أفادت صحيفة كوميرسانت الروسية، الجمعة 15 سبتمبر/أيلول 2023، نقلاً عن مصدر مقرب من الجنرال سيرجي سوروفيكين، بأنه موجود في الجزائر ضمن وفد من وزارة الدفاع الروسية، فيما بدا أنها عودة إلى مزاولة مهامه الرسمية بعد دخوله دائرة الشكوك في ما يتعلق بتمرد مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة في يونيو/حزيران الماضي.
ونشرت الصحيفة صوراً لسوروفيكين وهو يرتدي بذلة لونها كاكي دون رتبة عسكرية، وقالت الصحيفة إن الصور ملتقطة في الجزائر. والجزائر من كبار مشتري الأسلحة الروسية.
ظهور جنرال روسي أثيرت حوله شبهات بخصوص تمرد فاغنر
سوروفيكين، الملقب في الإعلام الروسي بالجنرال "هرمجدون"؛ لاشتهاره باستخدام أسلوب التفجيرات المكثفة خلال تدخل روسيا في الحرب الأهلية بسوريا، ترأس لفترة وجيزةٍ حملة روسيا في أوكرانيا العام الماضي، قبل خفض رتبته في يناير/كانون الثاني.
وأصبح مشهوراً بين المنتقدين المتعصبين لمؤسسة الجيش الروسي، ومن بينهم يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر الذي قُتل في حادث تحطم طائرة في الشهر الماضي.
ولدى تقدم مرتزقة فاغنر صوب موسكو في أواخر يونيو/حزيران 2023، ظهر في تسجيل فيديو وهو يبدو متوتراً ويمسك ببندقية ويحثهم على التراجع.
الجنرال الروسي كان يعرف بتمرد فاغنر قبل حدوثه
توارى الجنرال، الذي أثنى عليه بريغوجين علناً، عن الأنظار بعد التمرد. وأفادت صحيفة نيويورك تايمز بأن المخابرات الأمريكية تعتقد أنه كان يعرف بأمر التمرد سلفاً. ومثَّل التمرد أكبر تحدٍّ لحكم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال 24 سنة في السلطة.
وذكرت وسائل إعلام عديدة أن سوروفيكين صار مغضوباً عليه من الكرملين، وأنه يجري التحقيق معه في احتمال التواطؤ في التمرد. وقالت وكالة الإعلام الروسية الحكومية الشهر الماضي، إنه عُزل من منصبه كرئيس لسلاح الجو، وإن نائبه فيكتور أفضلوف تولى المنصب بشكل مؤقت. ورفض الكرملين التعليق على وضع سوروفيكين.
وذكرت تقارير غير مؤكدةٍ، هذا الشهر، أن سوروفيكين عُين رئيساً للجنة الدفاع الجوي التابعة لرابطة الدول المستقلة التي تجمع روسيا وثماني دول سوفييتية سابقة أخرى.
وقال محللون في معهد دراسة الحرب، إن هذا سيكون "متسقاً مع الأنماط السابقة التي تطبقها القيادة العسكرية الروسية، إذ تنقل القادة الذين لحقهم عار أو تعتبرهم غير أكفاء إلى مواقع هامشية بعيدة عن أوكرانيا دون تسريحهم بالكامل من الجيش الروسي".