قال محللون إن الجيش الصيني ربما يخطط لبناء مجموعة من القواعد البحرية الخارجية، بالتزامن مع تطلع البلاد إلى حماية طرق الشحن وتعزيز قدرتها على الصمود في وجه عقوبات الولايات المتحدة وحلفائها، بحسب ما نقلته صحيفة The Guardian البريطانية.
وتُمثل مدن هامبانتوتا في سريلانكا، وباتا في غينيا الاستوائية، وجوادر في باكستان المواقع الثلاثة الأقرب لبناء قاعدة بحرية صينية خلال فترةٍ تتراوح بين عامين وخمسة أعوام، وذلك بحسب تحليل مركز أبحاث AidData.
وقد نشر المركز الأمريكي تحليله، الأربعاء 26 يوليو/تموز 2023، ووضع مؤلفو التقرير في اعتبارهم حجم تمويل التنمية الصادر عن المصارف الحكومية الصينية لمشروعات الموانئ، والقيمة الاستراتيجية للبنية التحتية القائمة، والعلاقات مع حكومات الدول المضيفة، وغيرها من العوامل.
ثمانية خيارات مطروحة
وخرج المحللون في النهاية بقائمة تضم ثمانية خيارات مطروحة بارزة لبناء القواعد البحرية الصينية المستقبلية.
يجدر بالذكر أن بحرية جيش التحرير الشعبي الصيني تمتلك حالياً قاعدةً عسكرية خارجية واحدة في جيبوتي، على ساحل القرن الإفريقي، لكن مع ازدياد سخونة التنافس بين الولايات المتحدة والصين، بدأت بكين تسعى لمواكبة القوة البحرية لواشنطن في الخارج.
ليست الصين جزءاً من أي تحالف دفاعي دولي، عكس الولايات المتحدة، ما يجعل بناء القواعد البحرية الخارجية أولويةً من أجل تطوير الجيش الصيني، بحسب باحثي المركز.
من المحتمل أن تكون طموحات البحرية الصينية المستقبلية متماشية مع مبادرة الحزام والطريق الصينية بصورةٍ وثيقة، إذ تقع أربع من أصل ثماني قواعد رشحها مركز AidData داخل القارة الإفريقية.
وربما تقع أكثر الطموحات البحرية الصينية إلحاحاً في بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان، لكن مؤلفي التقرير أشاروا إلى أن تلك العمليات يُمكن إدارتها "بالكامل من البر الرئيسي للصين أو القواعد البحرية الموجودة في أرض الوطن".
بينما ستساعد قواعد البحرية الصينية البعيدة في جمع الاستخبارات والحفاظ على طرق الشحن الصينية، خاصةً في حال فرض عقوبات غربية عليها.
أماكن محتملة لاستقبال قواعد الصين
يُعتبر ميناء هامبانتوتا في سريلانكا الموقعَ الأرجح لبناء قاعدة للبحرية الصينية في المستقبل القريب، بحسب AidData، إذ تم افتتاح الميناء عام 2010 بتمويلٍ قدره 306.7 مليون دولار من بنك الصين للاستيراد والتصدير، وهو مصرف تنمية مملوك للحكومة الصينية. ويقول المركز إن بكين تتمتع بـ"سيطرةٍ مباشرة على المنشأة".
بينما قال بليك هيرزينغر، الزميل الباحث بمركز دراسات الولايات المتحدة بجامعة سيدني: "من المستبعد أن تتحول تلك الاستثمارات المرفئية إلى قواعد رسمية للبحرية الصينية في غالبية الحالات. لكن الحزب الشيوعي الصيني سيستفيد بوجود المواقع الصديقة، لأنها ستُتيح للبحرية الصينية إعادة التزود بالإمدادات وإجراء الإصلاحات حول العالم".
والثلاثاء 25 يوليو/تموز، نشرت شركة الأقمار الصناعية الأمريكية BlackSky صوراً محدثة لقاعدة "ريم" البحرية في كمبوديا، حيث تشك الحكومة الأمريكية في أن بكين تبني منشأة هناك لتعزيز وجودها البحري بالمنطقة.
ويقول المحللون الدفاعيون إن بناء قاعدة عسكرية في قاعدة "ريم" سيمنح الصين العديد من المزايا الاستراتيجية الكبيرة، ومنها الوصول إلى خليج تايلاند.
وأظهرت الصور قرب الانتهاء من إنشاء رصيف بحري في القاعدة، وهو رصيف يبدو شديد الشبه برصيف القاعدة الصينية في جيبوتي.
في السياق، صرّحت شركة BlackSky لصحيفة "فايننشيال تايمز" بأن الرصيف طويل بما يكفي لترسو فيه السفن الحربية، وضمنها ناقلات الطائرات، مما يُعزز التقييم الأوّلي الذي يقول إن المنشأة كان يجري تجهيزها لاستقبال سفن المياه العميقة.
وقال مركز AidData في تقريره: "من الجدير بالذكر أن البحرية الكمبودية تمتلك زوارق دوريات صغيرة فحسب، ومن المستبعد أن تحتاج لقنوات عميقة من أجل أغراضها الخاصة".
أردف التقرير أن العمل في بعض المواقع الأخرى حظي بـ"بدايةٍ مبكرة"، لكن قاعدة ريم ستكون الميناء البحري الصيني المستقبلي على الأرجح.