أشاد يفغيني بريغوجين، رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، بالانقلاب العسكري في النيجر، ووصفه بأنه "نبأ سار"، عارضاً خدمات مقاتليه لفرض النظام، وذلك في رسالة صوتية بثّتها قواته على تليغرام، وقالت إنها له، مساء الخميس، 27 يوليو/تموز 2023.
لكن بريغوجين لم يُشر إلى أي تورط للمجموعة في الانقلاب، الذي وصفه بأنه لحظة تحرير طال انتظارها من المستعمرين الغربيين، وقام بما بدا وكأنه دعوة لمقاتليه للمساعدة في حفظ النظام.
كان للمتحدث نفس النبرة المميزة وطريقة تحويل الجمل للغة الروسية مثل قائد مجموعة فاغنر، بحسب رويترز التي قالت إنها لم تتمكن من تأكيد هويته.
"كفاح ضد المستعمرين"
جاء في الرسالة أن "ما حدث في النيجر لم يكن سوى كفاح شعب النيجر مع مستعمريه، مع المستعمرين الذين يحاولون فرض قواعد حياتهم عليه وعلى ظروفه وإبقائه في الحالة التي كانت عليها إفريقيا منذ مئات السنين".
وشكلت الرسالة الصوتية أحدث علامة على أن بريغوجين ورجاله لا يزالون نشطين في إفريقيا التي لديهم فيها عقود أمنية في بعض البلدان، مثل جمهورية إفريقيا الوسطى، مع حرصهم على التوسع في القارة.
وبدا أن بريغوجين (62 عاماً) لا يزال يتنقل بحرية رغم تصريحات الكرملين في يونيو/حزيران الماضي عن انتقاله إلى روسيا البيضاء المجاورة؛ حيث بدأ بعض رجاله بالفعل في تدريب جيشها بموجب اتفاق أنهى تمرد فاغنر في روسيا.
وتفاخر بريغوجين في رسالته الصوتية بما وصفه بأنه كفاءة فاغنر في مساعدة الدول الإفريقية على الاستقرار والتطور فيما بدا وكأنه ترويج للمجموعة.
في حين قال محللون إن ظهور بريغوجين يشير إلى أن مجموعته ستواصل لعب دور في تعزيز أجندة السياسة الخارجية لروسيا في إفريقيا.
محاولة انقلاب في النيجر
وصباح الأربعاء، 26 يوليو/تموز، ذكرت الصحافة النيجرية أن عناصر تابعة للحرس الوطني احتجزت في القصر الرئاسي الرئيس محمد بازوم، ووزير داخليته، حمادو أدامو سولي، قبل أن تعلن في مساء اليوم ذاته "عزله من السلطة".
وأعلن الجيش النيجري، الخميس، 27 يوليو/تموز، ولاءه لقوات الدفاع والأمن التي أطاحت بالرئيس محمد بازوم؛ وذلك "تفادياً للاقتتال داخل صفوف القوات المسلحة"، بحسب بيان وقّعه رئيس الأركان.
وظل بريغوجين يمارس أنشطته رغم تمرد لم يكتمل، قاده ضد كبار الضباط في الجيش الروسي في يونيو/حزيران الماضي.
وتلا الكولونيل أمادو عبد الرحمن، الذي ظهر جالساً وحوله 9 ضباط آخرين يرتدون الزي العسكري، بياناً جاء فيه أن القوات العسكرية والأمنية قررت "وضع نهاية للنظام الذي تعرفونه بسبب الوضع الأمني المتدهور وسوء الإدارة".
كما أعلن إغلاق الحدود وفرض حظر تجوال في أنحاء البلاد، مع تعليق عمل كافة مؤسسات الجمهورية، وحذّر الجنود من أي تدخل أجنبي.