حذّر مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، كوريا الشمالية من "دفع الثمن" بشأن تزويد روسيا بأسلحة لاستخدامها في أوكرانيا، بحسب تصريحات للصحفيين في البيت الأبيض، الثلاثاء 5 سبتمبر/أيلول 2023، مشيراً إلى أن مفاوضات الأسلحة بين روسيا وكوريا الشمالية تمضي على قدم وساق.
وقال جيك سوليفان للصحفيين في البيت الأبيض إن توفير الأسلحة لروسيا "لن يكون له مردود طيب على كوريا الشمالية وسيدفعون ثمن ذلك في المجتمع الدولي".
وقال سوليفان إن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يتوقع استمرار المناقشات حول الأسلحة بما في ذلك على مستوى القادة و"ربما حتى في لقاءات وجهاً لوجه"، وأضاف: "لقد واصلنا الضغط على القاعدة الصناعية الدفاعية الروسية"، وتتطلع موسكو الآن "إلى أي مصدر قد تجده" للحصول على مبيعات مثل الذخيرة.
ومضى يقول: "سنواصل دعوة كوريا الشمالية إلى التقيد بالتزاماتها المعلنة التي تمنعها من تزويد روسيا بأسلحة تفضي في نهاية المطاف إلى قتل الأوكرانيين".
كيم يعتزم زيارة روسيا
وأفادت تصريحات لمسؤولين أمريكيين في وقت سابق أن كيم يعتزم التوجه إلى روسيا في سبتمبر/أيلول الجاري، للقاء الرئيس فلاديمير بوتين ومناقشة إمداد موسكو بالأسلحة.
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان بإمكانه تأكيد هذه المحادثات، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في وقت سابق من اليوم الثلاثاء: "لا يمكنني (الرد). ليس هناك ما يقال".
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، نقلاً عن مصادر أمريكية وحليفة، الإثنين 4 سبتمبر/أيلول، أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يعتزم السفر إلى روسيا الشهر الجاري، حيث يجتمع مع الرئيس فلاديمير بوتين لبحث إمكانية تقديم إمدادات الأسلحة في الحرب الدائرة بأوكرانيا.
وقالت الصحيفة إن كيم سيسافر من بيونغ يانغ، على الأرجح بقطار مصفح، إلى فلاديفوستوك على ساحل المحيط الهادئ في روسيا، ليجتمع هناك مع بوتين.
يُذكر أنه في منتصف أغسطس/آب الماضي، أفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، بأن كيم ونظيره الروسي بوتين، تبادلا خطابات يتعهدان فيها بتطوير علاقاتهما لتتحول إلى ما وصفها كيم بـ"علاقة استراتيجية ممتدة".
وذكرت الوكالة أن كيم قال في خطابه إلى بوتين، إن الصداقة بدأت بين البلدين في الحرب العالمية الثانية بالانتصار على اليابان، والآن "تظهر بشكل كاملٍ قوتهما وأنهما لا يقهران في الكفاح لكسر هيمنة الاستعماريين وممارساتهم التعسفية".
أضاف وفق الرسالة: "أنا مقتنع تماماً بأن الصداقة والتضامن سيتطوران بشكل أكبر إلى علاقة استراتيجية ممتدة، بما يتماشى مع متطلبات الحقبة الجديدة".
صفقات أسلحة "محتملة"
وفي مطلع أغسطس/آب كذلك، أشار تقرير لوكالة Bloomberg الأمريكية، أن مشاهدةً غير اعتياديةٍ لطائرة عسكرية روسية في كوريا الشمالية تثير القلق من أن يكون الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون يبيع أسلحة لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، في ظل تعزيز العلاقات بين البلدين الخاضعين لعقوبات الغرب.
إذ أوضحت الوكالة أنَّ تعقب البيانات من موقع FlightRadar24، يبين أن طائرة سلاح الجو الروسي، إليوشن إل-62، طارت مباشرة من موسكو إلى بيونغ يانع في 31 يوليو/تموز، وعادت في 2 أغسطس/آب.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية الطائرة في مطار بيونغ يانغ الدولي نحو 36 ساعة، وذلك وفقاً لموقع NK News الإخباري المتخصص في أخبار كوريا الشمالية الذي يتخذ من العاصمة الكورية الجنوبية سيول مقراً له، والذي يتعقب أيضاً نشاط الطيران في البلد المعزول.
تدريبات عسكرية مع كوريا الشمالية
وفي وقت سابقٍ الإثنين 4 سبتمبر/أيلول، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إن موسكو تناقش إجراء تدريبات مشتركة مع كوريا الشمالية، وذلك في الوقت الذي عبرت فيه الولايات المتحدة عن قلقها بشأن تنامي العلاقات العسكرية بين البلدين.
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء، عن شويغو القول: "لمَ لا؟ هؤلاء جيراننا. هناك مثل روسي قديم يقول: أنت لا تختار جيرانك ومن الأفضل أن تعيش مع جيرانك في سلام ووئام".
وعند سؤاله عن إمكان إجراء مناورات مشتركة بين البلدين، قال شويغو إنه أمر يخضع للمناقشة "بالطبع".
فيما ذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء، الإثنين، نقلاً عن جهاز المخابرات الكوري الجنوبي، أن شويغو اقترح على زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، أن يجري بلداهما إضافة إلى الصين تدريبات بحرية.
يشار إلى أن شويغو زار كوريا الشمالية بمناسبة الذكرى السبعين لنهاية الحرب الكورية، في يوليو/تموز الماضي، واجتمع مع كيم.
وقالت "يونهاب" إن جهاز المخابرات الوطنية الكورية الجنوبية أخبر الجمعية الوطنية بأن شويغو عقد فيما يبدو، اجتماعاً خاصاً مع كيم للاتفاق على توسع عسكري على نطاق كبير.
من جانبها، عبَّرت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، عن قلقها إزاء تقدم المحادثات بين روسيا وكوريا الشمالية بخصوص الحصول على أسلحة، وقالت إن شويغو حاول خلال زيارته إقناع بيونغ يانغ ببيع ذخيرة مدفعية لروسيا.
وسبق أن حذرت واشنطن من أن كوريا الشمالية قد ترسل أسلحة إلى موسكو لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا.