صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء 12 سبتمبر/أيلول 2023، بأن جهود الغرب الرامية إلى "تحجيم" صعود الصين كقوة عالمية "محكوم عليها بالفشل"، فيما أشاد بعلاقات موسكو "الرائعة" مع بكين.
وذكر بوتين، في منتدى اقتصادي بمدينة فلاديفوستوك، في أقصى شرق البلاد أرسلت إليه بكين وفداً كبيراً، أن التعاون بين روسيا والصين في مجالي الأمن والدفاع يزدهر أيضاً.
وقال الرئيس الروسي: "يحاول الغرب اليوم تحجيم تطور الصين لأنه يرى أنها تحت قيادة صديقنا (الرئيس شي جين بينغ)… تتطور بسرعة فائقة. وهذا يتركهم في حالة صدمة"، مضيفاً "أنهم (الغرب) يبذلون قصارى جهدهم لإبطاء تطور الصين، لكن هذا لن يكون ممكناً، فات الأوان".
علاقات "مذهلة"
وفيما يتعلق بالعلاقات بين موسكو وبكين، قال بوتين: "لدينا علاقات مذهلة حقاً في مجال الأمن الدولي وتنسيق لمواقفنا"، مضيفاً أن البلدين "لم يشكلا تحالفات عسكرية"، وأن تعاونهما ليس موجهاً ضد أي طرف.
وأجرى بوتين في وقت لاحق محادثات مع نائب رئيس مجلس الدولة الصيني تشانغ قوه تشينغ على هامش منتدى فلاديفوستوك، حيث نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن تشانغ قوله إن بكين مستعدة لتقاسم فرص التنمية وتعميق "التعاون المفيد للطرفين" مع روسيا.
يُذكر أن روسيا ركزت بشكل متزايد على تعزيز العلاقات مع الصين في مجالات التجارة والطاقة والأمور العسكرية وغيرها بعد قرارها غزو أوكرانيا بشكل شامل في 24 فبراير/شباط 2022، ما أدى إلى أزمة عميقة في علاقاتها مع الغرب.
ورفضت الصين توبيخ روسيا بسبب الحرب، وأدانت العقوبات الغربية الشاملة المفروضة عليها، بينما استفادت في الوقت نفسه من حصولها على النفط والغاز الذي لم تعد روسيا قادرة على بيعه لأوروبا بأسعار مخفضة.
وبشر بوتين وشي بالفعل بعصر من العلاقات الأوثق، ورفضا معاً نظاماً عالمياً معتمداً على الغرب من خلال التوقيع على اتفاقية شراكة "بلا حدود" في بكين العام الماضي، قبل أسابيع من غزو روسيا لأوكرانيا.
وقال مستشار الكرملين للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف في يوليو/تموز الماضي، إن بوتين يعتزم زيارة الصين في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وقت انعقاد منتدى "الحزام والطريق" الثالث، تلبيةً لدعوة وجهها شي خلال زيارته الرسمية رفيعة المستوى لروسيا في مارس/آذار الماضي.
ولم يؤكد الكرملين زيارة بوتين، لكن الرئيس الروسي قال الأسبوع الماضي إنه يتوقع لقاء شي قريباً.