قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأربعاء 5 يوليو/تموز 2023، إن خبراءها الموجودين في محطة زابوريجيا الأوكرانية للطاقة النووية لم يلحظوا بعدُ أي إشارات على وجود ألغام أو متفجرات بالمحطة الخاضعة لسيطرة روسيا.
وقالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة، في بيان: "طلب خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية مزيداً من الوصول (إلى داخل المحطة)؛ وذلك ضروري لتأكيد صحة عدم وجود ألغام أو متفجرات".
أضاف البيان: "وعلى وجه الخصوص ضرورة السماح بالوصول إلى أسطح وحدات المفاعلين النوويين الثالث والرابع، فضلاً عن إتاحة الوصول إلى أجزاء من مبنى التوربينات وبعض الأجزاء من نظام تبريد المحطة".
وسيطرت القوات الروسية على محطة زابوريجيا للطاقة النووية العام الماضي (2022) بعد فترة وجيزة من تأجج ما تصفه موسكو بأنه "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا، ومنذ ذلك الحين تبادل الطرفان باستمرارٍ الاتهامات بقصف مناطق محيطة بالمحطة والمخاطرة بإحداث كارثة نووية كبرى.
اتهامات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا
كانت روسيا وأوكرانيا قد تبادلتا الاتهامات الثلاثاء 4 يوليو/تموز، بالتآمر لشن هجوم على أكبر محطة نووية أوروبية، في حين حذرت وكالة الطاقة الذرية مراراً من كارثة محتملة جراء الاشتباكات العسكرية القريبة منها.
في وقت سابقٍ الأربعاء، قالت الرئاسة الروسية "الكرملين" إن تهديداً بنوع من "التخريب الأوكراني" لمحطة زابوريجيا للطاقة النووية يشكل خطراً كبيراً، لذلك يجري اتخاذ الإجراءات اللازمة للتصدي للأمر، وفق تصريحات المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف.
وقال بيسكوف للصحفيين، إن تبعات أي تخريب للمحطة النووية قد تكون كارثية، مضيفاً: "الوضع تشوبه حالة من التوتر الشديد، لأن هناك بالفعل تهديداً بنوع من التخريب من جانب نظام كييف، وقد يسفر ذلك عن عواقب قد تكون كارثية".
وتابع قائلاً: "أبدى نظام كييف مراراً استعداده لفعل أي شيء، لذلك يجري اتخاذ كل الإجراءات اللازمة للتصدي لهذا التهديد"، لكن لم يقدم دليلاً يدعم تأكيد وجود تهديد أوكراني.
في حين قال رينات كارشا مستشار رئيس شركة روزنرجواتوم التي تشغل الشبكة النووية الروسية، الثلاثاء، إن أوكرانيا خططت لتسقط على المحطة ذخيرة مزودة بنفايات نووية نقلتها من إحدى المحطات النووية الخمس التي تمتلكها.
"استفزازات خطيرة"
في المقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، إنه أبلغ نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون "باستفزازات خطيرة" من جانب روسيا في المحطة بجنوب شرقي أوكرانيا.
وكتب زيلينسكي على تويتر، أنه أبلغ ماكرون في محادثة هاتفية، أن "قوات الاحتلال تستعد لاستفزازات خطيرة في زابوريجيا"، وقال إنه وماكرون اتفقا "على إبقاء الوضع تحت السيطرة القصوى مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية" التابعة للأمم المتحدة.
ونقل بيان أصدرته القوات المسلحة الأوكرانية عن "بيانات عمليات"، قولها إن "عبوات ناسفة" وُضعت على سطح المفاعلين النوويين الثالث والرابع بالمحطة يوم الثلاثاء. وأشار البيان إلى هجوم محتمل "في المستقبل القريب".
ولم يقدم زيلينسكي ولا الجيش الأوكراني أي دليل أيضاً على ذلك.
وتسعى الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ أكثر من عام، للتوصل إلى اتفاق لضمان أن تكون منطقة المحطة النووية منزوعة السلاح، والتقليل من مخاطر وقوع حوادث نووية محتملة.
وزار المدير العام للوكالة الذرية، رفائيل غروسي، المحطة ثلاث مرات منذ استيلاء روسيا عليها، لكنه فشل في التوصل إلى اتفاق للحفاظ على سلامة المحطة من القصف.