت بطرسبرغ" الروسية، قال بوتين إن بلاده على اتصال "وثيق" مع جميع الأطراف.
أضاف: "إننا على اتصال وثيق للغاية مع جميع أطراف النزاع والسلطات في يريفان (عاصمة أرمينيا)، وستيباناكيرت (عاصمة إقليم "قره باغ") وباكو (عاصمة أذربيجان)، وآمل أن نتمكن من تحقيق وقف التصعيد ونقل حل هذه المشكلة إلى مسار سلمي".
وفي وقت سابقٍ الأربعاء، أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن ممثلي السكان الأرمن في قره باغ تقدموا بطلب عن طريق قوة السلام الروسية، تم بموجبه التوصل إلى اتفاق لوقف باكو عمليتها ضد الإرهاب في الإقليم، وتخلي المجموعات المسلحة الأرمنية غير القانونية والقوات المسلحة الأرمينية الموجودة في قره باغ عن سلاحها، وإخلاء مواقعها العسكرية، ونزع سلاحها بالكامل.
يُذكر أن أغلبية السكان في قره باغ المعترَف بها دولياً جزءاً من أذربيجان من عرقية الأرمن، وانفصلت عن سيطرة باكو في أوائل التسعينيات، واستعادت أذربيجان مساحات واسعة من الأراضي فيها وما حولها في حرب عام 2020.
في 27 سبتمبر/أيلول 2020، أطلق جيش أذربيجان عملية لتحرير أراضيه المحتلة في قره باغ، وبعد معارك ضارية استمرت 44 يوماً، توصَّلت أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة روسية، ينص على استعادة باكو السيطرة على مناطقها المحتلة.