كشف تقرير جديد أنَّ الكرملين عمل مع أجهزة الأمن الروسية للحفاظ على سرية جنازة مؤسس مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية يفغيني بريغوجين، والذي دُفن الثلاثاء 29 أغسطس/آب 2023 بحضور عدد قليل من أفراد عائلته، بحسب ما نقل موقع The Daily Beast الأمريكي.
ودُفِن رئيس فاغنر في مقبرة بسانت بطرسبرغ، بعد مراسم كانت بسيطة وباهتة للغاية، حضرها ما بين 20 و30 شخصاً فقط دون تكريمه عسكرياً.
"أمر متعمد"
وقال اثنان من المسؤولين الروس، في حديث إلى صحيفة The Moscow Times التي لم تذكر اسمهما، إنَّ دفن بريغوجين بصمت كان أمراً متعمداً: "كان الهدف هو التأكد من أنه عند إنزال التابوت الذي يحمل جثة بريغوجين إلى القبر، لا تكون هناك تجمعات جماهيرية للمواطنين والمرتزقة والمتعاطفين".
فيما نُقِل عن أحد المسؤولين قوله: "لم يكن هناك أي بث أو صور على الشبكات الاجتماعية من مدخل المقبرة".
وبحسب تقرير "ذا ديلي بيست"، عمل جهاز الأمن الفيدرالي مع كبار المسؤولين في الكرملين لضمان إبقاء الجنازة طيَّ الكتمان.
وقال المسؤول: "إنَّ بريغوجين، بمطالبته بالعدالة، وتصريحاته الحادة والصادقة في كثير من الأحيان، أثار مشاعر الروس الذين اعتبروه بطلاً رسمياً لروسيا وبطل الشعب.. لكن هل كنا نحتاج إلى أبطال يزحفون إلى موسكو؟ لا".
"الحط من شأن بريغوجين"
وأشار المسؤول الآخر إلى أنَّ مراسم الجنازة المتواضعة يمكن أن تكون أيضاً طريقة الكرملين للحط من شأن بريغوجين بعدما أهان فلاديمير بوتين علناً بتمرده العنيف ضد القيادة العسكرية في أواخر يونيو/حزيران الماضي، مضيفاً: "أعتقد أنَّ قيادة البلاد لا تستطيع أن تسامحه".
وقد تظاهر الكرملين بالجهل بشأن حادث تحطم الطائرة في 23 أغسطس/آب الذي أودى بحياة بريغوجين، والمؤسس المشارك لشركة فاغنر، ديمتري أوتكين، والعديد من كبار الأعضاء الآخرين في مجموعة المرتزقة.
واعترف المتحدث باسم بوتين، دميتري بيسكوف، الأربعاء 30 أغسطس/آب، بأنَّ الحادث -الذي وقع بعد شهرين بالضبط من تمرد بريغوجين المسلح- ربما "كان مدبَّراً".
وبعد يوم من دفن بريغوجين، أُفيد بأنَّ أفراداً من الحرس الوطني يحرسون قبره على مدار الساعة.
حراسة مشددة على المقبرة
في السياق، نقلت منصة Bumaga الإخبارية المحلية عن أحد العاملين في المقبرة قوله: "صدرت الأوامر بإتمام الدفن قبل يوم من المراسم، وقيل لنا إنَّ كل شيء سيُنفَذ سرياً. ولم يُفتَح التابوت"، وبعد ذلك، قال الموظف إنَّ أجهزة الأمن نزلت إلى المقبرة وفرضت قيوداً على من يمكنه الدخول.
في السياق، نقلت منصة Bumaga الإخبارية المحلية عن أحد العاملين في المقبرة قوله: "صدرت الأوامر بإتمام الدفن قبل يوم من المراسم، وقيل لنا إنَّ كل شيء سيُنفَذ سرياً. ولم يُفتَح التابوت"، وبعد ذلك، قال الموظف إنَّ أجهزة الأمن نزلت إلى المقبرة وفرضت قيوداً على من يمكنه الدخول.
أضاف: "لكن لم يأتِ أحد حقاً. ماذا، هل تتوقع ظهور صفوف من الزوار مثل الموجودين في المتحف الروسي؟ إذا أراد أعضاء فاغنر رؤية ذلك، فسيتعين عليهم حشد الجميع من بيلاروسيا واستئجار قطار للمجيء".