تسعى الحكومة الكندية إلى توظيف الأجانب ذوي المهارات العالية الذين يعملون في الولايات المتحدة للانتقال إلى كندا، ضمن برنامج لاقى نجاحاً كبيراً مُحققاً هدفه المتمثل في 10 آلاف طلب تقديم في يومين فقط، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية.
حيث أصدرت كندا هذا الأسبوع تصريح عمل خاصاً للعمال الأجانب الذين حصلوا بالفعل على تأشيرة H-1B في الولايات المتحدة -وهي تأشيرة مؤقتة لأغراض غير الهجرة تسمح لحاملها بالعمل- والذين يبلغ عددهم ما يقرب من 600 ألف شخص.
فيما أعلن المتحدث باسم وزير الهجرة الكندي، شون فريزر، الأربعاء 19 يوليو/تموز، تعبئة الحصة المُستهدَفة للبرنامج البالغة 10 آلاف شخص في أول يومين من الأسبوع.
أمر غير معتاد
وقال المتحدث جيريمي بيلفيويل: "لذلك اضطررنا إلى وقف الحملة الشاملة التي نظمناها للترويج للتصريح"، مضيفاً أنَّ البرنامج عبارة عن تجربة أولية، وسينظر وزير الهجرة الآن في الخطوات التالية التي يجب اتخاذها.
ومن غير المعتاد أن يستهدف بلد ما حاملي التأشيرات من دولة أخرى استهدافاً صريحاً، بحسب الغارديان.
وتختار الولايات المتحدة سنوياً ما يصل إلى 85000 شخص لمنحهم تأشيرات H-1B، التي تمثل الدعامة الأساسية لعمالقة التكنولوجيا مثل شركات "أمازون" و"ألفابت" الأم لشركة "غول"، "ميتا"، وشركة International Business Machines.
ويسمح برنامج تأشيرة H-1B للشركات الأمريكية بتوظيف عمال أجانب في مهن متخصصة بقطاعات مثل التكنولوجيا والهندسة والطب. وعادةً ما تصدر لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد. ومعظم حاملي تأشيرة H-1B يأتون من الهند والصين.
وإذا تعرض حاملو التأشيرة للطرد أو التسريح من الشركة الراعية في الولايات المتحدة، فيجب عليهم العثور على وظيفة أخرى ورعاية في غضون 60 يوماً.
جذب العاملين بقطاع التكنولوجيا
يجدر بالذكر أن وزير الهجرة الكندي روّج لتصريح العمل الذي أصدرته بلاده والذي يستهدف حاملي تأشيرة أمريكا H-1B في مؤتمر Collision Tech في تورونتو، في يونيو/حزيران الماضي، حيث يجذب المؤتمر العاملين بقطاع التكنولوجيا من جميع أنحاء العالم.
وتأتي هذه الخطوة وسط موجة من التسريحات التي تدفقت على قطاع التكنولوجيا؛ وشملت شركات مثل "أمازون" و"جوجل" و"ميتا".
ويتضمن تصريح العمل الكندي خيارات تصريح الدراسة أو العمل لأفراد الأسرة المرافقين لحاملي تأشيرة الولايات المتحدة H-1B. وصار التصريح متاحاً اعتباراً من 16 يوليو/تموز الحالي، ومن المقرر أن يظل سارياً لمدة عام واحد، أو حتى تتلقى سلطات الهجرة 10000 طلب.
"خسارة" للولايات المتحدة
من جانبه، علّق بروس هيمان، سفير الولايات المتحدة السابق لدى كندا خلال إدارة أوباما، قائلاً إنَّ مكاسب كندا من البرنامج ستكون "خسارة" للولايات المتحدة.
وقال هيمان: "ترى كندا فرصة لجلب الأفراد الموهوبين إليها، وإذا فشلنا في الاحتفاظ بهم فهذا مخجل لنا وإنجاز يُسجَل لصالح كندا، لأنها رصدت الفرصة وجذبتهم إليها".
أضاف: "لطالما كان مفتاح نجاحنا القدرة على جذب الأفضل والأنبغ وجلبهم إلى أمريكا، وأي تقويض لذلك يأتي مع كثير من المخاطر، خاصةً أنَّ معدل المواليد لدينا يقل عن معدل الاستبدال في الوقت الحالي".